أنتجت الكاتبة الشابة إيناس لطفي فكرة جريئة، شائكة وغريبة على المجتمع، لتظل حبيسة الأدراج لمدة أربعة أعوام، بسبب خوفها من أن تواجه فكرتها الرفض من قبل المنتجين والمخرجين عند طرحها عليهم، إلى أن وجدت أخيرًا طاقة النور لعملها الأول الذي حمل عنوان "بشتري راجل"، وذلك بعد تعاونها مع شركة"بيرثمارك فيلميز" للإنتاج السينمائى للمنتجة دينا حرب.
أكدت إيناس في حوارها مع موقع "مصر العربية” أنها كانت تقصد الفكرة الصادمة للمجتمع التي طرحتها خلال فيلم "بشتري راجل"، الذي طرح في دور العرض خلال عيد الحب، متحدثة عن بدايتها في الكتابة، وتجربتها مع المخرج محمد علي، والفنانة نيللي كريم.
وإلى نص الحوار…
بداية.. ما هي الفكرة العامة التي يدور حولها الفيلم؟
تدور أحداث الفيلم عن بنت اسمها شمس نور الدين، تخطت سن 35 مرت بتجارب حب فاشلة، ففقدت الثقة في الحب والارتباط، وقررت أنها لن تتزوج، حتى تقع تحت كشف طبي وتكتشف أن فرصة إنجابها قليلة، فبدأت تطاردها فكرة الإنجاب، فتعلن على الفيس بوك طلبها الغريب بأنها تريد الزواج من شخص لتنجب منه عن طريق التلقيح الصناعي بمقابل مادي.
ألم تخافي من طرح الفكرة بسبب جرأتها؟لم أخف، فكان هدفي تقديم فكرة جريئة صادمة للمجتمع، ﻷني أرى أن المجتمع يحتاج لفكرة صادمة من وقت للآخر من أجل أن يستيقظ.
كيف كان التعاون مع الفنانة نيللي كريم والفنان محمد ممدوح والمخرج محمد علي؟
انتهينا من كتابة الاسكربت في 2016، أول من ألتقاينا به كان المخرج محمد علي، ووافق على الفور الفكرة، وهو بيقدر الأشخاص الجديدة والنص المكتوب جيدًا، والتعامل معه احترافي جدًا، فكان مهتم يشاركني أدق التفاصيل، ومدى اقتناعه بالفكرة هو سر الصورة الحلوة التي خرج بها الفيلم، ثم بدأنا في ترشيح الممثلين، شخصية بهجت مكتوبة بتكوينات جسمانية ضخمة، والفنان محمد ممدوح فرض نفسه على الدور بعد نجاحه في مسلسل جراند أوتيل، أما الفنانة نيللي كريم الظروف قابلتنا ببعض، ﻷنها كانت تقدم دراما بقالها فترة وكانت تبحث عن نص كوميدي، والمنتجة كانت تبحث عن فنانة لها ثقلها وهو ما حدث.
ما هو الشيء الذي كنتِ تطمحي في مشاهدته على الشاشة في الفيلم ولم تجديه؟
كان في مشاهد كتير صٌورت وتم الاستغناء عنها في المونتاج نظرًا لضيق الوقت، أكثر من 40 دقيقة، كان نفسي كل المشاهد تخرج ولكن يحكمنا الوقت، ولكن ذلك لم يؤثر بشكل كامل على الفيلم.
ما هو المشهد الذي كنتِ تتمنين أن ﻻ يحذف من الأحداث؟
مشهد يجمع بين شمس وبهجت في فترة قربوا فيها من بعض برومانسية رقيقة، كانت شمس تروي فيه أمر في طفولتها كان يزعجها وهو يشاركها الوجع، ولكن حذفه لم يؤثر على الدراما.
كيف استقبلتِ تعليقات الجماهير الإيجابية على الفيلم؟
أجمل التعليقات التي كانت تسعدني أن يكلمني أحد الجمهور ويقول لي أنتِ كنتِ بتتكلمي عني في الفيلم، وبنات كتير قالوا لي إن المرحلة العمرية اللي هي فوق عمر 30 عام، وﻻ نرى نفسنا في السينما، وهذا من أكثر أوقات سعادتي أن أعرف أني نجحت في التعبير عن تلك الشريحة من البنات، التي ﻻ تريد الجواز ويطلق عليها كلمة عانس، كان يهمني أن يُسمع صوت هؤلاء.
وكان هناك تعليق على الفيس بوك أسعدني رغم وجعه وكان يقول :الفيلم حلو وكوميدي وﻻيت ولكن في تفاصيله شعرت بوجع.
وعلى النقيض الآخر ما هي التعليقات القاسية التي واجهتك؟
تعليقات من نوعية الفيلم "ملوش ﻻزمة"، "بيبجح" البنات، بيقوي البنات على الرجالة، وهو كلام غير مقصود، من سيشاهد الفيلم سيجد أني كنت موضوعية، أنا غير متحيزة أقدم شخصيات إنسانية موجودة فيها الإيجابي والسلبي، وتقبل الإنسان بعيوبه ومميزاته هي المظلة التي أسعى لها.
