أثبتت جائزة الأوسكار أنها لا تهتم سوى بالجزء الفني فقط للممثل، فلا يعنيها ما هو تاريخه أو ما فعله في حياته الشخصية، الأهم هو كيف استطاع أن يرتدي عباءة الشخصية وأن يتمكن من أدواته ليخرج أفضل ما لديه، وهذا ما حدث مع الممثل الفائز بأفضل جائزة للأوسكار "كيسي أفليك".
ضجة كبيرة أثارها ترشيح اسم الممثل كيسي أفليك بين قائمة المرشحين للجائزة كأفضل ممثل هذا العام عن دوره في فيلم Manchester By The Sea.
فانتقد البعض هذا الترشيح وخاصة، الممثلة الأمريكية كونستانس وو، المعروفة بدورها في مسلسل Fresh Off the Boat وذلك لتورطه في قضية تحرش في وقت سابق.
سخرت الممثلة الأمريكية من ترشيحه، قائلة: "الرجال الذين يتحرشون بالنساء يترشحون للأوسكار، لأن الأداء الجيد أكثر أهمية من الإنسانية والنزاهة، ولأن الطفل المسكين يحتاج إلى مساعدة".
وترجع هذه الواقعة لعام 2010 عندما تقدمت كل من المصورة السينمائية ماجدالينا جوركا والمنتجة أماندا وايت إلى المحكمة لاتهام أفليك بأنه تحرش بهما لفظيا وجسديًا أثناء تصوير الفيلم، وطالبتا بتعويض يصل إلى 4.5 مليون دولار، حيث إنه مخرج العمل في ذلك الوقت.
لكن على الجانب الفني، استطاع أن يقدم "كيسي أفليك" واحدا من أفضل أدواره الفنية، في فيلم "Manchester by the Sea" .
فجسد "كيسي أفليك"شخصية" لي تشاندلر الذي يعمل في وظائف دنيا كحارس مبانٍ وسباك نهاراً، بينما يقضي لياليه في حانة حيث يثمل ويفقد أعصابه، ويعكس سلوكاً مضطرباً في التعامل مع الآخرين.
وباتصال تليفوني، تُفتح النافذة على حياة "لي" لندخل لعالمه بالفلاش باك بين الماضي والحاضر لنتعرف أكثر عنه، بداية من علاقته المعقدة مع زوجته، وانتقاله لمدينة بوسطن للعمل، ورعاية أخيه المريض، ومن بعده ابن أخيه.
ومنذ اللحظات الأولى يستطيع "كيسي أفليك"، والذي يجسد دور "لي" أن يجذبك بأدائه ، ويقدم الجوانب المختلفة لحياة هذا الشخص البائس الوحيد.
كان النجم، "مات ديمن"، هو المرشح الأول للدور، لكنه اختار دعم الفيلم من ناحية الإنتاج، فحل أفليك مكانه.
ولد "كيسي أفليك" في ماسوشوتس بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1975، درس في البداية في جامعة جورج واشنطن ثم انتقل إلى جامعة كولومبيا.
بدأ مشوار كيسي أفليك الفني بالعمل في السينما عام 1995 مع المخرج جاس فان سانت من خلال فيلم To Die For، وبعد أن شارك لسنوات في بضعة أفلام مستقلة.
كانت انطلاقته الحقيقية في السينما من خلال سلسلة أفلام Oceann والتي عمل في أجزائها الثلاثة.
حاز كيسي أفليك على أول ترشيح لجائزة الكرة الذهبية في فئة أفضل ممثل مساعد من خلال فيلم The Assassination of Jesse James by the Coward Robert Fordd.
لم تقتصر تجارب أفيك على التمثيل فقط بل عمل في الإخراج من من خلال فيلم I'm Still Here.
سبق ورشح أفيك لأوسكار أفضل ممثل مساعد في 2008، عن دوره في فيلم The Assassination of Jesse James by the Coward Robert Ford.