أزمة العريش هدفها توصيل رسالة للغرب بأن داعش ما زالت مؤثرة
تحية لكل أسرة تحتمل الصعاب لتحرم الإرهابيين طعم النجاح
الكنيسة في حالة يقظة ضد محاولات ضرب وحدة الأمة
عبر النائب عن دائرة العريش بمحافظة شمال سيناء، رحمي بكير، عن ضيقه بالتوصيفات الإعلامية للأزمة التي تواجه الأقباط بالمدينة.
وقال في حوار مع "مصر العربية" إن هناك "تضخيم وتهويل" من جانب الإعلام، مشيدا بتحمل العديد من الأسر الأوضاع الصعبة حتى يحرموا الإرهابيين طعم النجاح.. وإلى نص الحوار..
كيف تنظر لأزمة الأقباط بمدينة العريش حاليا؟
بداية أرغب في إبداء شديد استيائي من عدم التغطية الإعلامية الدقيقة للأحداث التي تجري في العريش بحق الأقباط، فالإعلام يتعمد التركيز علي الجزء السلبي في الموضوع وإبرازه ويقوم بتضخيمه، بحيث يتم تصوير رحيل "30 أسرة" وبقاء مايزيد عن "600 أسرة قبطية" علي أنه نزوح جماعي وكارثة غير مسبوقة.
كما أنني أرفض توصيف الأمر بـ"التهجير القسري" وهو وصف غير مناسب تماما لما يجري علي أرض الواقع في العريش، كما أن المجهودات غير العادية التي تم بذلها لاستضافة الوافدين إلي الإسماعيلية تستحق من الإعلام الإشادة والترحيب.
إلى أي مدى ترى أبعادا طائفية في استهداف الأقباط؟
السبب الرئيسي وراء تلك الهجمة ليس طائفيا، والاستهداف الذي جري مؤخرا للأقباط ماهو إلا "جزء من كل"، حالة اعتداء واستهداف لكل شئ من قبل الإرهابيين، والذين يسعون في طريقهم للقضاء على كل المناهضين لهم، من مسلمين وأقباط ورجال ونساء وأهالي وأفراد أمن، فنحن نواجه هنا مساعي جماعات متشددة ومتطرفة ناحية "المواطن المصري" وليس "الشخص القبطي".
وما أهداف الإرهابيين من ذلك التصعيد الأخير باستهداف الأقباط؟
أرى أن الإرهابيين يهدفون من وراء تلك الهجمة الشرسة إلى توصيل رسالة إلى الخارج مفادها أن تنظيم داعش موجود وله تأثير، في حين أن التأثير يصيب الداخل أكثر من الخارج، فتلك الاعتداءات تصيب "عجلة التنمية والتقدم" بشكل غاية في الخطورة، ولذلك علينا جميعا مسئولين ومواطنيين ألا نمكنهم من ذلك، وألا نروج لنجاح مساعيهم ونصفها بالكارثة والتهجير والنزوح.
وأنا أساند وأدعم وأحيي كل الأسر والأفراد والمواطنين الذين يحتملون تلك الأحوال الصعبة، وأقول لهم أن يحرموا بصبرهم وجلدهم، الإرهابيين من كتابة شهادة نجاح لممارساتهم الدموية ومساعيهم الإرهابية المتوحشة.
ماذا عن دور الأمن ورجاله في تلك الأحداث؟
لا أنكر أبدا أن هناك دور منوط برجال الأمن في هذه الأحداث، ولا أتهمهم بالتقصير قدر ما أطالبهم بإعادة صياغة وضبط الإجراءات الأمنية في المناطق المضطربة كسيناء وأن يأخذوا في اعتبارهم أننا نواجه نوعا خطيرا وقاسيا من الإرهاب الأسود، والذي يتطلب مواجهة من نوع آخر، واستعانة بمنظومة من الأفكار والتجهيزات غير المعتادة.
ماهي الخطوات التي اتخذها النواب لحل الأزمة؟
هناك تواصل لاينقطع بين النواب من جهة وكافة الأجهزة التنفيذية والأمنية والكنسية، سواء في العريش أو في الإسماعيلية، لمتابعة الأسر الوافدة وتذليل كل العقبات التي تواجهها، والآخرين ممن رفضوا ترك منازلهم، كما نسعى للوقوف على تطورات الموقف في العريش والجهود في الإسماعيلية، وتم تشكيل عدة لجان فرعية بالبرلمان، آخرها بلجنة الدفاع والأمن القومي لإعادة ترتيب الأوضاع خلال الأيام المقبلة، وتوفير شقق ومقرات إقامة لكافة المتضررين.
وما تقييمك لمعالجة الكنيسة للأزمة؟
الكنيسة تسعى دوما لتهدئة الأوضاع والتعامل العقلاني مع تلك الأزمات الشديدة، والكنيسة أصدرت بيانا عقب تلك الاعتداءات الإرهابية، وهي في حالة يقظة دوما إزاء أي أحداث تتعمد تمزيق الصف وإثارة الفرقة وضرب الوحدة بين نسيج الأمة، وهم مدركون أيضا أن مايحدث حاليا جزء من حملة موسعة تستغل حالة التوتر الذي ضرب كافة أرجاء المنطقة العربية، وليس مصر وحدها.