قال محمد الشمالي العضو التركماني في الهيئة العليا للمفاوضات، التابعة للمعارضة السورية، إن روسيا لم تلتزم بالتعهدات التي قطعتها على نفسها خلال مؤتمر العاصمة الكازاخية، أستانة، في ظل استمرار القصف من قبل النظام السوري على مناطق المعارضة. وحذر الشمالي، من "تأثير عدم الالتزام الروسي، على مجريات مفاوضات جنيف 4 المنعقدة حاليا حول سوريا؛ كون وقف إطلاق النار أحد إجراءات بناء الثقة الضرورية للمضي، في العملية السياسية"، بحسب الأناضول. تجدر الإشارة أنه في 23 و24 يناير الماضي، عقد اجتماع في أستانة، بقيادة تركيا وروسيا، ومشاركة إيران والولايات المتحدة ونظام بشار الأسد والمعارضة السورية، لبحث التدابير اللازمة لترسيخ وقف إطلاق النار في سوريا. واختتمت الجولة الثانية من الاجتماع في العاصمة الكازاخية أيضا، يوم 16 فبراير الجاري، دون صدور بيان ختامي كما كان متوقعا، واكتفت الوفود بتصريحات صحفية. وفي تأكيد منه على عدم الالتزام الروسي، أوضح الشمالي أنه "خلال اليومين الماضيين، تعرض حي الوعر في حمص وسط سوريا إلى قصف عنيف ما أسفر عن سقوط العديد من القتلى بالرغم من أن الحي محاصر منذ أكثر من 4 سنوات". وشدد على أن "الاتفاقيات التي تمت بين اللجان المحلية في الحي من جهة، وروسيا والنظام من جهة أخرى، وأفضت إلى إخراج بعض المسلحين لم تنفع في منع القصف عليها". وأضاف المعارض التركماني في ذات السياق أنه" تزامناً مع القصف على حي الوعر، تعرضت أحياء القابون والبرزة شرقي دمشق لقصف مماثل، وهاتان المنطقتان محاصرتان أيضا". وأكد الشمالي أن "المعارضة أجرت اجتماعًا في جنيف للنظر في هذه الانتهاكات وأرسلت برسالة إلى الأمين العام للمتحدة، أنطونيو غوتريش". واشار إلى أن "تلك الرسالة ستصل بالضرورة إلى المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا". وحول مفاوضات جنيف الحالية، لفت الشمالي أن "هناك أجواءً إيجابية نوعاً ما، وهناك تجاوب من دي مستورا، ونأمل أن تتم إجراءات الثقة للدخول في عملية التفاوض". وبخصوص المعارضة قال الشمالي إنه "لا يوجد عوائق من جانبها بخصوص التفاوض، بل إن ما نخشاه أن يقوم النظام بتمييع عملية التفاوض عبر الدخول في التفاصيل". وأضاف "نحن كمكون تركماني موجودون في الهيئة العليا للتفاوض منذ تأسيسها، لكنا كوفد تفاوضي نشارك لأول مرة في جنيف حاليا". وتابع "ونؤكد في هذا الخصوص أننا كتركمان نؤمن بأن سوريا دولة موحدة ونريدها كذلك ونرفض التقسيم على أساس طائفي أو عرقي". واستطرد قائلا "كما أننا كتركمان تعرضنا كباقي المكونات للظلم وهضم الحقوق ومحاولة مسح الهوية القومية". وأعرب عن إيمانه بتعاون جميع المكونات في سوريا "من أجل تثبيت الحقوق وعدم ضياعها وعدم العودة إلى الوضع الذي كان في ظل نظام البعث". وانطلقت مفاوضات جنيف-4 الخميس الماضي، بجلسة افتتاحية رسمية، أعقبتها لقاءات ثنائية لدي ميستورا مع النظام والمعارضة، كل على حدة، في مقر الأمم المتحدة بجنيف.