مبارك والصحف و25 يناير.. من الإدانة بالقتل إلى البراءة «كل حاجة وعكسها»

صورة للصفحة الأولى من جريدة الأخبار أثناء محاكمة مبارك

تابع المصريون، طيلة الأعوام الستة الماضية، محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك في قضية قتل المتظاهرين، إلى أن قضت محكمة النقض ببراءته.

 

 

مصدر متابعة المصريين كان الصحف ووسائل الإعلام، ومنذ 2011 وحتى أعوام قليلة ماضية، كانت العناوين تخرج على صدر الصفحات الأولى بالأحمر تبشر المواطنين الحالمين بقصاص عادل من الطاغية الذي ترك الحكم مجبرا، إلى أن تراجعت تلك الصحف تدريجيا في الفترة الماضية، حتى بات من قبيل الطبيعي والمعتاد أن تبث للناس خبر البراءة.

 

 

خبراء إعلاميون أرجعوا سلوك وسائل الإعلام تجاه قضية مبارك، إلى "تحسن مركزه" لدى الرأي العام، وفق قولهم.

 

 

وقضت محكمة النقض، أول أمس الخميس، ببراءة مبارك فى قضية قتل المتظاهرين، وكانت محكمة جنايات القاهرة حكمت على مبارك وحبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق بالسجن المؤبد وبرأت مساعدي العادلي الستة يوم 2 يونيو 2012،  وألغته محكمة النقض فى 13 يناير 2013، وقررت إعادة المحاكمة من جديد.

 

 

 

"مبارك داخل القفص .. الآن نجحت الثورة"، تصدر هذا العنوان الصحفة الأولى من جريدة الأخبار في 4 غسطس 2011، ثم ألحقته بمجموعة من التحقيقات والأخبار التي تؤكد إدانة مبارك، منها ما جاء في صدر صفحتها الأولى بعنوان " شهادة عمر سليمان أكدت تورط مبارك في قتل الثوار". 

 

 

 

 

لم تكن صحيفة "الأخبار" وحدها التي أكدت تورط مبارك في قتل المتظاهرين، بل سار على النهج نفسه العديد من الصحف الأخرى، منها ما نشرته جريدة الأهرام بعنوان  "محكمة الجنايات تفضح نظام مبارك"، كذلك جريدة الشروق التي علقت على حبس مبارك " لتكون لمن خلفك آية".

 

 

 

 

 

كما  عنونت جريدة اليوم السابع صفحتها الأولى كاملة "3-8-2011 أبيض على كل مظلوم أسود على كل ظالم"، لتعود بعد حكم البراءة الأول للتساؤل :" مبارك براءة.. إذن من القاتل؟".

 

 

     ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي،  علق على ذلك بأن مبارك يتحسن مركزه بحسب الرأي العام والذي ينعكس بطبيعته على التغطية الصحفية، موضحا أنه مع بداية اندلاع أحداث ثورة 25 يناير ولفترة امتدت لمدة 3 سنوات كان مبارك يتعرض لتغطية منحازة ضده بامتياز  .     وأضاف عبد العزيز، لـ  "مصر العربية"، أنه مع التطورات التي شهدتها البلاد وما سمي بـ  "الحنين إلى مبارك"، تحسن مركزه في التغطيات الخبرية وتغيرت صورته في الصحف وبدأت تأخذ خطوة في الاعتدال نحو القضية .     واعتبر أن أحد الأسباب التي تؤكد أن الإعلام المصري يعيش أزمة عميقة هي أن التغطية الخبرية تتلون بالمواقف وتخلط بين الرأي والخبر. 

 

 

ورأى عبد العزيز، أن التغطية الخبرية لحكم البراءة النهائي والبات لمبارك كانت معتدلة، بينما في مقالات الرأي الكثير من الآراء التي تعتبر التبرئة أحد عوامل الثورة المضادة .     وقالت ليلى عبد المجيد، عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقا، إن الصحف في معظم الأمور المتعلقة بالجرائم والمحاكم تتسرع في إطلاق الأحكام بالإدانة أو الدفاع بدون اكتمال التحقيقات، وهو ما اعتبرته  مشكلة كبرى تواجه الإعلام المصري ولاسيما الصحف.     وأشارت عبد المجيد، إلى أنه يجب ألا توجيه العدالة بحسب توجهات الصحف أو الرأي العام، مشددة على أن ذلك يتنافى مع الأداء المهني ويتسبب في إحداث خلل كبير، لأنه يشحن الناس تجاه شيء ثم يحدث شيء غيره وبالتالي يغضب البعض ويتصور أن القضاء ظالم .     وتابعت: أنه بعد ثورة يناير كانت هناك حالة من الفوضى ألقت بظلالها على الإعلام، ولكن القضاء لا يمكن أن يسير على هوى الناس وعواطفهم، وعلى الإعلام أن يرفع درجة الوعي ويتحرى الدقة فيما ينشره ولا يوجه لقضية بعينها بخلاف الحقائق.

مقالات متعلقة