العنف ضد الأطفال .. تربية أم تدمير جيل؟

العنف ضد اﻷطفال - أرشيفية

العنف ضد الأطفال ظاهرة كارثية في مصر تزداد بنسب مخيفة سنويًا، مما يسبب خطورة على المجتمع المصري، لأنه يتسبب في تكوين أطفال يعانون من أمراض نفسية مثل القلق، والاكتئاب، والإحباط، والمخاوف المرضية والانحراف والممارسات الجنسية في مرحلة المراهقة والسلوكيات الخطرة مثل التدخين أو تعاطي المخدرات.

 

وعلى الرغم من أن ظاهرة العنف ضد اﻷطفال ليست بجدية، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي تسبب في تزايدها بشكل ملحوظ في الفترة اﻷخيرة، وقابلها العديد من أولياء اﻷمور بالتعليق أنه لا توجد تربية بدون ضرب.

 

وقال ياسر حمودة أخصائي التربية ورئيس وحدة صعوبات التعلم بمركز رعاية ذوي اﻹعاقة بجامعة عين شمس، : "إن ظاهرة العنف ضد الاطفال تزايد خلال الفترة الماضية في مجتمعنا، وللأسف أصبح الطفل ذلك الكائن الضعيف هو وسيلة لتفريغ كل الضغوط على الأسرة والمجتمع من خلال العنف مع الطفل سواء كان عنف بدني أو نفسي."

 

وأضاف حمودة لـ"مصر العربية"، : "أن الطفل أصبح يتعرض للإيذاء من قبل الأب واﻷم والأخوات، ومن قبل زوجة الاب وزوج الأم ومن الأخوات، ومن المدرسين بالمدرسة، وكذلك من قبل مسئولي الرعاية بدور الايتام للأسف الشديد"، موضحاً  أن العنف هو كل ما يمارس تجاه الطفل بغرض إيذائه نفسيًا أو جسديًا.

 

 

وأشار حمودة إلى أن هناك عدد من الأسباب الذي تسبب ظاهرة العنف ضد الاطفال يأتي على رأسها : المشكلات الأسرية؛ حيث يكون الطفل هو الوسيلة الاضعف لتفريغ كل المشكلات التي تتعرض لها الأسرة، وعدم قدرة الأسرة علي التربية الصحيحة للطفل، وعدم وجود عقاب سواء للأسرة أو للمدرس، وكذلك إدمان اﻷب أو اﻷم للمواد المخدرة.

 

وأكد أن العنف ضد الطفل يؤدي إلى كثير من المشكلات النفسية الأخرى ومنها، "فقدان الثقة بالنفس لدى الطفل، وبالتالي يتكون لديه شعور بالخوف والتردد في القيام بأي عمل، كذلك زيادة شعور الطفل بالإحباط، وضعف في شخصيته، وبالتالي يؤثر سلبا على إنجازاته وحياته المستقبلية وجميع مناحي الحياة، وكذلك يؤدي إلى التأخر الدراسي.

 

وأضاف أنه يؤدي كذلك إلى ظهور بعض الاضطرابات السلوكية لدى الاطفال المعرضين للعنف مثل التبول اللاإرادي، وقضم الأظافر، واضطرابات تناول الطعام، وبعض حالات الانزواء والانطوائية عن المجتمع والناس "، بالإضافة إلى " زيادة عنف الاطفال نفسهم، وقد يُصاحب ذلك نوبات كبيرة من الغضب لديهم، وغالبا ما يتجه معظمهم إلى عالم الإجرام بسبب سوء التعامل الذي حصلوا عليه أثناء طفولتهم، والذي انعكس على نفسيتهم وأفكارهم وتصرفاتهم عند الكبر.

 

وأكد حمودة أن العنف الذي يتعرض له الطفل في داخل المنزل، يؤثر على سلوكياته وتصرفاته خارج المنزل، وخصوصا في المدرسة أو الشارع، حيث يقوم بتفريغ هذا العنف من خلال سلوكيات سيئة مثل تخريب الممتلكات العامة أو غيرها، مشيراً إلى أنه قد يؤدي إلى تعرضهم لأضرار جسدية خطيرة، أو عاهة مستديمة.

 

وكان المركز القومي للأمومة والطفولة قد أعلن العام الماضي أن نسبة العنف ضد اﻷطفال وصلت في مصر عام 2016 إلى 2284حالة، وبلغت نسبة العنف البدني منها نحو 68%، مقابل 22% للعنف النفسي، و10% للعنف الجنسي.

 

مقالات متعلقة