معركة الموصل - ثاني أكبر مدينة في العراق- عندما يفقد تنظيم الدولة اﻹسلامية المعروف إعلاميا بداعش- فإنه سوف يفقد أيضا موطئ قدم كبير آخر في العراق.
فقد تم تحرير شرق المدينة في يناير الماضي، ولكن المعركة من أجل النصف الثاني من المدينة دموي بشكل كبير.
وأكدت مجلة "تايم" اﻷمريكية أن هناك 5 لاعبين رئيسيين في معركة الموصل، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هل ينتهي العنف بطرد داعش أم تكون بداية لموجة جديدة تعصف بالعراق.
والاعبون الرئيسيون هم:
1- المدنيون
نبدأ مع الذين وقعوا في مرمى النيران، سكان الموصل من بين الأكثر تنوعا في العراق، ويشمل أعداد غفيرة من العرب السنة، والمسيحيين والآشوريين والأكراد واليزيديين والتركمان والأقليات الأخرى. الموصل كانت المدينة الصناعية الرئيسية في شمال العراق، ولعبت دورا حاسما في التبادل التجاري مع تركيا وسوريا، وسقطت في أيدي داعش أوائل يونيو 2014. وعندما بدأ الهجوم لاستعادتها في نوفمبر عام 2016، كان هناك حوالي 1.5 مليون شخص يعيشون في المدينة.
إلا أن حاليا أكثر من 170 ألف شخص فروا من أعمال العنف، ولكن هناك ما يصل لـ 800 ألف لا يزالون يعيشون في المناطق الغربية ذات الكثافة السكانية العالية حيث الجزء الأكبر من القتال لا يزال يدور.
وحذرت الأمم المتحدة من أن محاولة استعادة السيطرة على الجزء الغربي من المدينة قد يؤدي إلى فرار حوالي 400 ألف مدني، وهو ضعف عدد الأشخاص الذين نزحوا من شرق الموصل، ولا يمكن لأحد أن يتنبأ كم سيقتل.
2 - داعش
كل معقل لداعش يروي قصته الخاصة، الموصل ليست استثناء، فقد اعتبرت المدينة "عاصمة ثقافية" لداعش منذ البداية، وتشير التقديرات إلى أن عدد مقاتلي داعش في المدينة يترواح ما بين 4 لـ 6 آلاف، ولكن مع فقدان داعش المزيد من اﻷراضي أصبح قتالهم أكثر شراسة. التنظيم لديه أكثر من 250 سيارة مفخخة في الموصل وحدها لوقف تقدم القوات الأمنية العراقية، وأرسلت "فرق انتحارية"، وقد تقلصت سيطرة داعش على اﻷراضي العراقية من 40% لـ 10 % حاليا.
سقوط الموصل سوف ينتهي على نحو فعال وجود داعش في العراق، ويزيد ثقة وعزم قوات الأمن.
3- القوات العراقية
هناك حوالي 100 ألف جندي من قوات التحالف تشارك في المعركة لاستعادة الموصل يقودهم الجيش العراقي، وفي بداية الهجوم كان العراقيين وحدهم في العملية البرية.
وبالنسبة لرئيس الوزراء حيدر العبادي، كان حاسما إظهار أن القوات العراقية قادرة على التخلص من داعش، وتحقيقا لهذه الغاية، نشر العبادي 14 كتيبة من قوات مكافحة الارهاب في العراق حول المدينة، وبدأت حملة استعادة الموصل في أكتوبر 2016، وفي الأشهر الثلاثة الماضية، قتل 500 جندي عراقي وأصيب 3000 آخرين.
لكن استرداد الموصل يذهب أبعد من مجرد طرد داعش من البلاد، حكومة العبادي تحت ضغوط سياسية، كما تتهم من المعارضة السياسية بالفساد وعدم القدرة على حماية العراقيين.
إعادة أسر الموصل من شأنه إسكات الانتقادات، وسوف يساعد على دعم بعض الاستقرار السياسي التي تشتد الحاجة إليها.
4 - القوات اﻷمريكية
اعتبارا من أول يناير عام 2017، هناك أكثر من 5500 من القوات الأمريكية المتمركزة في العراق وسوريا تشارك في معركة الموصل لوجستيا، وحيث تقدم التدريبات والدعم الجوي في شكل طائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي، وطائرات حربية، وطائرات بدون طيار. وهناك حاجة إلى الدعم الجوي خاصة بعد استخدام داعش طائرات بدون طيار مزودة بقنابل.
الولايات المتحدة مخصصة 11 مليار دولار لحربها ضد داعش.
5- القوات اﻷخرى
بالإضافة إلى القوات العراقية والولايات المتحدة، انضم إلى تحالف مكافحة داعش قوات تركية، وكردية وميليشيات شيعية وسنية (وغيرهم)، يدفعهم جميعا كراهية داعش.
وبجانب ذلك الجميع يبحثون عن مصالحه الخاصة، الميليشيات الشيعية يتطلعون لتحسين سمعتهم، ويريد الاكراد توسيع نطاق نفوذهم في بعض مناطق العراق حيث تؤكد القيادات الكردية أن الموصل تقع ضمن حدود دولة كردستان المستقلة، ولذالك تريد السيطرة على المدينة.
اما الأتراك -الذين لديهم علاقة متوترة وعنيفة مع الأقلية الكردية داخل حدودها- انضمت إلى مكافحة داعش، وتحرير الموصل لمنع سيطرة اﻷكراد من السيطرة على المدينة.
ولكن هناك قلق حقيقي حول ما يحدث في الموصل بعد اﻹطاحة بداعش، وهل ستكون نهاية للعنف أو مجرد بداية لفصل جديد منه، ولا يوجد أحد لديه إجابة لهذا التساؤل.
الرابط اﻷصلي