" تونس كمصر وسوريا وليبيا واليمن شهدت عودة للدولة العميقة من جديد في ثياب جديدة التي أعادت الانتهاكات معها بكل صوره" كان هذا جزء مما أدلى به الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي في مؤتمر بمجلس حقوق الإنسان في جنيف نظمه ائتلاف نساء من أجل حقوق الإنسان بالتعاون مع منظمة المحامين الدوليين تحت عنوان" تأثير الصراعات السياسية على أوضاع حقوق الإنسان في بلدان الربيع العربي"، وحضرها بعض النشطاء الأجانب والعرب.
وأشار المرزوقي إلى ما سماها "ازدواجية المعايير" لدى الدول العظمي وبخاصة تجاه القضايا العربية رغم أنه يراها قضايا عادلة ولابد لها تنتصر.
التعذيب عاد مرة أخرى في تونس كما يردف رئيسها الأسبق داخل السجون بجانب الاعتقال على أساس الانتماء السياسي والفكري، بعد فترة انتقالية توقفت فيها مثل هذه الانتهاكات ولكن المشكلة كانت في عودة الدولة العميقة.
"الثورة المضادة وإن انتصرت في جولة لن يكتب لها النجاح في معركة الثورة لأن الشعوب التي تذوقت طعم الحرية والديمقراطية وعاشت فترة ذهبية للحقوق والحريات ستدافع عن حقها الذي اكتسبته بعد تضحيات كبيرة و ستحيا كريمة ولن تتنازل عن رفع أعلام الثورة من جديد في كل الميادين وتحقيق أهدافها"، هكذا اختتم المرزوقي كلمته.
توكل كرمان
من جانبها رأت توكل كرمان الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام أن ما يحدث في لبدان الربيع العربي مؤامرة كبيرة، وأن الثورات مستمرة، والربيع العربي لن ينتهي إلا بعد تحقيق أهدافه التي انطلق من أجلها وسيعيد كافة الحقوق المسلوبة من العرب على مدى عقود، و نوهت بأن رغبة ثوار اليمن في حقن دماء أبناء جلدتهم ما دفعتهم للقبول بالمصالحة.
وشنت توكل هجوما على الحوثيين والرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح وإيران معتبراهم تآمروا على الوطن، لخدمة أهداف إيران التوسعية في المنطقة، ولكن لن يكتب لهم النجاح، بحد تعبيرها.
وتابعت:" العرب عاشوا بعد انتصار الثورات حقبة من الزمن كفلت لجميع المواطنين كامل الحقوق والحريات والديمقراطية بعد أعوام من الديكتاتورية، إلا أن الدولة العميقة والانقلاب قد ربح جولة نتيجة للدعم غير المحدود الذي يتلقاه بخاصة في اليمن التي تعاني العديد من الانتهاكات لكل مكونات الشعب اليمني مثل المصري كما السوري والليبي وبعض الشيء في تونس" .
فيكتوريا براتن
أما الصحفية الإنجليزية فيكتوريا براتن المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط فرأت أن مصر الآن تعج بالكثير من الانتهاكات التي وقف أمامها المجتمع الدولي عاجزا نتيجة لتشجيعه ما وصفتها بـ"الأنظمة الديكتاتورية" انطلاقا من مصالح اقتصادية وسياسية.
وانتقدت الولايات المتحدة الأمريكية لعزوفها عن اتخاذ خطوات تجاه تصحيح أوضاع حقوق الإنسان في الكثير من البلدان بخاصة القضايا الإنسانية والحقوقية.
وذكرت أن الأوضاع في غزة بحاجة ماسة لتدخل عاجل لإنهاء الظلم ووقف الانتهاكات التي يتعرض لها القطاع.
مسؤولة بهيومان رايتس ووتش
وأردفت على حديثها هذا ليلي مطر المسؤولة في منظمة هيومان رايتس ووتش بجنيف والمختصة بالشأن المصري أن الوضع الحقوقي في مصر تدهور بصورة غير مسبوقة، من حيث "القتل والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري "، علاوة على أن حالة السجون المصرية مزرية.
وطالبت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بضرورة التعاطي مع ما تقدمه هيومان رايتس ووتش وغيرها من المنظمات واتخاذ خطوات عملية من شأنها أن توقف هذه الانتهاكات و تحاسب المسؤولين عنها.