لهذه اﻷسباب.. تساهل النظام الحالي مع جنازة عمر عبد الرحمن

مراسم جنازة عمر عبد الرحمن

تساؤلات عديدة صاحبت موقف النظام الحالي وأجهزة الدولة، تجاه وفاة الدكتور عمر عبد الرحمن، مؤسس الجماعة اﻹسلامية، حيث عدم ممانعة الدفن في مصر، وتحمل تكاليف نقل الجثمان من الولايات المتحدة اﻷمريكية، فضلا عن تأمين وصوله إلى مسقط رأسه في محافظة الدقهلية لدفنه.

 

وصاحب هذه التساؤلات حالة هجوم على النظام الحالي ومؤسسة الرئاسة، بعد تصريحات أسرة عبد الرحمن، بتلقيهم اتصالا من أحد مستشاري الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتذليل أي عقبات أمامهم خلال نقل الجثمان ودفن والدهم.

 

ورأى المعترضون أن "حفاوة الاستقبال" -بحد تعبيرهم- لعبد الرحمن، تتعارض مع رؤية النظام الحالي للحركات اﻹسلامية، خاصة وأن تاريخ الرجل يرتبط بفكرة العنف، حيث كان متهما في قضية اغتيال الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فضلا عن اتهامه في الضلوع بتفجيرات نيويورك 1993.

 

عدد من الخبراء في الحركات اﻹسلامية، حددوا 6 أسباب دفعت مؤسسة الرئاسة وأجهزة الدولة لاتخاذ هذا الموقف، رغم معرفة نتائجه داخليا  وخاصة رفض المعارضين للتيارات اﻹسلامية.

 

 

 

عمر عبد الرحمن الأب الروحي للجماعة الإسلامية

 

 

وقال الدكتور كمال حبيب، الخبير في الحركات الإسلامية، إن هذا التصرف يدل على وجود علاقات متينة وجيدة بين الدولة والجماعة الإسلامية.

 

وأضاف حبيب لـ "مصر العربية"، أن في هذا التصرف إتقاء شر  غضبة الجماعات المتشددة مثل تنظيم القاعدة وغيرها، وحرصا على عدم إثارتها للقيام بعمليات داخل الأراضي المصرية.

 

وتابع: "الأمر تم بالتنسيق مع أسرة عمر عبدالرحمن حتى تكون ترتيبات الجنازة تحت سيطرة الدولة، ولم يقم له عزاء في القاهرة مثلا تجنبا لإثارة مشاعر الكارهين له".

 

توديع جثمان عمر عبد الرحمن

 

ولفت إلى أن اﻷمر اﻵخر الذي دفع مصر لاستقبال جثمان  عبد الرحمن، هو وجود مواثيق دولية تحظر منع المواطنين من العودة لأوطانهم، خاصة وأنه لم يكن لديه مشكلة مع نظام الرئيس السيسي، ومشكلته كانت مع نظامي مبارك والسادات.

 

واتفق مع حبيب، الباحث في الحركات اﻹسلامية، أحمد بان، حول أن الدولة حاولت عدم استعداء الجماعة الإسلامية حتى لا يحدث خلافا حول المراجعات التي تقوم بها في الوقت الحالي.

 

وقال بان لـ "مصر العربية"، إنه ربما شعر النظام الحالي بتقصير في حق عمر عبد الرحمن، حيث أنه لم يطلب الإفراج عنه رغم علمه بظروف مرضه الشديد ومعاناته في سجون الولايات المتحدة.

 

وأكد أن موقف الدولة من جنازة عبد الرحمن بعيد تماما عن التوجهات السياسية، باعتبار أن عبد الرحمن مواطن مصري له حقوق، لابد أن يستجيب لها ضمير الدولة.

 

صلاة الجنازة

 

 

من جهته، رفض أحمد الإسكندراني، المتحدث باسم حزب البناء والتنمية، المنبثق عن الجماعة الإسلامية، الحديث حول أسباب إقدام النظام الحالي على تسهيل إجراءات نقل جثمان عبد الرحمن من أمريكا وحتى دفنه بمقابر اﻷسرة، وقال: "يُسأل عن الأسباب مؤسسة الرئاسة".

 

ووجه الإسكندراني، في حديثه لـ "مصر العربية"، التحية للنظام الحالي على الجهد المبذول في تأمين مراسم الجنازة ونقل الجثمان من الولايات المتحدة إلى مصر.

 

وأنهى حديثه قائلا: "لم نواجه أية صعوبات خلال مراسم تسلم الجثمان، أو عملية نقله إلى المدافن".

 

خلال استقبال جثمان عمر عبد الرحمن

 

 

مقالات متعلقة