قالت كتلة اتحاد القوى (أكبر كتلة سُنية في البرلمان العراقي)، اليوم الأربعاء، إن نحو 80 ألف نازح من مناطق شمالي محافظة بابل (جنوب) ذات الغالبية السُنية، لم يسمح لهم بالعودة إلى مناطقهم المحررة منذ أكثر من عامين.
واعتبرت الكتلة في بيان لها أن "هناك نوايا حقيقية لإجراء تغيير ديمغرافي". وهو ما نفاه رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل.
وطالبت الكتلة، رئيس الحكومة حيدر العبادي بـ"إعادة أهالي جرف الصخر إلى منازلهم، والذين مضى على تحرير مدينتهم عامين وأربعة أشهر، نظرا لوجود نوايا حقيقية من إجراء تغيير ديمغرافي فيها مبنية على تصريحات وإجراءات تدعم ذلك".
وأوضحت الكتلة أنه "خلال الفترة الماضية صدرت مجموعة من التصريحات والكتب الرسمية لمسؤولين في محافظة بابل، تؤكد هذه النوايا من خلال وضع عوائق وشروط تمنع عودة أهالي تلك الناحية".
ولفتت إلى أن آخر هذه النوايا كان "قرار مجلس قضاء المسيب التابع للمحافظة مطلع الشهر الجاري والمتضمن عدم الموافقة على عودة أهالي جرف الصخر إلا بعد تعويض المتضررين بشكل عادل وتسليم الجناة (المتعاونين مع التنظيم) من قبل ساكني المنطقة وضمان أمنها".
وتابع، أن "إصدار مجلس قضاء المسيب، مثل تلك القرارات، التي منع بموجبها عودة أكثر من 80 ألف مواطن إلى منازلهم وإنهاء معاناتهم، يعكس حالة الفوضى التي تمر بها الدولة العراقية ومؤسساتها والتجاوز على القانون والدستور، وتبعث برسائل سلبية للشركاء بعدم وجود قانون يحكم البلد ويوفر المناخ المناسب لتحقيق التسوية التاريخية التي استبشر بها العراقيون خيراً".
من جهته، نفى فلاح راضي، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل، وجود نوايا لإجراء تغيير ديموغرافي بناحية جرف الصخر.
وقال للأناضول إن عدم إعادة نازحي الناحية إلى مناطقهم خلال الفترة الماضية يعود إلى "غياب تام لأبسط الخدمات، فلا وجود للكهرباء ولا للماء ولا للمؤسسات الحكومية".
وأوضح راضي، أن "مجلس محافظة بابل، أعد كشوفات للأضرار التي لحقت بالناحية جراء سيطرة تنظيم داعش عليها في 2014، وتبين أن الناحية بحاجة إلى 400 مليون دولار لإعادة الخدمات إليها".
وأضاف أن "الكشوفات رفعت إلى الحكومة الاتحادية لغرض التكفل بتوفير المبلغ لأن محافظة بابل لا تملك هكذا مبلغ مالي".
ولفت إلى أن "أغلب نازحي الناحية يتواجدون حاليا في مناطق شمالي المحافظة".
واستعادت القوات العراقية مناطق شمالي بابل، في أكتوبر 2014، بعد معارك متواصلة لأسابيع ضد مسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، وشهدت المنطقة نزوحاً جماعياً إلى محافظات كربلاء والنجف والديوانية، جنوبي البلاد.