أهدى ريال مدريد صدارة دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم (ليجا) لغريمه التقليدي، برشلونة، وذلك بعد تعادله أمام لاس بالماس الأربعاء في مباراة مليئة بالأخطاء الفردية والجماعية، والضغط غير المنظم على الخصم الذي تسبب في خلق المساحات بالخلف، وشهد تراجعا في المستوى البدني للعديد من لاعبي الملكي وأكمله طرد الويلزي جاريث بيل. أسباب خسارة ريال مدريد للصدارة.. 1- عدم توازن في الأداء والنتائج منذ بداية 2017 فقد ريال مدريد التوازن في الأداء والنتائج، بعد أن كان قد حقق للتو لسلسلة قياسية من المباريات المتتالية دون هزيمة. فخلال 2017 فشل ريال مدريد في تحقيق الفوز في ست مباريات بالدوري والكأس من أصل 14 مباراة خاضها، منها ثلاث هزائم مؤلمة وثلاثة تعادلات، ليفقد صدارة الليجا لغريمه الكتالوني رغم تبقي مباراة مؤجلة له أمام سيلتا فيجو. لم يكن أمس هو اليوم المناسب كي يريح المدرب زين الدين زيدان، رمانة ميزانه، البرازيلي كاسيميرو، خاصة وأنه يلعب أمام فريق يحب السيطرة على الكرة. وبعد هذا اللقاء يجب على الريال أن يدرك أن قلب النتيجة والعودة البطولية في الأوقات الحاسمة من المباريات في الماضي، سيناريو غير قابل للتكرار أمام كل المنافسين، بل ومن المستحيل أن يصنع دائما الفارق. ريال مدريد فقد خمس نقاط من أصل تسع ممكنة في أسبوع واحد بالليجا كان قادرا فيه على أن يقوم بالعكس ويتقدم للأمام خطوة هامة نحو اللقب الغائب عن خزائنه طوال المواسم الأربعة الماضية. أربع نقاط فقيرة هي ما حصدها الفريق الذي أصبحت نتائجه مستقبلا غير متوقعة. 2. ضغط بدون تنظيم أراد زيدان أن يمارس ضغطا متقدما لخطف الكرة من لاس بالماس للقضاء على أسلحته الهجومية، أراد الخروج للضغط في الأمام وخنق المنافس داخل منطقته. الواقع كان مختلفا تماما حيث لم يرافق المهاجمون الثلاثة في الأمام لاعبو خط الوسط، ما تسبب في وجود مساحات تحرك فيها لاعبو الخصم بأريحية. وأكمل عدم وجود مساعدة دفاعية الفوضى التي شهدها ملعب سانتياجو برنابيو ليلة أمس والتي كان فيها ريال مدريد في بعض أوقات المباراة عاجزا ومهلهلا. 3. ثوان من الجنون طرد فيها جاريث بيل كانت الدقيقة 47 من عمر اللقاء التي لم يخش فيها، الويلزي جاريث بيل، من اللعب العدواني على أرض الملعب ليكلف ذلك فريقه الكثير. قام جاريث بيل بعرقلة جوناثان فييرا مرتين قبل أن ينهي اللعبة بدفعه للاعب في صدره ليتلقى بطاقة صفراء وتلتها أخرى حمراء. وإذا كان لاس بالماس بسط سيطرته في الشوط الأول، فقد تواصلت حالة الاضطراب داخل صفوف الملكي في الشوط الثاني بعد طرد بيل، وبعدما دفع زيدان بإيسكو وموراتا على الجانبين. كان هذا المشهد مثاليا لمنح الخصم أول فرصة لتحقيق انتصار تاريخي على ملعب سانتياجو برنابيو. 4. تراجع الأداء البدني لاعبون هامون كمارسيلو وسرخيو راموس وكريم بنزيمة كانوا بعيدون عن مستواهم البدني المعروف. فالمدافعان فشلا في التفوق في المواجهات الفردية أمام منافسيهما. ففي الهدف الأول بدا البطأ الذي ظهر عليه راموس أمام سرعة لاعب المنافس، تانا، صاحب الهدف، وكذلك كان مارسيلو غير قادر على مجاراة الغاني برنس بواتنج في الهدف الثالث. ويضاف إليهما انعدام ثقة بنزيمة في نفسه على تسجيل الأهداف، فقد أهدر مجددا فرصتين واضحتين للتسجيل كان ليستغلهما أي "رأس حربة" يرتدي قميص الريال إذا كان "حاسما". 5. فقدان الثقة لكيلور نافاس لا يقدم كيلور نافاس الأداء المبهر الذي يسكت المنتقدين وأصحاب الشائعات التي تخرج كل يوم لتتحدث عن خليفته في حراسة عرين الملكي الموسم القادم. يبدو أن التوفيق بدأ يبتعد عن كيلور، والثقة أيضا. نعم تصدى في أكثر من كرة لفرص خيسيه رودريجيز، اللاعب السابق للريال، لكن ذلك لم يكن كافيا لمنع صافرات الاستهجان ضده من قبل الجماهير التي ترى أن عرين الملكي أصبح غير مضمون في وجوده. الهدف الثالث خير دليل على ذلك: خروج خاطيء من الحارس من منطقته أمام بواتنج، وحتى عندما قرر الخروج كان متأخرا، كما تدخل بشكل غير قوي لعدم إزعاج المنافس. بوجه عام نافاس يعيش أسوأ أوقاته في ريال مدريد.