كيف واجهتِ الانتقادات التي طالت الفكرة؟
كنت متوقعة الانتقادات ﻷني أقدم فكرة جريئة و"عيب" من وجهة نظر المجتمع، ففكرة أن بنت تقول أنا "عايزة حاجة" فهذه جرأة في حد ذاتها، يضاف إلى ذلك طلبها الذي ترغب به، ولكن رأيي أنه طالما وقعت انتقادات إذن الفكرة هزت العقول، فكل الآراء في صالح الفيلم، وهذا هدفي من العمل فلا أهدف لتقديم فيلم كوميدي فقط.
وماذا عن رأي النقاد؟
يهمني رأي الأشخاص المتخصصة، الذين عيونهم على السينما طوال، والحمد لله أغلب آرائهم تُشجع على الفيلم وترى أنه تجربة مهمة، وأنها خلخلت النظام المتبع في السينما، فالفيلم يهدف لتقديم كوميديا تدفع الناس للتفكير في مشاكلها.
وبماذا تردي على الانتقادات التي طالت الفيلم بسبب توقع أحداثه؟
الأفلام الرومانسية الكوميدية يكون بها شبه عقد بين الجمهور وصناع الفيلم، بأن الفيلم سينتهي نهاية سعيدة والجمهور سيخرج مبتسم، متوقع الأحداث أه ولكن أنت مستمتع وأنت تشاهد الأحداث، وهذا هدف جيد.
كيف كان العمل في ورشة السيناريو التي أشرف عليها وائل حمدي؟
أنا كتبت الفيلم من أربع أعوام وكان في الدرج، ولم أعرضه على أي منتج ﻷني لم أكن أتوقع أن يتحمس له أي منتج لجرأة الفكرة، دينا حرب وشركتها "بيرثمارك فيلميز" أعلنت في ديسمبر 2015 أن من لديه فكرة سينما يقدمها ونحن سننتج الفيلم، وقُبلت فكرتي، ودخلت الورشة في فبراير 2016، من مجرد فكرة لمعالجة حتى وصلت لسيناريو حوار كامل، بقيادة وائل حمدي الذي يتمتع بخبرة كبيرة في الدراما والسينما، وكان يوجه لنا ملاحظاته، وكان يلحقنا دائمًا، فمثلا أنا أحب الحوار فكنت أسهب فيه، وهو كان ينبهني لذلك.
هل سبب لك الفيلم مشاكل عائلية مع زوجك؟
كان قلقان وكان يرغب في أن يرى كيف سأتناول الفكرة، ولكن في العرض الخاص أشاد بمعالجتي للفكرة، ووصف تناول القضية بالراقي.
بعيدًا عن الفيلم.. كيف كانت بداياتك في الكتابة؟
طول عمري أعشق الكتابة، وكنت أتمنى دخول كلية إعلام، ولكني درست تجارة، وكان نفسي أكون صحفية ولكني لم أستطيع، فعملت في مجال الحسابات، وتزوجت وأنجبت، وأخذتني الحياة، ثم قررت العودة لحلمي القديم، وبدأ الأمر بمدونة "عايزة أتكلم" في 2007، وكانت هي بداية عودتي للكتابة، وأخذت ورش قصص قصيرة ورواية وحكي مسرح، وعملت بعض الوقت في الصحافة لمدة 3 شهور، ولكني وجدتها صعبة.
وفي 2011 تعلمت سيناريو على يد الأديب والسيناريست محمد رفيع، وأصبح حلمي أنه سيكون لي فيلم سينما وسأسعى ورائه، ومنذ 7 أعوام وأنا أسعى لهذا الحلم، كان سعي عن طريق المنح الموجودة على الإنترنت، ﻷني أعلم أن الوسط السينمائي كله وسائط.
ما الفرق بين الكتابة للسينما وللمدونات؟
كتابة السيناريو بناء، كما يقول وحيد حامد:السيناريو موهبة ولكنة حرفة، تعلمت كيف يكون هناك قواعد لبداية ووسط ونهاية وتكوين للمشهد، وكيف تكون شاطر في بناء السيناريو المحكم، أما في المدونات بكتب بأي شكل سواء خواطر، شعر، أغنية، لغة عربية فصحى أو بعامية دون قواعد.
من الفنان الذي تتمني العمل؟
نفسي أقدم فيلم للفنان الكوميدي أحمد حلمي، وهو أمنية حياتي ﻷنه ينتقي أعماله جيدًا، ومن الفنانات روبي، ﻷني أرى أنها فنانة متميزة ولم تحصل على فرصة جيدة.
هل تهتمي بالكتابة الكوميدية فقط؟
أنا أهتم بالجانب الاجتماعي، سواء الدراما أو الكوميدي.
وما هي مشاريعك القادمة؟
أكتب الآن فيلم جديد، ومسلسل، ما بين الكوميدي والإجتماعي، وأفكر في كتابة الرواية، ولكني سأسعي في الفترة القادمة لتقديم مجموعة قصصية جديدة.
شاهد الفيديو....