لسنوات طويلة عاش أهالي قرية البلابيش بمحافظة سوهاج، حالة من الرعب لكثرة الخصومات الثأرية المستمرة بين العائلات، لاسيما انتشار عناصر إجرامية وتجار سلاح ومخدرات وهاربين عن القانون، إلا أن الأجهزة الأمنية كثفت من حملاتها الأيام الماضية حتى تمكنت من السيطرة على هؤلاء الخارجين.
أهالى القرية
يروى بعض من أهالى القرية لـ "مصر العربية"، بعض من المشاهد الموجودة داخل القرية فى ظل وجود المطاريد، حيث يقول "محمد.ع" من أبناء القرية: إنه فور وقوع أي مشاجرة وسماع إطلاق رصاص، يلتزم الجميع منزله خوفًا من طلقات الرصاص الطائشة التي تصيب الأبرياء، وعندها تتوقف المدارس والمصالح الحكومية حتى تهدأ الأوضاع وتعود لطبيعتها. وأوضح سعيد . م -أحد الأهالي-، أنهم كانوا يعيشيون في رعب متواصل ما يضطرهم لحرمان أطفالهم من الذهاب إلى مدارسهم خوفًا من تلك الطلقات التي لا تفرق بين كبير وصغير. وأشار إلى أن الأهالي في قمة السعادة بعد تطهير الشرطة للمنطقة وتخليصها من طوفان الشر الذى كان يتزعمه المدعو "ضاحي"، معلقًا "أصبحنا نستنشق هواءً نقيًا بعيدًا عن الدم والنار". ـ بحسب تعبيره.
" يسري.ر" من أبناء القرية قال إن هؤلاء الأشخاص الخارجين عن القانون لا يؤذون أحدًا من أهالي القرية، معللاً ذلك بأن الجميع يعرف بعضه البعض، مضيفًا أنهم يؤذون ويتعرضون للأشخاص الغرباء أو رواد الطرق الصحراوية أو الزراعية القريبة من القرية، مشيرًا إلى أنه خلال الفترة الماضية قلت وتحجمت أنشطة هؤلاء الأشخاص بعد استعادة جهاز الشرطة هيبته. ويوضح "عبد الرحمن.أ" أن حملات الشرطة تستهدف منازل هؤلاء الأشخاص ولكن لا تتمكن من القبض عليهم لعدم تواجدهم بسبب تسريب مواعيد الحملات التي تستهدفهم.
حملات أمنية مكثفة لضبط باقي المطاريد اللواء مصطفى مقبل، مدير أمن سوهاج، صرح بأن الأجهزة الأمنية تقوم بحملات مكثفة بمنطقة البلابيش، للقضاء على العناصر الإجرامية الموجودة بالقرية.
وأضاف مقبل لـ "مصر العربية" أن الأمن يحدث تقدمًا كبيرًا في القضاء على مطاريد البلابيش، بالإضافة إلى الحملات الأمنية المكثفة لاستهداف حائزي السلاح والهاربين من أحكام جنائية لضبطهم.
ولفت مدير أمن سوهاج أن الأمن يفرض سيطرته بصورة مستمرة فى المنطقة، تحسبًا لأي أعمال إجرامية من شأنها ترويع المواطنين، حيث إن القرية أصبحت تعيش في أمن واستقرار بعد نجاح العملية في ضرب مطاريد البلابيش وضبط عدد كبير منهم وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة .
معارك عدة بين المطاريد والشرطة خلال سنوات قرية البلابيش بمركز دار السلام، بمحافظة سوهاج، والقريبة من الجبل الشرقي، ذاع صيتها بعد ثورة 25 يناير، وبعد غياب الشرطة، وانتشار استخدام الأسلحة النارية بالقرية نتيجة للخصومات الثأرية، كما انتشرت تجارة السلاح.
واتخذ كبير المطاريد "ضاحي" استراحة له داخل القرية، لتصبح القرية ملجئًا للمجرمين، ولذلك فقد قررت وزارة الداخلية إنهاء تلك الفوضى والتصدي للانتشار الموسع للأسلحة فى تلك المنطقة، وقامت بحملات مكثفة لضبط 25 من مطاريد الجبل، الذين يتزعمهم " ضاحى" والصادر ضدهم أحكام قضائية عدة، بينها أحكام بالإعدام.
ووجهت وزارة الداخلية، قواتها منذ 17 فبراير الماضي، لضبط هؤلاء المجرمين، وتمكنت من ضبط 33 قطعة سلاح نارى ما بين "بنادق آلية، رشاشات، بنادق خرطوش، 87 طلقة مختلفة الأعيرة النارية"، بمشاركة 30 مدرعة و35 مجموعة قتالية وتشكيلات أمنية وقوات مكافحة الشغب ورجال الأمن المركزي مدعومة بأسلحة ومعدات ثقيلة، كما تمكنت الحملات من ضبط 1730 هاربًا من أحكام بالحبس منهم 30 حكمًا جنائيًا.