انطلقت، اليوم السبت، فعاليات المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، في مدينة إسطنبول، وسط تمسك بحق العودة. وتنوعت الفقرات الافتتاحية ما بين كلمات لعدد من الرموز الفلسطينية في الخارج، من مفكرين وسياسيين وأدباء، وعرض كشفي، بالإضافة إلى عزف النشيد الوطني الفلسطيني والتركي.
وطالب متحدثون في كلمات منفصلة بضرورة فتح باب منظمة التحرير المؤصدة أمام ملايين الفلسطينيين، وتنظيف البيت الفلسطيني بمكنسة ديمقراطية، وانتخاب مجلس وطني شامل.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر هشام أبو محفوظ، إنه "ينبغي علينا إطلاق مشروعات مختلفة في المجتمع المدني لخدمة قضيتنا الفلسطينية ولابد من المصارحة، فمنذ ربع قرن وزيادة، كانت هناك تحديات ومخاطر وفراغ هائل، نجد من يستكثر على شعبنا أن يجتمع من أجل فلسطين". وأضاف أبو محفوظ "ليس لأحد وصاية على شعبنا، ولا من حق أحد تعطيل طاقاته، بل حق لنا أن نفخر بهذا الشعب الذي قدم التضحيات في الداخل والخارج، حتى يتم تحرير أرضه". وخاطب أبو محفوظ المجلس الوطني (برلمان منظمة التحرير الفلسطينية) بقوله "كفانا انقسامًا، شعبنا يدفع ثمنًا باهظًا، يجب أن نتوافق على مشروع وطني، من خلال الحفاظ على الثوابت والحقوق، وعلى رأسها المقاومة لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر". من جهته، قال أنيس فوزي قاسم عضو المجلس الوطني الفلسطيني إن "منظمة التحرير ستظل الممثل الوحيد لشعبنا". وتابع: "منظمة التحرير بُنيت من دماء شبابنا وبناتنا، كلهم ضحوا من أجل أن يتم بناء هذا الوطن، ولن تستطيع أي قيادة فلسطينية، أن تستثني مواطناً واحدًا من بلدنا". ووصف قاسم اتفاقية أوسلو (الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل عام 1994) بأنها من "أكثر المصائب التي مرت على الشعب الفلسطيني منذ 100 عام". أما سلمان أبوستة رئيس الهيئة العامة للمؤتمر، فوصف المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد اجتماعه في القدس عام 1964 بأنه "أكبر إنجاز لنا في العالم،، لينقذ شعبنا في الداخل من الاحتلال الإسرائيلي، وليجتمع أبناء الخارج حينها لإثبات وجودهم". وقال أبوستة: "نحن شعب قاومنا وما زلنا نقاوم، وأعدادنا تضاعفت 10 مرات من يوم النكبة (1948) إلى يومنا هذا، نحن مصرون على عودتنا إلى بلادنا الفلسطينية". ومضى بقوله: "أول مطالبنا هو العزم على تحويل قولنا إلى عمل، ولابد من إعادة الهيبة لقضيتنا الفلسطينية، والمقاومة المسلحة هي الأساس لعودتنا". من جانبه، رأى المفكر الفلسطيني منير شفيق، أن مؤتمر اليوم "جاء للقَسم على تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، لأن فلسطين وطن لشعبها أنفسهم، وحتى لو شاءت الأقدار أن يحملوا جنسيات بلاد أخرى". وأضاف "نريد العودة إلى كل فلسطين، ولا يوجد حل للقضية إلا بالتحرير الكامل لترابها، وفلسطين ستعود لنا فلسطينية عربية إسلامية يعلوا منها الأذان، وأصوات الكنائس".
من ناحيته قال رئيس مؤتمر فلسطينيي أوروبا رئيس مركز العودة الفلسطيني ماجد الزير أن مئوية إسرائيل انتهت وبدأت مئوية استعادة الشعب الفلسطيني، وأبلغ إنجاز لشعبنا خلال العقود الماضية أن قضيته ما زالت حية.
وأشار الزير إلى الفلسطينيون يستطيعوا أن يتكاملوا والتجمعات تضيف ولا تكون احلالا لأحد وملتقانا في القدس الشريف.
فيما عددت رئيسة مؤسسة حملة المليون شجرة لتمكين الشعب الفلسطيني للصمود والمقاومة رزان زعيتر ثلاث ركائز لضمان النجاح وهي استقلال القرار اقتصاديًا وسياسيًا، والابتعاد عن الهيمنة الدولية والتنوع الفلسطيني مصدر قوتنا، والاستمرار بدعم فلسطينيي الداخل وهم بحاجة لدعم مستدام.
فيما قال عمدة منطقة روكوليتا في العاصمة التشيلية سنتياغو -أمريكا اللاتينية دانيال الحدوة إن علينا أن نعمل في شتى أنحاء العالم لجعل الفلسطينيين الأكثر قوة في مختلف المجتمعات.
بينما أشارت الكاتبة والباحثة في التاريخ رئيسة جمعية نساء من أجل القدس نائلة الوعري إلى أن مهمتنا أن نشكل قوة لدعم ومساندة أهلنا في الداخل الفلسطيني المحتل.
وحضر المؤتمر أكثر من 6 آلاف فلسطيني، منهم 3500 قدموا من خارج تركيا. ومن المتوقع أن يخرج المؤتمر بتوصيات تتعلق بسير القضية الفلسطينية، وآليات تفعيل منظمة التحرير. ويهدف المؤتمر الذي ينهي أعماله مساء غدٍ الأحد، إلى إطلاق حراك شعبي لتكريس دور حقيقي وفاعل لفلسطينيي الخارج، من خلال مشاركة كافة أطياف الشعب الفلسطيني، والتركيز على الثوابت الوطنية التي تحقق التوافق بين كافة أطيافه. وتتجاوز أعداد فلسطينيي الخارج أكثر من نحو 6 ملايين، يتوزع معظمهم كلاجئين في الأردن ولبنان وسوريا ودول الخليج، فيما يعيش مئات الآلاف في الدول الأوروبية والولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم.