جاءت الزيارة الأولى من نوعها لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى العراق بخلاف ما سبقها من نفور بين الدولتين، حاملة سلسلة من الدلالات من حيث توقيتها ومضمونها، فعلى الرغم من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلا أن تلك الزيارة معبأة برسائل كثيرة. بحسب مراقبين.
وتأتي هذه الزيارة النادرة غير المعلنة لمسؤول سعودي بارز منذ الغزو الذي أطاح بصدام حسين في 2003، وسط تزايد التوترات بين الرياض وإيران التي لها نفوذ قوي في العراق.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بدأ زيارة نادرة لبغداد السبت يلتقي خلالها بالعبادي.
تعيين سفير
وأبرز ما اتفق عليه البلدان حتى الآن وفقًا لما نشرته وسائل الإعلام العراقية أن السعودية ستعين سفيرا جديدا لدى العراق.
وأعادت المملكة العربية السعودية فتح سفارتها في بغداد قبل عام بعد أن ظلت مغلقة لمدة 25 عامًا.
غضب شيعي
وطلب العراق في وقت سابق تغيير سفير السعودية لديه بعدما أدلى سفيرها بتصريحات عن تدخل إيراني في شؤون العراق واضطهاد للسنة ما أثار غضب الساسة الشيعة وقادة فصائل مسلحة.
وترى السعودية منذ فترة أن العراق شديد القرب من إيران منافستها الرئيسية في المنطقة وهي تتهمه كذلك بتشجيع التمييز الطائفي ضد السنة وهو ما تنفيه بغداد.
وتصاعدت الخصومة بين إيران والسعودية في السنوات القليلة الماضية مع تأجج الصراعات الطائفية في سوريا واليمن والعراق.
حرب اليمن
بدوره يرى الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أنّ زيارة الجبير للسعودية في هذا التوقيت لها عدة أهداف ودلالات، لكن أهمها هى إيجاد حلول لحرب المملكة السعودية مع الحوثيين في اليمن.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن من أهداف الزيارة أيضاً محاولة إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين باعتبارهما من أكبر الدول العربية والمهمة في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح أن المعلن عن أجندة الزيارة هو مباحثات متعلقة بأمن المنطقة والإرهاب والوضع في سوريا واليمن، لكن الزيارة لها هدف محدد وهو الاستفادة من شيعة العراق في التوسط لدى الحوثيين في اليمن لإنهاء الحرب أو على الأقل التوقف عن قصف مناطق داخل السعودية.
رسالة تحذير
فيما يرى الصحفي العراقي ليث النجم، أن زيارة وزير الخارجية السعودي لبغداد تحمل رسالة تحذير للحكومة العراقية ونصحها بترك إيران لأنها سبب دمار العراق خاصة أن العراق يدار من قبل طهران والأحزاب الحاكمة خاضعة لها، على حد تعبيره.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الأوضاع الدولية والأنظار تتجه الآن نحو الحكومة العراقية الشيعية التي تمارس القمع والإقصاء السياسي والاجتماعي تجاه سنة العراق.
كما توقع أن تكون هذه الزيارة بترتيبات دولية خاصة أن الولايات الأمريكية المتحدة بإدارتها الجديدة بدأت في التضييق على طهران من عدة جوانب ومن الممكن أن تكون الزيارة أحد هذه الجوانب.
ترقيع للوضع السياسي
في حين قال المحلل السياسي العراقي صفاء الموصلي إن زيارة الجبير بعد مهاجمة أرباب العملية السياسية العراقية "الفاشلة" للسعودية دليل على الالتزام بالحفاظ على هذا الرونق السياسي الذي صنعه احتلال أمريكا ودعمته إيران.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن ترقيع الوضع السياسي العراقي لا يخدم تطلعات الشعب العراقي الذي كان يطمح بالشدة والحزم من قبل السعودية والعمل على إيجاد البديل.
وأكد أنه مازال هناك من يعتقد أن العملية السياسية في العراق يمكن أن تتغير أو يتمرد أربابها على سيدتهم إيران على حد قوله.