ضجة في إسرائيل بعد كشف وثيقة تؤكد إهدار نتنياهو فرصة للسلام

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو

رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التعليق على الوثيقة التي نشرتها صحيفة "هآرتس" صباح اليوم الأحد، والتي كان أعدها بالاتفاق مع زعيم حزب العمل وقائد المعارضة إسحاق هرتسوج لتكون بيانا مشتركا يلقى في قمة كان من المفترض أن تجمعهما بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، يتبنيان فيها مبادرة سلام إقليمية، ويوافقان على إقامة دولة فلسطينية، وكذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية في تل أبيب، لكن نتنياهو تراجع عنها بعد ذلك.

 

 

وقال نتنياهو خلال جلسة الحكومة التي عقدت في وقت لاحق اليوم متهما هرتسوج بتسريب الوثيقة :”هناك معارك في العمل ويحاولون بمثل هذه الحكايات جرنا داخلها. لا تنساقوا وراء التسريبات".

 

وزيرة العدل الإسرائيلية "أيليت شكيد" من حزب "البيت اليهودي" اليميني ردت على نتنياهو بقولها :”هذه التسريبات حدثت من قبل كيري، وليس من حزب العمل". بحسب "هآرتس".

 

عاد نتنياهو مؤكدا "يريدون جرنا لمشاجرات"، وقاطعه "نفتالي بينت" وزير التعليم ورئيس حزب "البيت اليهودي" قائلا :”دعنا نعرف، هل كان ذلك صحيحا، أم لا؟ وما هي تلك الوثيقة؟". رد نتنياهو "لن أتحدث عن ذلك".

 

وعلق عدد آخر من أعضاء الكنيست على خبر المبادرة الإقليمية التي "أهدرها" نتنياهو، وغردت عضو الكنييت "زهافا جلاؤون" زعيمة حزب "ميرتس" اليساري على "تويتر" قائلة :”تذكروا ذلك في المرة القادمة التي يتحدث فيها نتنياهو عن مبادرة سلام إقليمية. لا نفتقر لشركاء من أجل السلام. لكنه دائما نتنياهو من يتراجع".

 

عضو الكنيست عن حزب العمل "عومر بارليف" غرد بقوله :”نتنياهو جبان في الحرب وجبان في السلام، ماذا سنفعل؟ هل نغير القيادة الجبانة والمنقسمة بقيادة شجاعة وموحدة".

 

"كسينيا سفيتلوفا" عضو الكنيست عن حزب "الحركة" والمنضمة لتكتل "التحالف الصهيوني" الذي يقوده هرتسوج ويضم عددا من أحزاب الوسط واليسار كتبت في تغريدة لها :”نتنياهو مثل فتى غير قادر على الالتزام، يهرب في اللحظة الأخيرة. شيء موسف أن تكون دولة بأكملها رهينة في القصة".

 

ووصف رئيس الحكومة ووزير الدفاع السابق إيهود باراك القضية بـ"عار بيبي" في إشارة لنتنياهو، وكتب :”مستقبل إسرائيل وحياة جنودها بأيدي رئيس حكومة مخادع وجبان. علينا إسقاطه. وليس إنقاذه. على الدولة البحث بشجاعة عن سبل الخروج من المتاهة مع الحفاظ على الأمن".

 

وكشفت "هآرتس" صباح اليوم عن إرسال نتنياهو قبل 6 أشهر وثيقة تحوي بيانا مشتركا، كان يفترض أن يحرك عملية سلام إقليمية ويكون قاعدة لإقامة حكومة وحدة، بدلا من حكومة اليمين التي يقودها رئيس الحكومة حاليا.

 

تضمنت الوثيقة التي كان الرئيس المصري السيسي على علم بفحواها، استعداد نتنياهو لتسوية إقليمية على أساس حل الدولتين، مع تقليص أعمال البناء في المستوطنات بشكل كبير.

 

وبعد ثلاثة أسابيع من إرسالها لهرتسوج، وبعد أن توصلا لموافقة مبدئية، بدأ نتنياهو في التراجع على خلفية الأزمة السياسية حول إخلال البؤرة الاستطيانية "عمونا" المقامة على أراضي فلسطينية بالضفة الغربية، إلى أن وصلت الاتصالات بينهما إلى طريق مسدود منتصف أكتوبر الماضي.

 

كانت الوثيقة التي وصلت هرتسوج في 13 سبتمبر، بعد يومين من الاتصالات بين الطرفين، مسودة بيان مشترك كان يفترض إلقاؤه في قمة بالقاهرة أو شرم الشيخ تجمع الزعيمين الإسرائيليين بالرئيس المصري السيسي والملك الأردني عبد الله الثالث، بعد ثلاثة أسابيع، أي في مطلع أكتوبر 2016.

 

القمة في مصر كان يتوقع أن تكون بداية مبادرة سلام إقليمية، وكان يفترض فور عودتهما إلى إسرائيل أن يعلن نتنياهو وهرتسوج عن بدء مفاوضات ماراثونية لإقامة حكومة وحدة بينهما.

 

وبحسب "هآرتس" أرسل نتنياهو الوثيقة لهرتسوج بعد سبعة شهور على القمة السرية في العقبة التي جمعته بالسيسي والملك الأردني ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، والتي كشفت الصحيفة تفاصيلها قبل أسبوعين.

 

الخبر من المصدر..

مقالات متعلقة