أعلنت الحكومة العراقية بدء عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على الجزء الغربي من مدينة الموصل، التي لا يزال تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
هذا الهجوم يأتي بعد ثلاثة أسابيع من تحرير الجزء الشرقي للمدنية، لكن العملية الجديدة ستكون أكثر صعوبة، لا سيما بسبب التضاريس.
صحيفة "ويست فرانس" سلطت الضوء على الوضع الحالي للموصل، بعد 4 أشهر من العملية العسكرية التي انطلقت في 17 أكتوبر الماضي لاستعادة المدينة من قبضة تنظيم الدولة.
الموصل تعد ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، حيث تمتد على أحد ضفتي نهر دجلة في محافظة نينوى.
قبل 4 أشهر من الهجوم الذي انطلق لتحرير الموصل، بلغ عدد سكان المدينة 1.5 مليون نسمة، وتقدر الأمم المتحدة بأن عدد المحاصرين في الجزء الغربي، الذي لا يزال تحت سيطرة الدولة الإسلامية، بـ 750 ألف نسمة.
الجزء الشرقي من المدينة هو اﻷكبر مع شوارع واسعة ومبان أكثر حداثة، على العكس في الغرب، تقع المدينة التاريخية، التي تتميز بالشوارع الضيقة والمنازل المتلاصقة.
المعركة في الجزء الغربي قد تكون أكثر صعوبة لأن المركبات لا يمكنها المرور في الطرق ولذلك سيعتمد القتال على فرق المشاة والانتقال من منزل إلى منزل، كما يقول ستيفان مانتو، الخبير اﻹستراتيجي في شئون الدولة الإسلامية بسوريا والعراق.
كيف تبدو المنطقة الشرقية؟
طهرت القوات العراقية الجزء الشرقي من أيدي مقاتلي الدولة الإسلامية الذي انعزل عن الجزء الغربي، بعد تدمير الجسور الخمسة الواقعة على نهر دجلة، بعضها جراء قصف قوات التحالف الدولي والآخر من قبل مقاتلي داعش.
ورغم ذلك لا ينعم هذا الجزء بالهدوء التام فعلى مدار الثلاثة أسابيع الماضية، وقعت عدة عمليات تسلل من قبل عناصر "داعش" الذين يفجرون أنفسهم في الأسواق، يوضح ستيفان مانتو الذي أشار ﻹلى أنه حتى في موقفه الدفاعي، يسعى االتنظيم إلى إظهار قدرته على الهجوم.
علاوة على ذلك، دمر داعش العديد من المباني المؤسسية، بما في ذلك الجامعات والمستشفيات في المدينة، كما قطع مصادر المياه والكهرباء عن المنطقة الشرقية.
وبالنسبة للغرب؟
منذ اﻷحد، القوات العراقية تتقدم نحو الجنوب والجنوب الغربي، وسيطرت على خمسة عشر قرية جنوبي الموصل دون مقاومة كبيرة من التنظيم، ويستمر التقدم عسكري نحو مطار وقاعدة الغزلاني العسكرية.
ماذا عن المدنيين؟
سكان غرب الموصل غالبيتهم من السنة ومعادون للحكومة الشيعية في بغداد، عندما سيطر عناصر الدولة الإسلامية على المدينة عام 2014، نظر العديد إليهم بإيجابية.
تحكم الدولة الإسلامية غرب الموصل بيد من حديد، حيث اتخذت العديد من اﻹجراءات ضد السكان الذين يحاولون مغادرة المدينة.
ورغم هذه الإجراءات بما في ذلك فرض ضرائب جديدة على سائقي سيارات الأجرة، هناك العديد من المؤيدين للتنظيم في هذا الجزء من المدينة، وهذا الدعم الشعبي يتباطئ بالتأكيد مع تقدم القوات العراقية.
أما في الشرق فقد اتهم السكان لجيش العراقي بالنهب، كما قتل العديد من المدنيين جراء القصف وغارات قوات التحالف.