النزوح من سيناء.. كأس يتجرعه الجميع

نازحون من شمال سيناء - أرشيفية

وجوه عابسة، أنهكها الترقب، بدأ الهدوء يعود لبعضهم بعدما توقفت عجلات السيارات التي نقلتهم من شمال سيناء إلى الإسماعيلية، بينما الآخرون مازالوا عالقين بمنازلهم التي تركوها جبرا، خوفا من رصاصات الغدر، أو سكين التطرف الذي حصد 7 من الأقباط بمدينة العريش، لينضم مئات الأقباط إلى كثيرين، أُجبروا على النزوح تارةً والتهجير أخرى من أرض الفيروز.

 

أمام الكنيسة الإنجلية بالإسماعلية، اصطف النازحون من سيناء في انتظار مأوى جديد يحميهم بعدما تركوا منازلهم، بشمال سيناء لينتقلوا لمصير مجهول بمدينة الإسماعلية.

 

نزوح اضطراري أجبر عليه الأقباط، بعدما  نشر التنظيم الإرهابي لمقطع مصور قبل أيام توعد فيه المسيحيين، وكشف عن تفاصيل تفجير الكنيسة البطرسية الذي وقع في ديسمبر الماضي وخلف 29 قتيلا، وعشرات المصابين من الأقباط غالبيتهم من النساء والأطفال.

 

عملية الفرار القبطي من تنظيم داعش سيناء، تنضم لحالات نزوح سابقة كان ضحاياها عدد من مواطني شمال سيناء خلال العامين الماضيين، وأجبر فيها الأهالي على ترك منازلهم بسبب تهديدات الإرهابين.

 

ففي يوليو2015، بدأت حركة نزوح المواطنين من أماكن القصف بجنوب مدينة الشيخ زويد تتزايد باتجاه مدن العريش وبئر العبد هربا من أتون الحرب المشتعلة بين المسلحين وقوات الجيش.

 

وقتها قال شهود عيان لمصر العربية إن سيارات نقل تقل أثاث لأسر هاربة من جحيم الشيخ زويد تتقاطر حالياً على الطريق الدولي الشيخ زويد العريش، بحثا عن أماكن آمنه بمحيط مدينة العريش وبئر العبد غرب شمال سيناء، للبحث عن أماكن ومساكن آمنه.

 

الشيخ زويد.. "سرطان النزوح" يهشِّم أرض الفيروز

 

لم يقف الأمر عند هذا الحد ففي نهاية أكتوبر من العام الماضي اضطر أهالي قرى ساحل رفح، على ترك بيوتهم وأملاكهم وأراضيهم والنزوح باتجاه مناطق وسط رفح وباتجاه غرب شمال سيناء وقناة السويس هربا من المعارك الدائرة هناك وتهديدات التنظيم أيضا.

 

"ساحل رفح".. الأهالي ينزحون هربًا من داعش.. وهاتف الدولة "غير متاح"

 

واستقبلت عدد من كنائس الإسماعيلية اليوم الجمعة أسرا مسيحية مهجرة من العريش بسبب الأحداث التى شهدتها سيناء خلال الأيام الماضية، واستهداف "ولاية سيناء" لعدد من الأقباط وقتلهم على مدار الأسبوعين الماضيين.

 

وقالت مصادر كنسية بالإسماعيلية إن الكنيسة الإنجيلية استقبلت عصر اليوم 25 أسرة قبطية نازحة من العريش فى أعقاب أحداث القتل التى استهدفت الأقباط، وتم الانتهاء من تسكينهم فى عدد من الوحدات السكنية.

 

وتشهد مناطق " المساعيد و الضاحية و العزبة و أبو صقل و الريسة و الزهور و السمران " حالات تهديدات لمسلمين و أقباط بترك منازلهم أو قتلهم .

 

بالفيديو| وصول 25 أسرة قبطية نازحة من العريش إلى كنائس الإسماعيلية

 

الحالات السابقة فر فيها الأهالي من بطش الإرهاب، لكن هناك أيضا حالات تهجير بأمر الدولة، ففي أكتوبر 2014، بدأ الجيش في هدم منازل ومنشآت على الشريط الحدودي مع قطاع غزة تمهيداً لإقامة منطقة عازلة بين مصر والقطاع.

 

وكان المستهدف وقتها إقامة منطقة عازلة على الحدود بين مصر وغزة ستتم على مرحلتين؛ الأولى وتشمل مسافة 300 متر من خط الحدود وتم إعطاء سكانها مهلة حتى اليوم للإخلاء، وقد تم بالفعل رحيل عدد كبير من السكان عنها. والمرحلة الثانية وتشمل 200 متر فقد تم أعطاء أصحاب المنازل مهلة 48 ساعة لإخلائها.

 

بالصور| الجيش يبدأ هدم منازل أهالي رفح على حدود غزة

 

وفي نوفمبر الماضي شهدت مناطق جنوب الشيخ زويد، احتفالات وأفراح بالغة، بعودة بعض الأهالي لمناطقهم وقراهم، بعد نزوحهم منذ عدة أشهر بسبب العمليات الأمنية التي شهدتها مناطقهم، وفقا لرواية الأهالي. وأعرب المئات من الأهالي الذين عادوا اليوم إلى ديارهم بحي "أبو رفاعي" بالشيخ زويد عن سعادتهم البالغة،ونظموا مسيرة حاشدة بالسيارات، رفعوا عليها علم مصر

 

بالصور| بعد نزوحهم.. عودة بعض أهالي الشيخ زويد لديارهم

 

مقالات متعلقة