قلق يصاحبه غضب من العاملين باتحاد الإذاعة والتليفزيون؛ فهم على صفيح ساخن بسبب الظلام الذي يُخيّم على مصطلح ما يسمى بـ«هيكلة ماسبيرو».. الكثير يريد أن يعرف ماذا تعنى؟ وهل ستعود بفائدة عليهم أم ضرر؟ فبناء على رأى عدد من العاملين بماسبيرو فإنَّ الهيكلة أمر ضروري للمبنى؛ لأنّ هناك عددا كبيرا من العاملين لم يتم الاستفادة منهم بأي طريقة، وآخرون يحصلون على رواتب دون أن يقدموا أي عمل، وأصبح الفساد يسيطر على قطاعات كبيرة من المبنى، وإن لم يتم تنفيذ الهيكلة سيغرق ماسبيرو أكثر من هذا؛ لأن التراخى فى إدارته يساعد فى القضاء عليه.
فنفقات المبنى تزيد يومًا عن الآخر بسبب الرواتب وزيادة عدد العاملين، فهل سيتم الاستغناء عن بعض العاملين بسبب مشروع الهيكلة؟ أم سيتم الاستفادة منهم؟ أسئلة طرحتها "مصر العربية" على عدد من أبناء ماسبيرو، لتوضيح معنى الهيكلة وما يترتب عليها.
ويأتي هذا التقرير في سياق ملف "إعلام الدولة في مصر"، الذي تفتحه "مصر العربية"، في محاولة لاستطلاع واقع هذا الإعلام، واستشراف آفاق مستقبله، خاصة بعدما تعالت أصوات تعتبر هذا الإعلام بمثابة "خيل الحكومة" العجوز، الذي لا يستحق سوى "رصاصة الرحمة".
عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق، اعتبر أن مضمون الهيكلة يعنى الاستفادة من الموارد البشرية وغيرها من الموارد الأخرى التي تمتلكها المؤسسة لكى تصبّ في الصالح العام في نهاية الأمر، وسببها أن ماسبيرو يدار بأسلوب خاطئ ولم يستفد من موارده. وأكّد أنه تقدم للدولة بخطة منذ فترة، وتم تحقيق بعض النتائج الإيجابية لصالح المشروع ولصالح الموارد التي يمتلكها الاتحاد في دراسة استمرّت سبعة أشهر لتجويدها وتحسينها وتم الاتفاق على كافة بنودها، وفى 25/12/2014 تم الاتفاق بشكل نهائي على مشروع الهيكلة الذى استمرّ تحت الدراسة والنقاش لسبعة أشهر والاتفاق على عنصرين أساسيين وهما الإصلاح المالي والإصلاح الإداري.
وأضاف أنّ الترهل الإداري والمالي الذى يُعانى منه ماسبيرو، كان قد تم وضع حل له ضمن خطة الهيكلة، التى تم تقديمها منذ عام ونصف، وتناولت المشكلات التي يُعاني منها ماسبيرو.
وقال مصدر من داخل ماسبيرو إن الهيكلة تعني أن يتم النظر فى شأن جميع العاملين بالمبنى بدون التخلي عن أي شخص منهم، وأن تكون الاستفادة بدرجة كبيرة من جميع الكفاءات فى المبنى من إعلاميين ومعدّين وفنيين وعمال. وأضاف: "المبنى يحتاج للهيكلة منذ سنوات عديدة، ولكن لم ينظر إليه أحد من القيادات، فهم يعتبرونه مؤسسة حكومية، كل شخص يقضي به عدد ساعات عمل". وقال محمد عليوة المخرج بالقناة الأولى: إن المشكلة الكبرى التى تواجه ماسبيرو ليس العمالة الزائدة؛ لأنه من الممكن الاستفادة منها بطرق كثيرة، ولكن القيادات الذين لا ينظرون للمبنى ولا يشغلون بالهم بتطويره هم السبب الحقيقى وراء كل هذا.
وأوضح أن الهيكلة أمر ضروري للمبنى؛ لأن هناك عددا كبيرا من العاملين لن يتم الاستفادة منهم بأي طريقة، وهناك موظفون يحصلون على راتبهم بدون أن يقدموا أي عمل، وإن لم يتم تنفيذ الهيكلة سيغرق ماسبيرو أكثر من هذا؛ لأن التراخي في إدارته يساعد فى غرقه بصورة أخرى. من جانبه، أشار الإعلامى محمد الطوبجى، إلى أن أفضل المشروعات التى قدمت فى هيكلة ماسبيرو، كان مشروع عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق؛ لأنّه رصد خلاله كافة المشاكل التى تواجه ماسبيرو، وطرق معالجتها، والتخطيط لها.