أبطال على شاطئ البحيرة.. 108 صينيين في مواجهة الفساد

رواية "أبطال على شاطئ البحيرة"

صدر عن دار النشر باللغات الأجنبية، ضمن سلسلة كنوز التراث الصيني، النسخة العربية من رواية "أبطال على شاطئ البحيرة"، وهي واحدة من الروايات الكلاسيكية الصينية الطويلة. وخلال خمسة أجزاء، تروي رواية "أبطال على شاطئ البحيرة" قصة مائة وثمانية رجال ينتمون إلى منازل اجتماعية متواضعة في الحياة أو الدرجات الدُنيا من الموظفين، خلال أسرة سونغ الشمالية (960 - 1127م)، اضطرهم الظلم إلى البحث عن ملاذ في جبل ليانغشان النائي.  

وتحكي الرواية عن رجال ليسوا أشرارًا بطبيعتهم، ولكن الظروف السائدة آنذاك دفعتهم لتصرفات شتى جاء معظمها نتيجة شعور متأججٍ ضد الظلم والفساد والشر، واتهموا بالعصيان والتمرد والخروج على القانون، فاضطروا للفرار لحضن الجبل، ليكون منطلقا لهم في نضالهم ضد الظلم والشر والفساد الذي ضاقوا به ذرعا. وتحت قيادة زعيمهم، سونغ جيانغ، قاموا بأعمال بطولية من النضالات المقاومة ضد الجيش الحكومي للأسرة الحاكمة، وبإذلال الطغاة لمساعدة الفقراء وبتقويم أخطاء الناس، كما قاد انتفاضة الفلاحين في منطقة واسعة من الصين القديمة. وتعد "أبطال على شاطئ البحيرة" واحدة من أهم أربع روايات كلاسيكية رئيسية في تاريخ الصين وتحتل مكانة مهمة في تاريخ تطور الأدب الصيني، وصدرت أول مرة في القرن الرابع عشر الميلادي – خلال السنوات الأخيرة لأسرة يوان (1206- 1368 م)، ولكن قبل ذلك، كانت أحداثها شائعة بين العامة لفترة طويلة على شكل كتب لرواة القصص المتجولين، أو تساجيوي، وهو نمط من الدراما الشعرية يُنغم على الموسيقى. وظهرت الرواية باسماء متنوعة، مثل: "حافات المياه"، و"كل الرجال أخوة"، و"أبطال البحيرة الوطنيون الصالحون"، و"الخارجون على القانون". وكانت أول ترجمة لرواية "أبطال على شاطئ البحيرة" في القرن الثامن عشر الميلادي، على يد الأديب الياباني كانزان أوكاجيما، أما أول ترجمة للإنجليزية فكانت على يد المترجمة الأمريكية بيرل باك، بعنوان (كل الرجال أخوة)؛ وطُبِعت بشكل منفصل في كل من نيويورك ولندن عام 1933. وفي عام 1978، تُرجمت إلى الفرنسية من قبل الأديب الفرنسي جاك دارس، وترجمها للروسية الأديب روغاشيف عام 1955. وظهرت لها ترجمات غير كاملة باللغات "الألمانية والهنغارية والإيطالية والتشيكية والبولندية والكورية والفيتنامية والتايلاندية".

من أجواء الرواية: "ركب سونغ جيانغ حصانه، وسار برفقة قادة الفرسان غوان شنغ وأو بنغ وليوي فانغ وغوه شنغ إلى بوابة بيغوان.. ضربوا الطبول، ولوحوا بالأعلام، وتحدوا العدو للقتال.. ووقف لي كوي الغاضب أمامهم ملوحًا بفأسه، وحمل باوي شيوي سيفه القصير الضخم العريض محدقًا بوحشيه، منتظرًا أن تبدأ المجزرة، ورفع شيانغ تشويغ ولي غون ترسيهما، وفي كل منهما أربع وعشرون سكينا حادة، وانتظما عن الجانبين مشرعين رمحيهما… رعدت الطبول على السور ونفخت الأبواق، وخرج شي باو على صهوة جواد أصفر اللون حاملًا سيفه شاطر السحب، وكان يرافقه جنرالان هما وو تشي وليان مينغ، واقتربوا يلاقون خصومهم".

مقالات متعلقة