إسراء عبد السيد: ترجمة القرآن الكريم بالصيني مشروع حياتي

الدكتورة إسراء عبد السيد

"إسراء عبد السيد"، أستاذ اللغويات التطبيقية بقسم اللغة الصينية بكلية الألسن جامعة عين شمس، حصلت على الدكتوراه في اللغة الصينية مرتين، كانت اللغة هاجسا بالنسبة لها، ودفعها شغفها لترجمة النصوص الدينية. البداية عام 1998 في رسالة الدكتوراه التي حملت عنوان "سورة الكهف بين الترجمات الصينية"، وفي 2014 جاءت رسالتها الثانية "المشترك اللفظي بين الصينية والعربية.. دراسة تطبيقية علي التوليد اللفظي للكلمات في اللغتين الصينية والعربية". الرسالتان إلى جانب إشرافها على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه لدراسة الظواهر اللغوية والبلاغية في القرآن الكريم وصحيح البخاري وطرق ترجمتها إلى اللغة الصينية، كانتا علامة لها لتبدأ ترجمة القرآن الكريم. وبالرغم من وجود 14 ترجمة للقرآن الكريم باللغة الصينية، إلا أن القائمين على ترجمتها علماء صينيون، وبذلك تعد الدكتورة إسراء عبد السيد؛ رئيس قسم اللغة الصينية بالمعهد العالي الدولي للغات والترجمة، أول مسلمة عربية تترجم معاني القرآن الكريم للغة الصينية. وفي لقائها مع "مصر العربية"، قالت الدكتورة إسراء عبد السيد، إنها تعكف على الانتهاء من ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الصينية، ووصلت للجزء الثالث والعشرين، لتكون أول ترجمة للعرب. وأوضحت أنها قررت ذلك بعد أن اطلعت على الترجمات الصينية ووجدت بها أخطاء، نظرًا لأن لغتهم العربية ليست اللغة الأم، والأفكار في معاني القرآن تصعب عليهم لأنها معنية بأسباب النزول.  

وعن الصعوبات التي واجهتها، أشارت إلى أن تركيب الجملة مختلف بين اللغتين، وكذلك تحتاج للقراءة كثيرًا في التفسير والفقه والتاريخ، وتستعين كثيرًا بأساتذة الشئون الإسلامية عندما يلتبث أمامها تفسير آية، وأن تفسيرات الشيخ الشعراوي أفادتها كثيرًا. وتابعت "الترجمة أمانة بعنقي، لذلك يجب أن أتأكد من المعنى الصحيح، وفي أحيان كثيرة أرجع للـ14 ترجمة، وأدرسهم دراسة متأنية". وتمنت الدكتورة إسراء عبد السيد، أن يكون هذا العمل خطوة في ميزانها، مشيرة إلى أن تجربتها في الترجمة وضحت أن المعلومة واحدة، وأنه بالفعل علم الله آدم الأسماء كلها، لكنها بعد ذلك تفرعت لعدة لغات كاللاتينية والإنجليزية، والفرنسية، وبقي الأصل واحد. وعن تقيمها لحركة الترجمة بين مصر والصين، لفتت أكدت أن الترجمة للعربية مازالت قليلة، ولا تشمل سوى الأدب العربي كترجمات للرواية والقصص وخاصة أعمال نجيب محفوظ. وطالبت إسراء عبد السيد، ترجمة التراث العربي، الذي يزخر بتاريخ وحضارة مصر، ويعرف الصين بعلومنا. أما ترجمتها للموسموعة العلمية الأولى في الصين للعربية، قالت إنها أرادت أن تفتح باب التراث العلمي الحضاري الذي يفيد البلدين. كما بينت أن الموسوعة العلمية هدفها أن المصري يعرف تاريخ الصين والذي يتشابه مع المجتمع العربي، وكأنه يقرأ معلومة عن مجتمعه حدثت في القرن السابع عشر، وسيكتشف القارئ للموسوعة أن هناك أدوات ما زلنا نستخدمها إلى الآن، وأشياء اختراعها الصينيون والمصريون، تبرهن أن العقل البشري واحد، والحاجة دعتهم لاختراع احتياجتهم. أما عن أن الموسوعة تهدي للملوك والرؤساء، أوضحت أن دار النشر تعاملت من هذا المنطلق مع النسخة الإنجليزية والفرنسية، لكنها تعتقد أن الوضع سيكون مختلف مع صدور النسخة العربية التي يتحدث بها 400 مليون عربي.

 

وفي النهاية، شددت الدكتورة إسراء عبد السيد، على ضرورة النظر للصين بعين مختلفة، وإلقاء الضوء على المجتمع الصيني من زوايا أخرى غير الناحية الاقتصادية والتجارية، لافتة إلى أنهم متفوقون في مجال الهندسة، والحضارة والفكر الصيني يستحق أن نلقي الضوء عليه. شاهد الفيديو:

مقالات متعلقة