"أرض الجحيم للأقباط".. هكذا وصفت أسرة قبطية نازحة من مدينة العريش، إلى محافظة المنيا، الوضع في شمال سيناء، بسبب ما تعرضوا له من مضايقات وأعمال عنف من جانب مُسلحين، آخر خمس سنوات، الأمر الذي دفعهم للنزوح منها والإنتقال إلى مدينة ملوي، جنوب المنيا.
"مصر العربية"، انتقلت إلى مركز ملوي جنوب محافظة المنيا، والتقت بنشأت ذكري عبد الملاك ، 57 سنة، فني أول تدريس، والذي جاء إلى المنيا وأسرته المكونة من زوجته ميرفت نصيف، وأبنائه الثلاثة دينا وديفيد ورامي.
" سيناء أصبحت جحيم للأقباط آخر خمس سنوات "، بهذه الكلمات، أشار "نشأت"، إلى الحال بشمال سيناء، وتحديدًا مدينة العريش، موضحًا أنه ذهب للعريش والعمل فيها من أجل تعمير الصحراء تلبية لدعوة الرئيس السادات وبعده مبارك، وأنه تزوج هناك واستقرت حياته بشكل طبيعي، إلا أن الحال انقلب آخر خمس سنوات، لتتحول العريش من منطقة آمان إلى جحيم على الأقباط.
"جارتي المسلمة هي اللي ساعدتنا في النجاة من الموت"، هكذا أشارت ميرفت نصيف، ربة المنزل، إلى العلاقة الطيبة التي تجمع المسلمين بالأقباط بالعريش، موضحة أنه وبعد تدهور الأوضاع وزيادة عمليات التهديد للاقباط من قبل مسلحون مجهولون يسمون أنفسهم "الدولة الإسلامية"، بقتل الأقباط، لجأت إلى جارتها المسلمة، التي قدمت لها المال والمساعدة للهروب من الموت على يد الجماعات المسلحة، كما أكدت أنها تركت لها جميع مفاتيح المنزل لأنها أفضل حارس له"على حد تعبيرها".
وأشار الابن الأكبر ديفيد، الطالب بالصف الأول الثانوي، إلى حالة الرعب التي كانت تسيطر عليه وأسرته خلال عملية الهروب، موضحًا أنه وبعد أن قرروا الرحيل عن العريش، أغلقوا المنزل تمامًا، وذهبوا إلى منزل أحد جيرانهم المسلمين، ومكثوا فيه حتى ساعات الفجر، ليتحركوا بعيدًا عن أعين الجماعات المُسلحة.
وقالت دينا نشأت، الطالبة بكلية التربية، أنها عاشت طيلة حياتها لم تتعرض من أي مضايقات من المسلمين، وأن السبب وراء نزوجهم هو الانتشار الكبير للجماعات المسلحة وتهديداتهم الدائمة للأقباط.
وأوضحت الأسرة النازحة، أنه وبعد وصولهم لمدينة الاسماعيلية والإقامة بـ" نُزل الشباب"، قرروا الذهاب للمنيا، بعد تسجيل جميع البيانات الخصاة بهم، بسبب الإزدحام الكبير داخل النُزل، حتى وصلوا إلى مدينة ملوي، جنوب المنيا، ليمكثوا داخل منزل شقيقة الزوج، لحين تدبير مسكن لهم.
وطالبت الأسرة، بتوفير مسكن ملائم لهم، مع إنهاء كافة الإجراءات لإلحاق أبناءهم بالمراحل التعليمية المختلفة، ونقل عمل الزوج للمنيا، لحين استقرار الأوضاع بالعريش والقضاء على الجماعات الإرهابية المسلحة.
ومن جانبه، قال وكيل وزارة التضامن بالمنيا، مصطفى عبد الله، إن المحافظة استقبلت 5أسر نازحة، وأنه تم التنسيق مع محافظ المنيا، اللواء عصام البديوي، لتدبير شقة لكل أسرة، من الوحدات السكنية الأولى بالرعاية، وأنه تم التنسيق مع التربية والتعليم لإلحاق أبناء تلك الأسر بالمدارس، وتوزيع الكتب الدراسية عليهم، وكذلك التواصل مع جامعة المنيا لإلحاق الطلاب بالكليات، والتنسيق مع مديرية التموين لعمل بطاقات لهم.
وأكد رمضان عبد الحميد وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنيا، أنه سيتم تسكين جميع طلاب الأسر الخمس القبطية المنتقلة من العريش للمنيا، وكذلك العاملين منهم بمجال التربية والتعليم، على أن يتم إلحاقهم بأقرب مدرسة متواج.