أنماط الشخصيات مختلفة ومتنوعة، ولكل نمط صفاته الخاصة سواء كانت سلبية أو إيجابية، ويندرج تحت هذه الأنماط الشخصية البارانويا، وهي ضخصية حادة الطباع وتسبب الكثير من المشاكل في العلاقات الزوجية.
وذكر الدكتور محمد المهدي أستاذ الطب النفسي في جامعة الأزهر عدة علامات يتصف بها صاحب الشخصية البارانويا، وهي "الشخصية البارانويا هو شخص متعالي ومستبد وشكاك وسيء الظن، ولا يعرف الحب كثيرا هو يعرف التحكم والسيطرة".
وأوضح المهدي في فيديو مصور عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: "علاقتة بالناس قائمة على قانون الصراع؛ أن الحياة صراع ولازم يبقى قوي، ولازم يبقى قادر على أساس أن محدش يغلبه أو يقهره أو يتحكم فيه أو يسيطر عليه".
وأضاف استشاري الطب النفسي: "معندوش حسن ظن أبدا، ودائما سيء الظن يشك في نوايا الناس، لو حد قاله حاجة يشوف المعنى الأسوأ لها والتفسير الأصعب لها، وميقدرش يسيب نفسه لتلقائيتها ديما حذر ومتربص وحاسس بالاضطهاد بالذات في بدايات حياته، حاسس أن الناس بتدوس عليه وبتظلمه وبتقهره، وزمايله بيحاولوا يكونوا أفضل منه ويعملوا وشايات عند رئيسه في العمل".
وتابع المهدي: "حتى وهو طالب دايما بيبقى حاسس أن الولاد بيبصوله بتعالي، وأنهم بيحتقروه وبيستبعدوه في اللعب والخروجات، ومن هنا بيتشكل جواه تراكمات سلبية كتيرة جدا ناحية الناس ميقدرش يآمن لحد ميقدرش يحب حد ميقدرش يثق في حد".
وقال أستاذ الطب النفسي: "يعمل رد فعل أن هو يحاول ينظر للناس من أعلى، أنا أفضل منهم أنا احسن منهم، وبيحاول قدر الإمكان أنه يصل لحالة تفوق أو تميز على أساس يحقق انتصار على الأعداء الحقيقيين اللي بيتوهمه في حياته".
ولفت المهدي إلى أصحاب الشخصيات البارانويا يتقلدون مراكز مهمة ومؤثرة، وربما يحققون نجاحات وانجازات كبيرة في حياتهم، حتى يضعوا أنفسهم في موقف المتحكم والمسيطر، مشيرا إلى أن صفات هذه الشخصية موجودة في الذكور أكثر من الإناث.
وأكد المهدي أن هذا الشخص "لما بيتزوج بيبقى عنده شك كبير في زوجته؛ أنتي رحتي فين أنتي جيتي منين، متخرجيش متكلميش حد مترديش على التليفون، ويعمل قيود كتيرة جدا على زوجته، وممكن كتير كمان بيشك في زوجته أنها بتخونه، وعايزها كل شوية تثبتله براءتها، وده بيعمل مشاكل كتير في العلاقات الزوجية".
وعن الحياة العملية لهذه الشخصية، أوضح المهدي: "لما بيبقى رئيس في العمل تلاقيه يخلي الناس يتجسسوا على بعض، ويحاول يخلي له عيون لأنه مبيثقش في حد، ولما بيبقى في منصب قيادي بيبقى مستبد ومتحكم، ومش عايز حد يقول رأي غيره، وهو الكل في الكل والناس كلها لازم تسمعله وتطيعه".
واستطرد المهدي: "هذه الشخصية على الرغم من المشاكل اللي فيها، إلا أنها شخصية مدمنة نجاح، وبيبقى دائما عايز يرتقي في المناصب، وعايز يصل إلى درجة عالية من التحكم والسيطرة، فالتعامل معاه بيبقى صعب".
وتابع الاستشاري النفسي: "لو اضطريت للتعامل مع مثل هذه الشخصية في علاقة زواجية أو في عمل أو في أي نشاط آخر؛ حاول بقدر الإمكان أنك متمسش ذاته خليك في الكلام في الحاجات الموضوعية بأرقام، لكن متقربش لحاجات شخصية لأنه شديد الحساسية جدا لما يمس شخصيته أو ما يمس ذاته أو كيانه".
وأوضح أستاذ الطب النفسي: "لأنه هو عنيف جدا وعصبي جدا، وربما مندفع جدا لو في حد جرح كبرياؤه أو كرامته أو أثار شكوكه، وبالتالي خليك ديما في الحالة الموضوعية في الكلام بعيدا عن الشخصنة في علاقتك بيه".