تجديد الخطاب الديني في غزة.. إبعاد لحماس أم مواجهة لداعش؟

تجديد الخطاب الديني في غزة.. إبعاد لحماس أم مواجهة لداعش؟

تكهنات كثيرة تدور حول أهداف مؤتمر "تجديد الخطاب الديني لدعم القضية الفلسطينية"، "العين السخنة3"، بمشاركة نحو 160 شابًا فلسطينيًا من قطاع غزة، وعلاقة الخطاب الديني بالقضية.

 

ففي الوقت الذي يرى البعض أن الهدف منه إقامة خطاب ديني بعيد عن حماس في قطاع غزة، كما تم مع الإخوان المسلمين في مصر، يرى آخرون أن القاهرة تسعى للتمييز بين ما ترفعه الجماعات التكفيرية والتيارات الإسلامية من شعارات نصرة للقضية، وبين الدفاع عن القضية الفلسطينية. السفير محمود كريم، أول سفير مصري لدى السلطة الفلسطينية قال إن الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني في غزة يمكن أن تأتي في إطار رغبة مصر في بدء علاقات مع القاعدة الشعبية الفلسطينية دون الاتصال مع حركة حماس، بالرغم من العلاقات التي تشهد تحسنًا في الفترة الأخيرة، والتقاء المصالح المصرية الحمساوية المتمثلة في العلاقة الرسمية المتوترة مع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير. وأضاف كريم في تصريحات خاصة لـ"مصر العربية"، أن مؤتمر "العين السخنة 1" كان ذو طابع سياسي، فيما حمل "العين السخنة2" طابع اقتصادي وتجاري، أما "العين السخنة 3" حمل طابعًا دينيًا، إلا أن هدف المؤتمرات الثلاث أظهر رغبة طيبة من مصر للقيام بدورها تجاه غزة والقضية الفلسطينية، موضحًا أن الحكومة المصرية لا تريد أن تتصل مع الجهات الرسمية التي ترأسها حماس، أو المؤسسات والجماعات أو التجمعات السياسية التي تتصل بمنظمة التحرير الفلسطينية وأبو مازن.  

وأشار كريم إلى أن مؤتمر العين السخنة 1 و2 لم يكونا هدفًا إلا إلى عمل علاقات مع الشعب الفلسطيني بدون الدخول في مؤسساته وهو ما تفعله إسرائيل هذا الأيام، بتخطي السلطة الفلسطينية في علاقتها مع الشعب الفلسطيني، حيث كان الحصول على وظيفة بإسرائيل أو الحصول على تصريح لدخولها يتطلب موافقة السلطة الفلسطينية، ولكن أصبح الأن الإدارة الإسرائيلية في المناطق المحتلة، وفق نظرية وزير الدفاع الإسرائيلي الجديد، ليبر مان بالاتصال المباشر بين الفلسطينيين والسلطة الإسرائيلية. في المقابل اعتبر الدكتور أكرم خميس الباحث في الشؤون العربية، أن المؤتمر سياسي بالدرجة الأولى، وأنه اتخذ منحى دينيًا، وأن مصر تسعى لإعادة هندسة دورها في فلسطين. وأضاف الباحث في الشؤون العربية في تصريحات لـ"مصر العربية" أن محاربة الصهيونية والدفاع عن المسجد الأقصى تعد أحد المصادر الشرعية للتنظيمات والجماعات التكفيرية في عملية الاستقطاب الديني بالمنطقة، وخاصة في سيناء، فجاء المؤتمر للتمييز بين هذه ما ترفعه تلك الجماعات من شعارات، وما بين الدفاع عن القضية الفلسطينية. وأوضح خميس أن المتابع للقوى الفلسطينية المقاومة للكيان الصهيوني يجد معظمها من التيار الإسلامي، ولديها فهم معين للصراع العربي، بعيد عن فهم الدول لأبعاد الصراع الفلسطيني، موضحًا أن مصر تسعى من خلال المؤتمر للفصل بين رؤية الجماعات التي تتصور أنها الوحيدة التي تقاوم إسرائيل، وبين رؤيتها في أن الصراع له أبعاد أكبر من فهم هذه الجماعات.

 

ولفت إلى أن مصر تسعى لتفادي خطر بدأ يتشكل نتيجة غيابها السابق، بالانتصار للقضية الفلسطينية، دون أن تعادي الدين أو اصطدام مع جماعات أو تنظيمات.  

وأشار إلى أن مصر تسعى على المدى البعيد لإحداث تغير ولو نسبي في الرؤية السائدة للشارع الفلسطيني، لمنع الشباب من الانضمام لداعش، وليس كما هو سائد أنها تتخلى عن الأقصى والقدس ولا الدين. واحتضنت مصر بملتقى تجديد الخطاب الديني لدعم القضية الفلسطينية، "السخنة 3"بإحدى فنادق مدينة العين السخنة، بمشاركة نحو 160 شابًا فلسطينيًا من قطاع غزة، برعاية المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط على مدار يومين في الفترة من 4 إلى 5  مارس الجاري.

مقالات متعلقة