“يقول مسئولون في فتح إن مصر تتعامل مع رئيس السلطة الفلسطينية كما لو كان "حصانًا ميتًا" فشل في أداء دوره. تواصل مصر فرض العقوبات ضد مسئولي فتح لمعارضتهم محمد دحلان".
كانت هذه مقدمة "يوني بن مناحيم" المحلل الإسرائيلي للشئون العربية في مقاله المنشور الخميس 2 مارس على موقع "نيوز 1” بعنوان "هل أصبح محمود عباس حصانًا ميتًا؟".
وقال "بن مناحيم":في حركة فتح يستفيقون تدريجيًا من الصدمة والدهشة التي خلّفتها واقعة طرد جبريل الرجوب أمين سر حركة فتح مطلع الأسبوع من مصر، تنفيذًا لقرار القيادة السياسية العليا".
"كانت هذه إهانة كبيرة لقيادة فتح برئاسة عباس والرجوب التي تضررت صورتها بشدة بين الجمهور الفلسطيني. يقول مسئولون في فتح إن مصر تعامل محمود عباس كما لو كان "حصانًا ميتًا"، وإن طرد الرجوب جاء لإرسال رسالة للقيادة الفلسطينية مفادها أن مصر تعتبر محمد دحلان الوريث المستقبلي لمحمود عباس، ولا تنوي التنازل عن موقفها، هذا رغم اعتراض محمود عباس وقيادة فتح الحالية التي تعد "الختّامة" الخاصة به". أضاف المحلل الإسرائيلي.
وتابع "بن مناحيم":وفقا لتلك المصادر، فإن من أقنع القيادة السياسية في مصر بطرد الرجوب هم قادة المخابرات المصرية الذين تربطهم علاقة وطيدة بدحلان ويريدون تتويجه وريثا لعباس كونه يخدم المصالح الأمنية المصرية".
ونقل الكاتب عن مصادر صحفية عربية إن مصر أعدت "قائمة سوداء" لمسئولي فتح الذين ستحظر دخولهم إلى أراضيها، بما فيهم الرجوب وتوفيق طيراوي وعباس زكي وحسين الشيخ ومحمود العالول.
ومضى يقول :”يبدو أن المخابرات المصرية تقرأ جيدًا هي الأخرى صورة الوضع الصعب لمحمود عباس الذي تفاقم مع تغير الإدارات الأمريكية والدعم الجارف الذي يبديه الرئيس ترامب لإسرائيل وحكومة نتنياهو. وحتى هذه اللحظة لم تجر دعوة عباس للقاء الرئيس ترامب في البيت الأبيض. والتقى الرئيس الأمريكي رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو لتنسيق المواقف، والملك الأردني عبد الله، وقريبًا سيلتقي الرئيس المصري السيسي، وقد سافر وزير الخارجية المصري سامح شكري لواشنطن للإعداد للقاء.”
محت إدارة ترامب دفعة واحدة استراتيجية تدويل الصراع الذي يتبناه محمود عباس، وحذرته من التوجه للمحافل الدولية، كالأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي ضد إسرائيل. بحسب ما جاء في مقال الكاتب الإسرائيلي.
وذهب "بن مناحيم" إلى أنّ الإدارة الأمريكية تدرس حاليًا حجم المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية وتمضي بشكل جدّي في اتجاه تقليصها.
وخلص إلى أن محمود عباس لم ينجح خلال 12 عامًا هي فترة توليه منصبه في توحيد الشعب الفلسطيني، ودفعه بشكل كبير للاستقلال، مشيرًا إلى أنَّ الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة حال دون إنجاز مصالحة وطنية.
كانت مصر منعت مؤخرًا القيادي الفتحاوي جبريل الرجوب من دخول أراضيها، بعد وصوله مطار القاهرة قادمًا من العاصمة الأردنية، بدعوة من جامعة الدول العربية لحضور مؤتمر حول الإرهاب والتطرف، وانتهى الأمر بعودته على متن نفس الطائرة إلى عمان ومنها إلى رام الله.
الخبر من المصدر..