بعد سنوات من الحرب.. اليمن السعيد على شفا مجاعة

تحذيرات من تعرض اليمن لخطر المجاعة

 

شاء القدر أن يعاني اليمن العديد من الأزمات بدأت بالحرب التي لايزال اليمنيون يتجرعون ويلاتها وانتهت بانتظار مجاعة تهدد حياة حوالي 17 مليون يمني وسط صمت عربي ودولي.

 

وتصاعد الصراع بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا في مارس من العام 2015 بعدما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء ومدن أخرى.

 

وتقود السعودية تحالفًا ينفذ عمليات عسكرية ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.

 

تدمير البنية التحتية

 

ويقول التحالف إنه يستهدف إعادة حكم الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف به دوليًا، بينما يقول الحوثيون إن التحالف يهدف إلى تدمير البنية التحتية لليمن، ويصرون على أن هادي لم يعد رئيسًا شرعيًا.

 

وسط هذا السجال قالت الأمم المتحدة إنه بسبب الحرب في اليمن أصبح أكثر من 17 مليون شخص غير قادر حاليًا على إطعام أنفسهم بشكل كافٍ، وأصبحوا مجبرين بشكل متكرر على اختصار الوجبات الغذائية الضرورية.

 

اقتراب المجاعة

 

وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكغولدريك إن سبعة ملايين يمني أصبحوا أقرب إلى المجاعة من أي وقتٍ مضى، وهم من بين الملايين من الأشخاص غير القادرين على إطعام أنفسهم بشكل كافٍ.

 

وأكد ماكغولدريك أن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الإنسانية، وأن يوفر التمويل الضروري للسماح بالاستجابة الإنسانية القائمة على مبادئ العمل الإنساني وفي أوقاتها دون تأخير.

 

ويعتمد اليمن بصورة كلية على الواردات من الخارج، والتي ينقل غالبيتها عبر ميناء الحديدة، الذي تعرض هو الآخر لقصف في 2015.

 

تحذيرات أممية

 

وفي 10 فبراير الجاري حذرت دراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة اليونيسف من أن 17.1 مليون يمني من أصل 27.4 مليونا يجدون صعوبة في تأمين الغذاء.

 

ومن أصل هذا العدد يحتاج 7.3 ملايين من المواطنين اليمنيين في مختلف المحافظات إلى مساعدات غذائية عاجلة بزيادة ثلاثة ملايين عن تقديرات صيف 2016.

 

تراخى المجتمع الدولي

 

بدوره قال المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر: إن الوضع الإنساني في اليمن يزداد سوء في ظل استمرار الصراع الذي أحرق الأخضر واليابس، لافتاً أن الأمم المتحدة تتحرك ببطء شديد باتجاه الوضع الإنساني وكذلك هناك حالة من التراخي وعدم الاهتمام من المجتمع الدولي وخاصة العربي.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن جميع الأطراف المتصارعة في اليمن لا تريد إلا مصلحتها هى فقط وكأن اليمن لا يوجد به شعب يحتاج حياة إنسانية، وحمل الطاهر جميع الأطراف المسؤولية الكاملة تجاه المأساة التي تحدث للمنيين.

 

كما أكد أن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق المملكة العربية السعودية التي لم تدرس الأمور بشكل دقيق، والأخذ بالحسبان الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمواطن اليمني على الأقل لكسبه في صفها لحسم هذه المعركة، لافتاً أنه ظهر جلياً أن الجيوش العربية هي من ورق على حد تعبيره.

 

وطالب الطاهر جميع الأطراف بضرورة مراجعة الوضع الذي وصل إليه اليمن، والتوصل لصيغة توافقية لحل الأزمة اليمنية من أجل وقف الدمار والخراب الذي لحق بجميع المناطق في اليمن فضلاً عن تدمير البنية التحتية التي تحتاج لسنوات لإعادتها من جديد.

 

محصلة الحرب

 

واعتبر المحلل السياسي اليمني الدكتور أحمد قاسم، أن هذه النتائج الخطيرة هى محصلة الحرب والصراع الذي لم يستفد منه إلا أطراف إقليمية ودولية، لافتًا أن هذا الوضع السيئ في اليمن هو ما تريده إيران من أجل السيطرة على اليمن حتى تكون قريبة من عدوتها السعودية.

 

وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن الصراع في اليمن ليس صراعا على سلطة بين مكونات يمنية وإنما صراع إقليمي بل ودولي خاصة بعد محاولات دخول الدب الروسي على خط الصراع من وراء ستار.

 

وأوضح أنّ استمرار الوضع الحالي يعني أن هذه الأطراف تدفع بالشعب اليمني للموت وهذه جريمة لن تسقط بالتقادم وبالتأكيد سيحاسب عليها كل المتورطين، داعيًا الدول العربية والمجتمع الدولي بسرعة التدخل لتسوية الأزمة اليمنية شردت 2مليون شخص وأرغمت 10 ملايين آخرين على الاعتماد على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

 

مقالات متعلقة