فيديو| روايات نازحي سيناء.. هروب من القتل إلى المجهول

أسر قبطية نازحة بالإسماعيلية

غصة في القلب وألم وذرف للدموع ولحظات مريرة لا تمضي من الذاكرة بسهولة عن فرار مهين خلف شبح الكلاشينكوف.. وضع أبناء سيناء من الأقباط يزداد سوءًا على سوء الحدث، فهم مرعوبون من تخيل مستقبل معتم لا تتضح فيه بارقة أمل.  

 

وبعد وعيد جهنمي تحقق منه مقتل 8 وإحراق جثثهم، فرّت 70 أسرة، إلى الإسماعيلية، تحدثت معهم "مصر العربية" عن أوجاعهم وما يرونه من مهانة وضعهم وشبح مستقبل يخافون منه.

 

فرار دون ملابس لمسالمين  

لم يتمالك "جورج سابا" دموعه وهو يتحدث عن وضع أسرته فقال: "بقالي 37 سنة بالعريش، خدمت فيها بوزارة الصحة هل يصح بعد المعاش بسنتين أهرب منها بهدومي اللي عليا".

 

يضيف سابا إنه ومنذ 4 أيام لا ينام داخل منزله "تركت منزلي الذي بنيته والذي لا يمكن أن أبيعه ولو بمليون جنيه "صعب عليّا اتشتت أنا وأولادي بالشكل ده خاصة أن لي ابن يعمل في مصنع للجيش ولا نعرف إن كان مرصودا من المسلحين".

 

وتابع: خطورة الوضع أن الجماعات الإرهابية تجند المراهقين والعاطلين فلا يوجد عمل بشمال سيناء، وكل ما يقال عن الاستثمارات كذب.

 

واستطرد: "الأقباط تعرضوا للقتل وإحراق المنازل على الرغم من أنهم مسالمون.. الإرهاب ده فكر مالوش علاقة بالدين".

 

ما زلت مفتخرا بديني  

"سمير شكري" عامل بالكنيسة يؤكد أنه وأسرته خرجوا مهرولين من العريش بشيكارة عمال التراحيل، فحتى ملابس الأسرة لم يستطيع أخذها خوفا من الاستهداف.

يقول شكري إن "الداخلية مش موجودة أصلاً ومش عارفين المسلحين بيطلعوا منين الناس دول عفاريت يعملوا عملياتهم ويختفوا"، مؤكدًا في الوقت ذاته إنه مازال يفتخر بديانته المسيحية.    

يضيف شكري: وزيرة التضامن قالت إن النازحين سوف يعودون مرة أخرى لمنازلهم بعد 4 أيام، فكيف سيحدث هذا والأوضاع هناك سيئة للغاية "احنا لو رجعنا مش هانلاقى بيوتنا أساساً.. بقينا زي بتوع العراق نتقتل على الهوية".

 

الشرطة مستهدفة فمن يحمينا؟

 

أمّا شقيقته، فقالت: كنا إذا تأخرت ابنتي في دروسها نسارع للبحث عنها خوفًا من استهدافها وتعايشنا مع ضرب النار وتحملنا وضع لا يطاق حتى بدأ هؤلاء الأشخاص يهاجمون منازلنا".

 

وتابعت: "لا نعرف إلى أين نذهب، أقاربنا اللي هيستحملنا يوم مش هيستحملنا التاني"، مؤكدة أن رجال الأمن أنفسهم يتم استهدافهم، فمن يحمينا؟

 

 

"مقتر دميان" أحد النازحين، قال: "حضر للإسماعيلية 3 أسر من عائلتي المكونة من 8، وباقي أسر العائلة ذهبوا لأسيوط، وهكذا تشتت الشمل".

الإنجيلية تتحرك والأرثوذوكس تعتم  

وأشار عادل شكري، مدرس نازح إلى أنه حتى أسبوعين فقط لم يكن أحد في مصر يعرف ما يحدث لأقباط العريش، لولا تحرك الكنيسة الإنجيلية، فبحد قوله فإن الكنيسة الأرثوذوكسية تحاول التعتيم على الأخبار.

 

يؤكد شكري: استراتيجية المسلحين تقوم على قتل الأقباط على فترات متفاوتة لإجبارهم دائما في التفكير بالنزوح"، متسائلا: " كيف سأحصل على راتبي وهل يأتيني كاملا غير منقوص؟".

 

وقالت نوال نصر ربة منزل نازحة، إنها كانت تعيش وأسرتها في حالة ذعر، خاصة وأنها تسكن فوق أحد الأكمنة.. وطوال الوقت هناك إطلاق للنار، ولا نستطيع مع كل ذلك النوم".

 

 

مقالات متعلقة