قال "يوسي ميلمان" المحلل العسكري لصحيفة "معاريف" إن أسبابا رئيسية دفعت تنظيم "ولاية سيناء" التابع لداعش إلى تصعيد حملته المسعورة ضد الأقباط في سيناء، ما اضطرهم لترك منازلهم وممتلكاتهم والانتقال للعيش في الإسماعيلية.
وأشار إلى أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قلل مؤخرا من نقل الأموال لسيناء على خلفية الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها التنظيم، الذي يخسر سيطرته على مناطق واسعة في العراق وسوريا، وتحديدا بعد طرده من حقول البترول في العراق.
وأضاف أن الموالين للتنظيم في المناطق البعيدة كسيناء وليبيا وجنوب سوريا، فضلا عن قواته المقاتلة في الموصل العراقية، يستشعرون تلك الأزمة بشدة. لذلك فإن استهداف الأقباط جاء لتذكير قادة التنظيم في سوريا أن الأعمال تجري على أكمل وجه، وأن أتباعهم ينتظرون مكافأة مناسبة.
السبب الثاني وراء تصعيد حملة "ولاية سيناء" ضد الأقباط، هو الجيش المصري. فجنود الجيش الثاني والثالث المصري تعلموا الدرس، ويحققون نجاحات كبيرة في معاركهم ضد التنظيم.
وتابع "ميلمان":منذ عامين تقريبا، لم ينفذ التنظيم ضد قوات الأمن المصرية بسيناء هجمات متزامنة أو عمليات نوعية، مثلما كان يحدث في السابق. في الماضي تلقت القوات المصرية ضربات متتالية، هجمات متزامنة، تضمنت إطلاق قذائف هاون تليها عمليات انقضاض على معسكرات الجيش، أوقعت عشرات القتلى".
وأضاف "ذروة هجمات المتطرفين وقعت في نوفمبر 2014، عندما استولوا أمام شواطئ بور سعيد على سفينة صواريخ تابعة للبحرية المصرية وقتلوا عددا من عناصرها. بعد ذلك بعام أسقطوا طائرة الركاب الروسية فوق سيناء وقتلوا 224 شخصا".
ورأى المحلل العسكري لـ"معاريف" أن سلسلة الهجمات هذه أدت لانهيار قطاع السياحة، التي تضررت في الأساس مع سقوط نظام حسني مبارك في 2011، وما أعقبه من أحداث دامية شهدتها مصر.
ومضى يقول :"نجح التنظيم الصغير البعيد بسيناء في مهمته للإضرار بالاقتصاد المصري، لكن الهجمات التي تنفذها عناصره اليوم ضد القوات المصرية باتت متواضعة للغاية، وتقلصت الخسائر التي يتكبدها الجيش المصري. ونجح المصريون قبل نحو العام في تصفية أبو دعاء الأنصاري، الزعيم القوي للتنظيم، والذي تلطخت يداه بدماء الكثير من الجنود المصريين، وهو من خطط أيضا لإسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء".
ولفت إلى أن استهداف التنظيم للأقباط هدف بما في ذلك للانتقام من النظام المصري بعد نجاحاته الأخيرة، وكذلك الاستمرار في تذكير العالم كله أن مصر منطقة صراع، وليست مكانا آمنا.
وسوف يبحث التنظيم عن كل الوسائل والأفكار لإظهار ضعف النظام المصري وزعزعة سيادته. وبعكس إطلاق التنظيم الصواريخ على إسرائيل، فإن صرحة الأقباط انتشرت كالنار في الهشيم، وجرى تغطيتها جيدا في وسائل الإعلام العالمية، الأمر الذي يخدم "ولاية سيناء"، بحسب "يوسي ميلمان".
الخبر من المصدر..