"يا شعب نايم ع الرصيف وبالمقشة بتتكنس.. فيك ناس بتشقى ع الرغيف وناس بتتعب من التنس".. جملة من روائع صلاح جاهين اقتبستها "هدى" التي ذهبت لتتبضع وتستفيد من تخفيضات أول أيام افتتاح "مول مصر".
ما أن وطأت قدماها أمام المول التجاري حتى وجدت سيارات فارهة متراصة، يخرج منها العشرات ممن يرتدون ملابس منمقة وأخرى مهترئة ليس لفقر وإنما للتماشي مع الموضة، وأطفال في عربات متحركة تدفعهم أمهاتهم نحو المحال التجارية الأنيقة، فضلًا عن فصيل آخر هوايته الجلوس على المقاهي الفاخرة التى تنتشر في ربوع المول.
رغم الحالة الاقتصادية التى تعيشها مصر والقفزات الجنونية في الأسعار وثبات المرتبات للعاملين بالقطاع الحكومى، إلا أن ذلك لم يمنعها من حب الاستطلاع واكتشاف المزيد من وسائل الرفاهية التي كانت أبرزها على الإطلاق مدينة التزحلق على الجليد "سكي إيجيب" على غرار الموجودة في دبي.
ورغم ارتفاع أسعارها إلا أن شباك تحصيل التذاكر شهد زحاما شديدا من زوار المول لممارسة "التزحلق على الجليد" التي تبدأ أسعارها من 300 جنيه إلى 955 جنيها.
وخلف الألواح الزجاجية، هناك العشرات ممن أرهقهم سعرها فاكتفوا بالمشاهدة، والتمايل يمينا ويسارا والضحك أحيانا على من لايجيد ممارستها أو يخشى السقوط.
بعيون تتابع بحذر شديد أطفالا يتزحلقون على الجليد، تقف زينب التي تعمل خادمة لدى أسرة وصفتها بميسورة الحال.
زينب قالت لـ"مصر العربية" إن "المولات والألعاب لها، الناس اللي جاية هنا ولا فارق معاها أسعار مرتفعة ولا منخفضة، كيلو السكر غلي ولا رخص".
تصمت صاحبة الثلاثين عامًا، وتعود: "الناس دول يا أستاذ لابيهمهم الدولار ارتفع أو انخفض دول بيلعبوا بالفلوس لعب"، تشير الخادمة إلى أن أولاد الأكابر عادة لايتأثرون بارتفاع الأسعار أو غلاء السلع، لما يتنعمون به من رفاهية شديدة.
وعلى الجانب الآخر،احتشد العشرات من أبناء الطبقة المتوسطة لدخول المول على أمل الفوز ببعض العروض الترويجية المميزة، والتى أعلنها المركز التجاري خاصة "كارفور" الذي يتوفر فيه السلع الأساسية، مثل الزيت والسكر الأرز بأسعار تضرب أسعار السوق الحر في مقتل.
وفي السوق التجاري، اصطف العديد من المواطنين خلف البضائع وقاموا بشراء العديد من مواد المستلزمات الأساسية، من مأكل ومشرب، إضافة إلى بعض السلع التى يحتاجها أبناؤهم نظرًا لما يتمتع به الفرع من تخفيضات في الأسعار بمناسبة افتتاحه.
وقال محسن حماد، موظف بالمعاش: "أنا جيت النهاردة علشان نشوف عروض كارفور الجديد، وسمعنا عن الافتتاح من التليفزيون الأسعار هنا في كارفور جيدة نوعا ما".
وأضاف: "مفيش تحديد للكميات في أى سلع زى ما بيحصل في السوبر ماركت"، موضحًا أن أسعار السلع في السوق الحر مرتفعة كالسكر والزيت والأرز.
وأوضح: "سعر السكر في السوق بره بـ 15 و16 جنيها إنما هنا بـ 11 جنيها، والأرز بره بـ 10 جنيه هنا بـ 6.5 جنيه"، موضحًا أنه قام بشراء احتياجات الأسبوع لاستغلال التخفيضات المعلنة حاليًا.
وتشهد أسعار السلع الغذائية خلال الفترة الراهنة ارتفاعا ملحوظا في أسعارها مقارنة بماقبل تعويم الجنيه، إذا حدث ارتفاع في السكر ليتراوح بين 10.5 إلى 16.50 جنيها، والزيت يتراوح بين 16 إلى 25 جنيها للتر، والأرز بـ 10 إلى 11 جنيها.
ورصدت "مصر العربية" داخل المول رواجًا كبيرًا على المحلات التي حرصت أن تعرض ملابس لماركات عالمية، وبرغم من ارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ، أقبل الكثير من الشباب والفتيات لشراء الملابس بكميات كبير، قد يصل قيمة الطاقم الواحد للشاب ميزانية أسرة من الطبقة المتوسطة لمدة أسبوعين.
وعلق يحيي كاسب، رئيس شعبة المواد الغذائية بغرفة الجيزة، على أسعار السلع الغذائية المنخفضة في كارفور قائلًا: "كارفور يعمل تعاقدات طويلة الأجل يعنى مش لما الدولار بيرتفع هما بيغلوا هما بيعملوا عروض ترويجية على السلع لتنشيط السوق".
وأضاف فى تصريحاته لـ"مصر العربية" أن السوق الخارجي يشهد حالة ركود حاليًا بسبب استمرار غلاء الأسعار، ولكن هناك بعض السلع التى شهدت انخفاضا كان سببها حالة الركود ولا علاقة لها بالدولار".
وأشار إلى أن كارفور له زبونه الخاص، وهناك العديد من الأسر تقوم بشراء احتياجاتهم من فروعه المختلفة، نظرًا لانخفاضها بعض الشيء عن سوق التجزئة، متوقعًا حدوث ارتفاع في الأسعار خلال الفترة القليلة المقبلة بالتزامن مع ظهور السوق السوداء للدولار وارتفاعه في البنوك.