حزم أقباط سيناء حقائبهم هاربين من جحيم التنظيمات الإرهابية بمدينة العريش، مساء أمس الجمعة، عقب اتصالات هاتفية جرت بالسيدة "ميري اسكندر"-المعروفة بالأم ميري-حملت استغاثات من مسيحيي شمال سيناء، بعد مقتل ثمانية في غضون أسبوعين، وانتهت إلى قرارات بالنزوح.
بمجرد وصول الأسرة المسيحية لمحافظة الإسماعيلية، يبدأ فورًا حصر عددها، ثم الاطمئنان على الحالة الصحية للأفراد، وما إذا كان أحدهم يحصل على دواء لمرض مزمن، وبعدها يبدأ سعي منسق الاحتياجات المادية، والعينية، بالكنيسة الإنجيلية لتوفير مسكن يتسع للأسرة بأكملها، منعًا للشتات، وينتهي الأمر إلى ترحيلهم لـ(نُزل الشباب) بالمحافظة.
وفقًا لإحصائية موثقة من داخل الكنيسة الإنجيلية، فإن نحو 35 أسرة مسيحية أمضت ليلة أمس بالإسماعيلية، موزعين على مساكن المحافظة، وأخرى تابعة للكنيسة، بينما يُنتظر قدوم نحو 60 أسرة مساء اليوم السبت عقب اتصالات مستمرة مع منسقي انتقال الأقباط لمنازل الإيواء.
وحسبما أفاد –ميشيل أنطون-منسق الأمور المادية، والعينية-، فإن الكنيسة تأوي 14 أسرة قبطية، في حين يتواجد بمساكن المحافظة 21 أسرة، لافتًا إلى مراعاة بُعد لم شمل العائلات النازحة في مسكن واحد.
وقال: إن ثلاثة بيوت كنسية تابعة للكنائس (الأرثوذكسية، الإنجيلية، والكاثوليكية)، معدة للإيواء، معرجًا على أن ثمان أسر جرى تسكينهم بشقق إيجار على نفقة الكنيسة.
وأضاف في تصريح لـ"مصر العربية"، تلقينا مساعدات كبيرة جدًا، من بعض الجمعيات الأهلية، ولا حظنا تضامن كبير جدًا من مسلمي المحافظة، مؤكدًا أن ثمة حسابات بنكية وهمية أطلقها بعض المجهولين، ليس لها أية علاقة بالنازحين من العريش.
وأشار أنطون، إلى استمرار التنسيق بين الكنائس الثلاث (الأرثوذكسية، الإنجيلية، والكاثوليكية)، وتحديد المسؤوليات بشأن تهيئة أجواء المعيشة للأسر النازحة، وإنهاء نقل أوراق الأطفال لمدارس المحافظة، وغيرها من الترتيبات الخاصة بهم.
وأردف قائلاً: (سيتم الإعلان عن حساب بنكي شخصي باسمي اليوم السبت، غير أن الكنيسة لا تقبل أية تبرعات مادية حتى الآن).
"أنطون" الذي أمضى يومًا كاملًا في استقبال النازحين، وتوزيعهم على دور الإيواء بالتنسيق مع المحافظة، قال: إن اللحظة الأكثر ألمًا خلال لقاءات أسر"العريش"، جاءت في استقبال سيدة فقدت زوجها، وابنها، أحدهما حرق أمام عينيها، والآخر ذبح"، معرجًا على أن شباب الكنائس استقبلوها بتعزيات خاصة.
وأوضح، أن بعض الراهبات استقبلن عدد من الأطفال الأيتام، واستطرد: ( إن أصعب ما في القصة هو استقبال أناس هاربين من منازلهم، وفي حوزتهم بعض الملابس، وفقط، وهذا يعد هروبًا، وليس نزوحًا كما يطلق عليه البعض).
ولفت إلى أن قضية مسيحيي العريش انتقلت من كونها (كنسية)، إلى قضية وطنية، نظير تنسيق مستمر مع كافة الجهات التنفيذية بالمحافظة.
يشار إلى أن 35 أسرة مسيحية نزحت من العريش إلى محافظة الإسماعيلية، بعد مقتل 8 مسيحيين في غضون أسبوعين، على يد مسلحي التنظيمات الإرهابية هناك.