ختم الملكي.. مصادفات تاريخية جمعت الزمالك وريال مدريد

يطلق عدد، ليس بالقليل، من عشاق نادي الزمالك، لفظة "الملكي" على ناديهم، أسوة بالنادي الملكي الإسباني ريال مدريد، والذي يحظى بشهرة عالمية، ووفرة في الألقاب المحلية والقارية، وبرغم الفارق بين الناديين، إلا أن هناك مراحل متطابقة، مرا بها تاريخيًا، نسردها خلال هذا التقرير.

 

قصة النادي الملكي

لقب الملكي، يعني أن يحظى النادى بالرعاية الملكية من الدعم و التشجيع، وأصبح النادي الإسباني، بعد سلسلة من البطولات والنجاحات، نادي العاصمة، بل نادي الدولة، فأطلق عليه الملك ألفونسو الثالث عشر لقب "الملكي"، وهو اللقب الذي لا يزال عالقًا باسم النادي حتى يومنا هذا، ونظرًا لقيمة هذا اللقب تم إضافة رمز الملكية "التاج"، على شعار النادي، وكان ذلك في التاسع والعشرين من شهر يونيو عام 1920، كما حظيت أندية إسبانية أخرى على لقب "الرويال" أمثال ريال بيتيس، وريال سوسيداد، وريال ديبورتيفو.

 

وكذلك أصاب الزمالك حظًا من الصبغة الملكية، بعدما حضر ملك مصر وقتها "فاروق" مباراة نهائي كأس مصر التاريخية بين الزمالك والأهلي، والتي انتهت بفوز الزمالك 6-0 ما جعل "فاروق" يطلب من حيدر باشا، وزير الحربية، ورئيس النادي وقتها، أن يغير اسم النادي إلى نادي فاروق، كما نلاحظ أن هناك أندية أخرى أطلق عليها اللقب ذاته، مثل نادى طنطا عام 1931، إذ سُمي نادي الأمير فاروق، و نادي بلدية المحلة عام 1930.

 

تغيير الاسم 4 مرات

ترجع بدايات الريال عندما همّ مجموعة من الأساتذة والتلاميذ من خريجي جامعتي أوكسفورد وكامبريدج في بريطانيا عام 1897 لتأسيس فريق لكرة القدم، يحمل اسم "فريق سكاي لكرة القدم".

 

وفي عام 1900 انقسم الفريق إلى فريقين مختلفين: أحدهما سمي بفريق "مدريد الجديد لكرة القدم"، والآخر سمي بفريق "مدريد الإسباني" ليكون " Club Español de Madrid" الاسم الثاني للفريق، قبل أن ينقسم مرة أخرى عام 1902، ليتأسس "فريق مدريد لكرة القدم" Madrid Football Club)..

 

وفي عام 1920، تم تعديل مسمى الفريق للمرة الثالثة من قبل ملك إسبانيا ألفونسو الثالث عشر ليصبح ريال مدريد حيث منح لقب "ريال" والتي تعني "ملكي" للفريق، ليكون اسمه الرابع والأخير المعروف به عالميًا حتى وقتنا هذا.

 

وبالمثل أطلق على الأبيض المصري 4 ألقاب على مدارتاريخه بدءًا من "نادي "قصر النيل" عند إنشاءه لأنه كان يشغل مكان "كازينو النهر" الحالي بالجزيرة، وكان الغرض من موقعه أن يكون مقابلًا للنادي الأهلي.

 

وفي عام 1913 انتقل مقر النادي إلى شارع 26 يوليو مكان مباني "الشهر العقاري ودار القضاء العالي"، ليتغير اسمه إلى "المختلط" نسبة إلى المحاكم المختلطة والتي كان أحد أفرادها "سعد زغلول"، رائد الحركة الوطنية المصرية.

 

وتغير الاسم مرة أخرى إلى نادي "فاروق" عام 1944 بعدما حضر ملك مصر وقتها فاروق، مباراة نهائي كأس مصر التاريخية، وتولى إسماعيل بك شيرين، من أسرة محمد علي، منصب نائب رئيس النادي.

 

ومع ثورة 23 يوليو 1952 تغير الاسم مرة ثالثة إلى اسمه النهائي، وهو نادي الزمالك وانتقل لمنطقة ميت عقبة بالمهندسين، على شارع جامعة الدول العربية.

 

-الفوز التاريخي على الغريم برعاية النظام   الريال- برشلونة 11-1

 

عام 1943، في ظل حكم الدكتاتور فرانكو باهاموندي، المعروف بقمعه لشعب كتالونيا، واجه برشلونة، غريمه ريال مدريد في الدور نصف النهائي من بطولة كأس الملك، وكانت مباراة الذهاب انتهت بفوز برشلونة 3-0.

 

وقبل بدء مباراة الإياب، أرسل فرانكو ضيفًا يحمل معه رسالة تهديد لبرشلونة، مضمونها: "لا تنسوا أن سخاء النظام، الذي تغاضي عن نقص الوطنية عندكم، هو السبب الوحيد وراء بقائكم للعب"، قبل مباراة الإياب في مدريد.

 

وخيم شعور الرهبة على الفريق الكتالوني، وخاضوا اللقاء وهم خائفين من تعرضهم للقتل الجماعي إذا ما فازوا، فكان لقاء من طرف واحد، استطاع فيه لاعبو ريال مدريد تسجيل 11 هدفًا مقابل هدف وحيد لبرشلونة.

 

الزمالك والأهلي 6-0

وتعد مباراة نهائي كأس مصر التاريخية بين الزمالك والأهلي، والتي انتهت بفوز الزمالك 6-0 أكبر نتيجة في تاريخ مواجهات الفريقين.

 

وتختلف الروايات حول تلك الواقعة، التي مر عليها أكثر من 70 عامًا، إلا أن الرواية الأكثر شيوعًا، أن سبب النتيجة الثقيلة التي تلقاها الأهلي، هو إيقاف 14 من لاعبيه، بإيعاز من الملك فاروق، كعقوبة على استجابتهم لدعوة ليفون كاشيشيان، مندوب جريدة "الأهرام" في القدس، بالسفر إلى فلسطين للعب 3 مباريات ودية، لمساندة القضية الفلسطينية، خلافًا لاتحاد الكرة المصري.

 

وأكد حسن المستكاوي الناقد الرياضي هذه الواقعة راويًا في كتابه "النادي الأهلي – بطولة في الرياضة والوطنية": "حيدر باشا كان رئيس الزمالك واتحاد الكرة وشطب 14 لاعبًا من الأهلي بعد السفر لفلسطين لخوض مباراة ودي ولم يشطب لاعبًا من الزمالك لأنه لم يسافر أحدهم".

 

ورأى جمهور الأهلي أن هذا القرار ظالمًا، لأنه رئيس الزمالك في نفس الوقت، ولم يُرفع الشطب عن هؤلاء إلا بعد الهزيمة بسداسية في نهائي الكأس بثلاثة أشهر، بعدما تقدم إدارة الأهلي بالتماس للملك.

 

وأضاف المستكاوي: "بعد المباراة التاريخية أعجب الملك فاروق بأداء الزمالك الذي كان يلقب بالمختلط حينها وتحول اسمه للملك فاروق".

 

وعليه، يتضح لنا جليًا أن لقب "الملكي" يمت للزمالك بالصلة، وليس ادعاء باطل اختلقه جمهور الفارس الأبيض من فراغ، لمجرد مصادفة تشابه بين لون قميصي الفريقين.

مقالات متعلقة