قبل 15يومًا، لم يتوقع أسقف شمال سيناء -الأنبا قزمان- وهو يدلي بتصريحات تحمل أملًا في اقتلاع جذور الإرهاب من شمال سيناء، أن أقباط العريش على موعد مع استهداف يتصاعد تدريجيًا، ويتنوع ما بين ذبح وقتل، كلاهما على أساس الهوية.
استهداف الأقباط من رفح الحدودية، إلى وسط العريش -قلب الشمال السيناوي- يتطور في منحنى تصاعدي منذ ثلاث سنوات، حيث بدأ الأمر بتهديدات عبر بيانات تلقى في شوارع المدن المفخخة، وتمرر بشكل، أو بآخر إلى محيط الكنائس، وفقًا لتصريحات وكيل المطرانية في يوليو 2014-، وتبلور الأمر فيما بعد إلى حالات قتل فردية مكررة، تعلو معها صيحات التنديد.
في غضون الأسبوعين الماضيين تعرض مسيحيو شمال سيناء، لسلسلة أعمال إرهابية تمخضت عن مقتل سبعة مواطنين مصريين مسيحيين،
تتابع عمليات القتل أسفر عن حالة ترقب كنسي للأوضاع، تبلور على صفحات نشطاء أقباط بموقع التواصل الاجتماعي -فيس بوك- في تنديد متكرر، وتسليط الضوء على حادث تهجير قسري على أساس الهوية، غير مسبوق.
فجأة، اتخذت نحو 600 أسرة قرارها في النزوح من العريش إلى محافظة الإسماعيلية، بحثًا عن ملاذ آمن، يحول بينهم وبين يوميات الذبح على يد التنظيمات الإرهابية.
على خلفية النزوح، استقبلت الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية عشرات الأسر النازحة، ووفرت بحسب تصريحات القس د.أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية-الغذاء، والمأوى، واستأجرت لهم عددًا من الشقق السكنية المجاورة للإيواء، بالتنسيق مع نظيرتها الأرثوذكسية.
وحسبما أفاد شهود عيان لـ"مصر العربية"، فإن بعض الأسر النازحة -بلغ عددهم 99 أسرة - ذهبت إلى بيوت الشباب، وفقًا لتعليمات خالد عبدالعزيز -وزير الشباب- في حين بقيت أخرى -عددهم ما يقرب من 50 أسرة– في مساكن الكنيسة.
وقال: إن بعض الأسر النازحة وصلت "الإسماعيلية" بـ"حقائب ملابس الأطفال وفقط"، وبدت على الوجوه علامات الرعب، واصفًا ملامحهم بأنها تشير إلى هروب من "المجهول".
وأضاف أن بعض شباب الحركات القبطية ساهموا في التنسيق مع الكنائس بالإسماعيلية لنقل احتياجات النازحين، وتوفير "بطاطين"، وأغذية لهم، مؤكدًا أن بعض المساكن بلا أثاث.
إلى ذلك، أعرب الناشط القبطي هاني رمسيس القيادي باتحاد شباب ماسبيرو، عن أمله في تحمل الدولة مسؤوليتها إزاء المهجرين، وتأمين الأقباط الباقين بمدينة العريش حتى الآن.
وقال: إن ما حدث في العريش تجاه الأسر المسيحية، لا يصح توصيفه على أنه "قضية قبطية"، لافتًا إلى ضرورة التعامل مع الوقائع على أنها قضية وطنية، لقطع الطريق على المزايدين.
وأضاف لـ"مصر العربية"، أن التهجير رغم كونه اختياريًا، لكنه في النهاية جاء على خلفية مقتل 7 أقباط في غضون يومين تقريبًا -حسب وصفه- معرجًا على أن الشعور بالخوف، هو الدافع الرئيسي للنزوح.
وأصدرت الكنيسة الأرثوذكسية بيانًا أدانت فيه مقتل أقباط العريش، ودعت إلى ضرورة التكاتف الوطني، حفاظًا على وحدة الوطن.
وقالت في بيانها -الصادر أمس الجمعة- تزامنًا مع نزوح مسيحيي العريش- إن دماء شهدائها تصرخ أمام الله للمطالبة بالعدل، مؤكدة على تواصل مستمر بين البابا تواضروس الثاني -بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- وأسقف شمال سيناء، وكافة الجهات التنفيذية بالمحافظة.