حازم حسني: الطريق إلى دولة ما بعد السيسي مليء بالعوائق

حازم حسني

ذكر حازم حسني أستاذ العلوم السياسية، أن الطريق إلى دولة ما بعد الرئيس عبد الفتاح السيسي مليء بالعوائق.

 

وقال في تدوينة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "دولة ما بعد السيسي وعقبات الطريق، ليس معنى الحديث عن دولة ما بعد السيسي أن الطريق إليها ستكون ممهدة، أو أنها ستزداد نعومةً بالضرورة مع الأيام؛ فهي على الأرجح ستكون طريقاً خشنة مليئة بالعوائق، بل علها ستزداد خشونة كلما تقدم بنا السير قبل أن تنفرج الطريق عن الواحة الغناء التى نستهدف الوصول إليها، هكذا هي شروط الرحلة لمن يريد نوق النعمان، فلا شئ يقدم على أطباق من الذهب والفضة، ولا بوهم أننا نملك سر "كن فيكون" كما يعتقد بعض المراهقين الثوريين الذين يعتقدون أن إرادتهم تغني عما سواها".

 

وتابع: "جميل أن يبقى العقل ثائراً، وأن تبقى الإرادة وأن يبقى القلب معها يحملان الرغبة الأكيدة في التغيير الجذرى لكل ما فسد من شؤون حياتنا؛ لكن من الجميل أيضاً أن لا تفارق ثورة العقل وهو يعمل نعمة الوعي بكيف يعمل الزمان، وأن لا تفارق ثورة الإرادة وهي تأمر فضيلة الحكمة، وأن يبقى القلب الثائر - رغم كل شيء - متحسباً لوعورة الطريق".

 

وأضاف: "بعض التعليقات على ما أكتب أقرأها فيتأكد لي ما آمنت به دوماً من أن قوة السيسي لا تأتي من ذاته، فقوته لا تزيد عن قوة أعجاز النخل الخاوية، وإنما هي تأتي من ضعف الآخرين: إما ليأسهم وتخاذلهم، أو لتهورهم واستغراقهم في أوهامهم الطفولية، أو لغياب الوعي بأدوات إدارة أزمة تاريخية معقدة كأزمة الدولة المصرية، أو لأنهم لا يديرون أزمة دولة وإنما أزمة جماعة لا هم لها إلا استعادة لبنها المسكوب".

 

وواصل: "قد يكون من المناسب قبل أن يندفع البعض من قراء الصفحة مطالباً صاحبها بكتابة وصفة طبية يذهبون بها إلى الصيدلية المجاورة لصرف أدوية سحرية تتعافى مصر بعد تناولها من كل أمراضها، أن نتعرف معاً أولاً على حالة الكساح ولين العظام وهشاشتها وكافة الأمراض الأخرى التي لا يمكن البدء أصلاً في رحلة البحث عن دولة ما بعد السيسي قبل أن نُشفى منها جميعاً، وإلا فبعضنا الأكثر عدداً - كما ألاحظ - سيكون عالة على بعضنا الآخر الأقل عدداً، ليضيف ذلك لوعورة الطريق وعورة تضاف لوعورته، وعوائق تضاف لعوائقه التي أكاد أجزم أن أكثرنا لا يرى منها إلا ما يراه النائم وهو يستمتع بتناول أطباق الأرز باللبن مع الملائكة، لا أنكر أن الملائكة قد تكون كائنات لطيفة، وأن تناول الحلوى معها قد يكون ممتعاً بشكل استثنائي، لكن الطريق التي تنتظرنا ليست طريق الملائكة، ولا ما ينتظرنا فيها مما أنبتته الأيام له علاقة أصلاً بأرزها ولا بلبنها".

 

وأردف: "عفواً، لكن أكثر ما يقلقني من عوائق الطريق هو ما استقر من عوائق في نفوسنا، ويقيني هو أن علينا التخلص من تلك العوائق قبل أن نبدأ في التفاعل مع فكرة أن هناك دولة أصلاً تُدعَى "مصر ما بعد السيسي"، قد نكون انتهينا فعلاً من تشخيص عاهات نظام السيسي، وربما نكون قد حددنا ما بقى له من أسباب الحياة بفعل الأجهزة والتنفس الصناعي، لكننا لم نبدأ بعد في تشخيص أمراضنا المستعصية، ولا نحن نعرف كيف نتعامل مع عاهاتنا وهي أوضح من أن نخفيها، وحتى لو حاولنا إخفاءها فستفضحها حتماً وعورة وقسوة الطريق".

 

واختتم: "عفواً مرة أخرى، فالجهجهونية لا تصلح لتكون أساساً لأي رحلة، خاصة لو كانت رحلة مصيرية كرحلة الوصول إلى "مصر ما بعد السيسي"، وعلى رأي الحكمة المأثورة: اختر الرفيق قبل الطريق! فليحسن كل منا اختيار رفيقه، وإلا فهي إما رحلة الندامة، أو رحلة اللي يروح ما يرجعش، ما نريدها أن تكون سكة السلامة لنا ولبلادنا".

مقالات متعلقة