بعينين يمتلئان بالدموع وبحزن وألم يعتصر القلب جلست ماجدة لبيب تتذكر ابنها "وائل" ذو الـ35 عاماً والذى قتل على يد مسلحين بالعريش نهاية شهر يناير الماضي تاركًا وراءه طفلين وزوجته الحامل ، لا تصدق أنه بغمضة عين فقدت الابن والسند بالحياة.
جاءت بمفردها إلى الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية بعد أن خرجت خائفة من العريش بسبب أحداث القتل واستهداف الأقباط الذى أدّى إلى مقتل ابنها "وائل يوسف" ، ليس معها أحد من أسرتها فالعائلة بغمضة عين تشتت وذهب كل منهما بناحية، فزوجة الابن المتوفى ذهبت بأطفالها لأسرتها بالقاهرة، فيما بقى ابنها وابنتها بالقاهرة، لتجد نفسها وحيدة لا تملك شيئا سوى ذكرى فلذة كبدها الذى قتل وهو فى ريعان شبابه.
روت ماجدة لبيب لـ"مصر العربية" واقعة مقتل ابنها فى 30 يناير الماضى، وقالت إن 4 ملثمين معهم أسلحة آلية جاءوا إلى السوبر ماركت الذى يمتلكه ابنها حيث قام اثنان منهما بالدخول إلى المحل فيما بقى الآخران خارجه لمراقبة الوضع بالشارع، وقاما الملثمان بإخراج زوجته والتى كانت معه، وبدأوا فى إطلاق الرصاص عليه، ومن شدة إطلاق النار اخترقت الرصاصات جسده وأصابت الأكياس والمعلبات الموجودة بالمحل.. وبدأت فى البكاء قائلة "ضربوا عليه 5 رصاصات صفوه وبعد ما قتلوه فضلوا فى المحل يكلوا ويشربوا وبعدين مشيوا".
وتابعت "لم أتمالك نفسى من الحزن فور سماعى خبر مقتل ابنى ولم أصدق، خاصة وأن السوبر ماركت يقع بشارع 23 يوليو وهو أحد الشوارع الرئيسية بالعريش، وبكيت لعدم تمكنى من رؤية ابنى قبل وفاته بسبب تواجدى بالقاهرة نحو شهر فى زيارة لابنى وابنتى هناك وقضاء عيد الميلاد معهما، وكانت آخر مرة أسمع صوت ابنى ليلة الحادث وأخبرته عن عودتى غدًا ولم أكن أعرف أنها لم تكن سوى ساعات قليلة وابنى سيتلقى 5 رصاصات لتقتله وتحرمنى منه للأبد.
وقالت "ابنى لم يتلق أى تهديد ولم تكن لديه مشاكل مع أحد فقد كان محبوبًا للغاية من المسلمين والمسيحين على حد سواء، بل كان المسلمون يحبونه أكثر من الأقباط، والمسلمون قدموا لى واجب العزاء والرجال كانت تبكى حزناً عليه، "حتى الأطفال فضلوا يسألوني فين عمو وائل يا تيتا عشان نشترى منه المحل مقفول ليه، وائل ما عملش حاجة كان محبوب والمدير بتاعه ماقدرش يجى يعزينى ويقولى مش قادر أحط وشى فى وشك".
وأجهشت بالبكاء "ابنى ده اللى كان شيلنى وبيجبلى علاجى وطبطب عليه بعد وفاة والده من 13 سنة يارتنى كنت أنا وهو كان قعد"، وأضافت لا أعرف أين سأعيش خاصة وأننى كنت أعيش مع ابنى وزجته وطفليه، وهو من كان يتولى إعالتى، متسائلة كيف ستعيش زوجته التى ستضع مولودها الثالث غدًا وطفليه نفير بالصف الثانى الإبتدائى، ويوسف بالصف الأول الابتدائى، خاصة وأن أبنى كان موظفاً فى مجلس المدينة وفتح سوبر ماركت ليساعد بالمعيشة، فكيف سنعيش من بعده".
وأشارت إلى أننى أعيش بالعريش منذ عام 79 وانتقلت أنا وزوجى للإقامة بها وعشنا نحن وأطفالنا بها طوال هذه السنوات ولكن العريش لم تعد مكانًا آمنًا يمكن أن نعيش به فالجماعات المسلحة قتلت الأقباط وأحرقت بيوتهم، فنحن نعيش برعب هناك، ووصل الأمر إلى أننى خرجت من العريش ارتدى حجاباً حتى لا يعرف هؤلاء أننى مسيحية".