بعد زيارتها للإسماعيلية.. أهداف سويف تشرح وضع الأقباط هناك

ملامح الحزن تسيطر على ملامح سيدة قبطية

توجهت الكاتبة والروائية، أهداف سويف، بزيارة إلى محافظة الإسماعيلية؛ للإطلاع على وضع الأقباط هناك، بعد هروبهم من العريش إلى الإسماعيلية، هربًا من جحيم الجماعات المسلحة في سيناء.

 

ونقلت "أهداف" أوضاع الأقباط هناك في تدوينة طويلة كتبتها عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، مؤكدة أنهم يعيشون "كارثة مكتملة الأركان".

 

وإلى نص ما كتبته أهداف سويف..

 

طيب أنا لسه راجعة حالا من الإسماعيلية، والعجيب إنك تطلع على الطريق وترجع القاهرة ولا كإن إحنا عندنا كارثة - كارثة مكتملة الأركان. مواطنين مصريين بيندبحوا في مصر، وبيقوموا يلموا هدومهم ويهجوا من بيوتهم ومدينتهم ويقعدوا لاجئين في مدينة تانية. وده بيتم في إطار طائفي وبيزكي نيران فتنة أرضيتها للأسف موجودة. هتعملي إيه يا حكومة؟ يا دولة؟

 

هل شمال سيناء خارج السيطرة؟ طيب إيه العمل؟ طيب الدولة إيديها مربوطة عشان كامب ديفيد؟ طيب نعيد النظر في كامب ديفيد؟ واللا إسرائيل حبيبتنا والتنسيق الأمني معاها في سيناء مظبوط وفي مصلحة مصر؟ أمال طيب الوضع ليه عمال يروح من سئ إلى أسوأ - مع التنسيق الأمني؟ إحنا في لحظة تحديد مصير.

 

الوضع في الإسماعيلية كالآتي:

مجموعات ناس موجودة في أماكن متفرقة، في الكنيسة الانجيلية، ومعسكر القرش، ونادي ناسية إسمه، ومساكن “المستقبل” - اللي هي مباني في الصحراء على حدود البلد.

 

الناس مش عايزة تتصور ولا عايزة تتعرف أساميها عشان خايفين جدا، وموقنين إن مافيش حماية لهم، وإن الحكومة مش عارفة تأمن نفسها لما هتأمنهم.

 

الناس مذهولة، زي مش مستوعبة لسة اللي بيحصل، يعني تقريبا مش مصدقين حالهم، ان هم وأولادهم، قاعدين لاجئين فجأة بعيد عن بيوتهم. بس الناس كمان غضبانة غضب كبير.

بعضهم شاف الدم بعينيه، وبعضهم لمسه - “من ساعة ما الدم جه عليا لما خدته ف حضني كده وانا أعصابي راحت. مش عارفة نفسي” - بعضهم فقد أهل، بعضهم سمع بس الحكايات.

 

كمية حكايات بتتحكي، بعضها يبدو أسطوري، لكن هو حقيقي جدا بالنسبة لهم، وهو اللي خلاهم ٍاموا سابوا بيوتهم ومشيوا: إن فيه قوائم فيها أساميهم، إن لما الدواعش قتلوا أبونا مينا خدوا أسامي ونمر كل الناس من تليفونه، إن الدواعش بيقولوا هيقتلوا مين بكرة.. الفكرة في ده إن كل واحد وواحدة عندهم يقين إنهم معروفين بالإسم والعنوان ومستهدفين بشكل شخصي ودورهم جاى.

 

الناس فعلا خارجة بالهدوم اللي عليها، وفيه أطفال خارجة بالبيجامات، الأطفال أساسا مستنيين يشوفوا هيروحوا مدارس فين، وماعندهمش أى تصور إن ممكن تضيع عليهم سنة أو تيرم، الناس كمان مرعوبة على بيوتها اللي سابتها.

 

واحدة عندها ثلاث بنات، مجهزاهم كلهم، وجهازاتهم في البيت. شقا عمرهم كله في بيوتهم.

 

ناس من أسيوط سابت أسيوط من سنين لما قالوا الدولة هتنمي سيناء، باعوا الأرض والبهايم واشتروا بيت في سيناء - ودلوقتي سابوه. ناس يادوب متثبتة في وظيفة ومش عايزة تمشي والاختيار الوظيفة واللا الموت - ومش موتي أنا بس، ده موت أطفالي.

 

سيادة مساعد وزير الداخلية لشؤون الإنسان جه واحنا هناك وقال لهم إحنا في حرب، ضد فيران، وانتو لازم تساعدونا وتصمدوا. وسيادة وزير التعليم راح عمل إيفنت في مسرح العريش. ومسؤولين تانيين كبار شفناهم وحواليهم التشريفات. وبس.

 

 

 

 

وفرّت 100 أسرة مسيحية وأكثر من مدينة العريش إلى الإسماعيلية، بعدما قتل مسلحون مجهولون 7 مسيحيين، يوم الأربعاء الماضي، في حوادث متفرقة استهدفتهم بشمال سيناء.

 

وأعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي، غادي والي، اﻷحد المضي، عن توفير الوزارة لكل احتياجات الأسر النازحة، ومن جهته أكد الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي، أنه تم التواصل مع 3 جامعات في محيط الحدث الذي يتعلق بأسر الأقباط، وهم جامعة قناة السويس، وجامعة السويس، وجامعة بورسعيد، وأصدر رؤساء هذه الجامعات تعليمات فورية باستقبال كافة الطلاب الأقباط المتضررين من هذه الأحداث داخل الكليات المناظرة بهذه الجامعات.

مقالات متعلقة