اعتبر فاروق رياض مبروك، السفير السابق لدى اتحاد ميانمار، عضو بالمجلس المصري للشؤون الخارجية أنَّ سبب ما تتعرض له أقلية "الروهينجا" المسلمة في ميانمار من اضطهاد هو انتهاء الحكم العسكري".
وقال السفير - في صالون "مصر العربية" الثقافي، اليوم السبت: "الروهينجا يتعرضون لأكبر مأساة إنسانية في العالم، وما يحدث لهم هناك هو نتاج نهاية الحكم العسكري، الذي كان مسيطرًا على البلاد، وبعد انتهائه بات الجميع هناك يفعل ما يريد بدون ضوابط".
وأضاف: "ميانمار كان فيها حكم عسكري مختلف عن كافة الأنظمة العسكرية الأخرى، فكل مسؤول بها كان يرتدي الزي العسكري، لكن مع انتهاء الحكم العسكري هناك حدثت المشكلات الكبرى".
وشدَّد السفير السابق أنَّ الاتصالات الدبلوماسية وإتباع أسلوب الضغط على الأمم المتحدة أفضل حل لإنقاذ أقلية الروهينجا المسلمة التي تتعرض لاضطهاد ديني في ميانمار، مؤكِّدًا أنَّه ليس بالإمكان إنقاذ "الرهينجا" عبر عمل عسكري تشنه الدول المسلمة، مرجعًا ذلك إلى بعد المسافة.
و"الروهينجا" جماعة عرقية مسلمة تعيش غرب ميانمار، بدأوا في الفرار من البلاد أفرادًا وجماعات إثر اشتباكات دامية مع المنتمين لعرقية "راخين" البوذية في نفس المنطقة.
ومنذ يونيو 2012، يتعرَّض "الروهينجا" لعمليات اضطهاد واسعة، واضطر عشرات الآلاف منهم للجوء إلى تايلاند بمساعدة تجار البشر بهدف الوصول إلى ماليزيا وإيجاد فرص عمل، فيما تعتبرهم الأمم المتحدة أكثر الأقليات اضطهادًا في العالم.
وفي يناير الماضي، عقد الأزهر الشريف في مصر مؤتمرًا حول أزمة الروهينجا، وذلك بعد خمسة أشهر استغرقها لإقناع الأطراف المتنازعة في ميانمار للجلوس على مائدة واحدة وحل الأزمة.
وفي المؤتمر، قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إنَّ "الأزهر ومجلس الحكماء يعملان بحزم شديد ونية صادقة وسعي دؤوب لمواصلة جهوده من أجل نشر السلام في العالم".
وأكَّد استعداد المشيخة والمجلس التام لدعم السلام في ميانمار بغض النظر عن الأعراق والأديان ومكافحة الإرهاب والتطرف، معربًا عن تقديره للدور البناء لحكومة ميانمار الجديدة في دعم السلام والاستقرار.
وشدَّد على أنَّ مهمة إحياء السلام في المجتمع لم تعد ترفًا أو خيارًا ممكنًا، بل هو أشبه بطوق النجاة، مشيرًا إلى أنَّ الإخفاق في تحقيق التعايش السلمي على أكثر من مستوى أسهم إسهامًا واضحًا في شعور الكثيرين بالإحباط واليأس، حسب تعبيره.