الجزائر تعلن توقيف زعيم الطائفة الأحمدية في البلاد

الشرطة الجزائرية

أعلنت السلطات الجزائرية، اليوم الأربعاء، توقيف "زعيم" الطائفة الأحمدية في البلاد، خلال مداهمة أمنية بمحافظة الشلف في إطار حملة ضد أتباع هذه الجماعة خلال الأشهر الأخيرة.

 

وقال بيان لإدارة الشرطة بمحافظة الشلف، إنه تم "توقيف الزعيم الوطني للطائفة الأحمدية و11 شخصا تابعا له، كانوا ينشطون على مستوى المحافظة" كما نقلت الإذاعة الحكومية.

 

والطائفة الأحمدية، التي تسمى أيضاً "القاديانية" يصفها أتباعها بأنها "جماعة إسلامية تجديدية عالمية"، تأسست في 1889، في قاديان، بإقليم البنجاب شمالي الهند، من جانب ميرزا غلام أحمد القادياني، الذي يقدم نفسه على أنه المهدي المنتظر الموعود الذي تحدث رسول الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم) عن ظهوره في آخر الزمان.

 

وحسب بيان الشرطة، فإن العملية جاءت "بعد تلقي مصالح الشرطة لمعلومات مفادها وجود أشخاص يحوزون على وثائق ومناشير وأقراص مضغوطة تتضمن الدعوة إلى اعتناق عقيدة التيار الأحمدي، لتباشر ذات المصالح استغلالها للمعلومات بالترصد والمراقبة".

 

وأوضح البيان أنه "وبعد أن تمت إحالة الملف على الجهات القضائية تم إيداع خمسة من الموقوفين الحبس المؤقت ووضع أربعة تحت الرقابة القضائية في حين استفاد البقية من الإفراج".

 

ووجهت للموقوفين وفق ذات المصدر تهم "إنشاء جمعية بدون ترخيص قانوني، والمساس بالمعلوم من الدين بالضرورة والنشر والتوزيع بغرض الدعاية لمنشور من مصدر أجنبي من شأنه الاغرار بالمصلحة العليا للبلاد".

 

وكثفت السلطات الأمنية في الجزائر خلال الآونة الأخيرة من حملات الملاحقة لأتباع "الطائفة الأحمدية"، ضمن إجراءات صارمة اتخذتها الحكومة استشعاراً منها للخطر الذي يشكله تزايد عددهم، مع الاكتشاف المتوالي لشبكات تابعة لهذه الطائفة بمحافظات عدة في البلاد.

 

ووسط العمليات الأمنية التي تشنها الحكومة على أنصار "الطائفة الأحمدية" بتهمة "الإساءة لشعائر الإسلام"، يبقى عدد المنضوين تحت هذا التيار الديني في الجزائر غير معلوم، غير أن تقارير أشارت إلى أنه في تزايد مستمر ويقارب حالياً نحو ألف عنصر يؤمن بفكر هذه الجماعة المنتشرة بمختلف نواحي البلاد.

 

وأعلنت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (أبرز تنظيم حقوقي مستقل في البلاد)، اليوم، دعمها لهذه الحملات لأن "التحريض على الإساءة إلى الأديان من أكثر الأمور تهديدا للسلم والأمن الدولي، وأن أي مساس بها، أو تحقيرها، يعد خطا أحمرا لا ينبغي تخطيه".

 

وقالت المنظمة في بيان، إن أصحاب هذه الطائفة "يستهدفون في الجزائر المناطق النائية والأرياف، حيث يعمدون إلى إغراء الجزائريين بالمال والسيارات وبعض الامتيازات باعتراف السكان في تلك المناطق، كما يستعملون منشورات مبسطة في دعوتهم فضلا عن أن أغلبية من معتنقي هذا الفكر من الجهلة والأميين".

 

ومنذ أيام، قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى، إن الحكومة "تعتبر قضية الأحمدية أمنية، وليست مجرد قضية دينية".

 

من جهته، أوضح المستشار السابق في وزارة الشؤون الدينية والباحث في شأن الجماعات الإسلامية، عدة فلاحي، أن "سبب تغلل الفكر الأحمدي في الجزائر يرجع إلى الفراغ الموجود في المرجعية الدينية الوطنية، التي أصبحت تستخدم كشعار وليس لها تواجد ميداني، بسبب غياب برامج وتصورات قادرة على مواجهة التيارات والمذاهب الوافدة إلى البلاد".

مقالات متعلقة