وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية شن القوات الجوية العراقية أولى غاراتها في سوريا ضد تنظيم الدولة "داعش" بأنَّه يمثِّل تصعيدًا كبيرًا في جهود العراق لدحر التمرد عن طريق قصف ملاذاته عبر الحدود.
وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، حسب "أ ش أ": "شن هجوم على أرض أجنبية حتى بالرغم من أنَّ القوات الأمنية العراقية تتصارع مع المسلحين لاستعادة السيطرة على غرب الموصل يظهر كيف أنَّ الحكومة العراقية تحول جل تركيزها نحو قتال تنظيم داعش الذي لم يعد لديه معقل رئيس داخل البلاد".
ونقلت الصحيفة عن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قوله: "نحن مصرون على تعقب الإرهاب الذي يسعى دومًا إلى قتل شعبنا، في أي مكان يتواجد فيه".
وحسب الصحيفة، أصدر العبادي أوامر ببدء الضرب عبر الحدود بعدما توصَّل المسؤولون الاستخباراتيون والعسكريون في العراق إلى حقيقة أنَّ مخططي الهجمات الأخيرة في بغداد والتي وقعت بتفجير سيارات ملغومة يتواجدون داخل قرى في سوريا، وأنَّ الغارات العراقية تمَّت بالتنسيق مع الحكومة المركزية في دمشق.
وقال مسؤول رفيع المستوى بالقوات الجوية العراقية إنَّ هذه هي المرة الأولى التي تشن فيها القوات الجوية العراقية غارات على الأراضي السورية، ونفذت مقاتلات عراقية من طراز اف - 16 المهمة، لافتًا إلى أنَّ الأمر استند إلى التنسيق مع الجانب السوري.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن نيكولاس هراس الباحث في شؤون الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، وهو مركز أبحاث أمني في واشنطن، قوله إنَّ الجانب الأكثر أهمية في هذه الضربة هو ما يتعلق بحقيقة أنَّ مركز ثقل تنظيم "الدولة" تحول الآن من الموصل إلى منطقة الحدود السورية - العراقية.
أضاف هراس: "يبدو أيضًا أنَّ حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تتوق إلى رؤية العراقيين وهم يصعدون حملتهم ضد داعش في المناطق الحدودية السورية كي يمكن للجيش استخدام تلك الموارد الإضافية".
وأوضحت الصحيفة أنَّ التكتيكات الجوية الجديدة للعبادي تأتي في الوقت الذي تتجه فيه القوات البرية العراقية صوب الجانب الغربي من الموصل لتحرير ثاني أكبر المدن العراقية من قبضة المسلحين، حيث أنَّه بعد تحرير الجانب الشرقي من المدينة – بجانب مدن عراقية أخرى خلال العام الماضي - تسعى القوات المسلحة العراقية إلى استئصال أي إدعاء أو هدف لأي جماعة متطرفة لإقامة خلافة لها داخل البلاد.