"الجهاز ما بيكملش أسبوع ويعطل وفيه أجهزة تم تكهينها بالكامل لأنها تعمل من سنة 1979 وطوابير المرضى كل يوم".. بتلك الكلمات وصف أهالي مركز قوص، جنوب قنا، معاناتهم مع وحدة الغسيل الكلوي بمستشفي قوص المركزي، حيث ينتظرون بالساعات لحين وجود جهاز شاغر لبدء جلسة الغسيل .
المرضي اجتمع عليهم، ألم المرض، وإهمال وزارة الصحة لشكواهم المتكررة، فالعمل في الوحدة يستمر حتى منتصف الليل، وسط زحام المرضى وعدم وجود عمال نظافة، ما يدفع مرافقي المرضى للقيام بأعمال النظافة تحت الأسرة وأجهزة الغسيل، حيث تتجمع الدماء ومخلفات المحاليل .
تدخل عاجل
ويقول أكرم عبد المجيد، موظف ومرافق لشقيقه داخل وحدة الغسيل الكلوي: "بمجرد دخولك من أبواب المستشفي، وحين اقترابك من وحدة الغسيل، تدرك أن جدرانه هي التي تحتاج لتدخل طبي، ناهيك عن الروائح الكريهة ومخلفات المحاليل والسرنجات وبواقي الدم تحت أسرة المرضى".
ويضيف عبد الحميد أنه توجه بشقيقه للوحدة منذ السابعة والنصف صباحا، ولم يتمكن من الجلوس على جهاز الغسيل إلا مع أذان العصر. وتابع قائلاً :"كده ربنا بيحبنا، لأن فيه مواطنين بيجيوا بمرضاهم، ويقعدوا بالساعات، ويمشوا، لعدم وجود أجهزة شاغرة بسبب توقف بعضها عن العمل، وأخري تم تكهينها نهائياً .
وأردف أن أجهزة الغسيل بوحدة مستشفي قوص متهالكة للغاية، وكثيراً ما تتكرر أعطالها بشكل يومى، وهو ما يتسبب فى تأجيل بعض الجلسات؛ مما يؤثر على المرضي صحياً، والأخطر من ذلك أن هذه الأجهزة قد تتعطل فى منتصف الجلسة مما يتسبب فى إحداث مضاعفات خطيرة لكثير من المرضى.
أعطال دائمة
طبيب سابق في مستشفي قوص، فضل عدم ذكر اسمه أوضح لـ"مصر العربية" أن وحدة الغسيل الكلوي بالمستشفي بها ما يقرب من 150 جهازاً للغسيل، في حين أن ما يقرب من 11 جهاز تم ركنهم نهائياً لانتهاء مدة صلاحيتهم كونهم يعملون منذ عام 97، ناهيك عن تعطل عشرات الأجهزة يومياً بسبب الضغط الكبير من قبل المرضى علي مدار اليوم .
وأشار الطبيب الي أن الأطباء في المستشفي لا يملكون فعل اي شئ حين تتوقف الأجهزة ويتم اخطار مدير المستشفي، وعليه ترسل فاكسات لمهندسين الصيانة، وغالباً ما يحضرون بعد مرور عدة أيام، تكون خلالها تعطلت أجهزة أخري .
وأوضح أن منظر دورات المياه في الوحدة ومستوي النظافة في حالة انهيار تام، فضلا عن أن المستشفي لا يوجد بها صرف صحي وتعمل بنظام البيارات، وبين الحين والآخر تطفح تلك البيارات، فكنا نتفاجئ بدخول مياه الصرف إلى وحدة الغسيل وتحت الأسرة وأجهزة الغسيل قائلا" والله كنا في بعض الاوقات نترك عملنا المكلفين به ونساعد عامل النظافة".
في المقابل، قال الدكتور أحمد النحاس، مدير مستشفي قوص المركزي، إن مديرية الصحة والمحافظة، كانوا متعاقدين في وقت سابق مع شركة أمن ونظافة لكن تم فسخ التعاقد معهم من بداية العام الجاري دون معرفة الاسباب، قائلا: "كنت بفكر أوقف العمل في المستشفي نهائياً لكن كوني طبيب ومن نفس المدينة جعلني أشفق علي المرضي، وهم أهلي وناسي".
وأوضح أنه تم ابلاغ المديرية أكثر من مرة، وأوضحوا أنه جاري انتداب عمال من الادارات الصحية، لكن العدد لن يكفي لكون المستشفي بها 10 مبانٍ موزعة في جميع أرجائها، مبيناً أن الشركة التي كانت تقوم على الأمن والنظافة كانت تضم 27 فرد نظافة و 18 فرد أمن، وبالكاد كانوا يديرون العمل.
واستطرد أن تعطل أجهزة الغسيل الكلوي يؤلمني شخصياً، وأنا أري المرضي ينتظرون ويعانون، لكن كل ما أملكه هو إرسال فاكسات لشركة الصيانة، وتجري الاصلاحات بشكل دوري.
مبنى جديد
من جانبه، أشار الدكتور أيمن خضاري وكيل وزارة الصحة بقنا، عقب زيارته لمستشفي قوص في وقت سابق، إلى أنه تم اتخاذ الخطوات الإنشائية لمبنى جديد داخل المستشفى للأقسام الحرجة، واعتماد المبلغ اللازم للتطوير لتجهيزه بكل الإمكانيات، لافتا إلى موافقة مجلس الوزراء من خلال القرار رقم 2242 لسنة 2016 على دعم مستشفى قوص المركزي بمبلغ 40 مليون جنيه، من صندوق "تحيا مصر".
وأضاف أن ذلك يهدف إلى تطوير المستشفى بمختلف أقسامه،إضافة إلى رفع كفاءة الخدمة الطبية المقدمة للمرضى مع الاستعانة بالأطباء المتميزين ذوي الكفاءة العالية لتقليل التحويلات المرضية للمستشفيات الأخرى المجاورة، وذلك لراحة المرضى وأسرهم، مشددًا على حق المرضى في الحصول على خدمة صحية متميزة بمختلف الاقسام المستشفى.