في قرار مفاجئ ومثير وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بحذف العراق من قائمة دول يستهدفها حظر السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد موجة من الغضب والاحتجاجات ضد قرار منع دخول مواطني7 دول بمنطقة الشرق الأوسط لأمريكا ما يثير تساؤلاً.. لماذا رفع ترامب العراق من حظر دخول أمريكا؟
وتحدثت تقارير إخبارية أن مصدرا بالبيت الأبيض قال إن ترامب سوف يوقع على قرار يحذف العراق من قائمة دول يستهدفها حظر سفر أمريكي جديد بعد تصدي القضاء لمحاولته الأولى في هذا الصدد التي أثارت بلبلة.
وأضاف المسؤول الكبير بالبيت الأبيض وفقًا لما نشر بوكالات الأنباء، أن الأمر التنفيذي الجديد سيبقي على حظر سفر مواطني 6 دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يومًا، والدول الست هي إيران وليبيا وسوريا والصومال والسودان واليمن.
حظر مؤقت
وخلال حملة الانتخابات الرئاسية العام الماضي دعا ترامب لفرض حظر مؤقت على دخول كل المسلمين لبلاده. وقال إن الأمر التنفيذي الأصلي الذي صدر بعد أسبوع واحد من توليه المنصب كان مطلوبًا لمنع وقوع هجمات من إسلاميين متشددين.
ورُفع أكثر من 24 دعوى قضائية في محاكم أمريكية ضد حظر السفر الأول ونجحت ولاية واشنطن في وقف تنفيذه في الدائرة التاسعة لمحكمة الاستئناف بحجة أنّه ينتهك مبادئ محمية بحكم الدستور ضد التفرقة على أساس ديني.
وانتقد ترامب علنًا قضاة أصدروا أحكامًا ضد الأمر التنفيذي الذي أصدره وتعهد برفع القضية إلى المحكمة العليا لكنه قرر بعد ذلك أن يصوغ أمرا جديدا بتعديلات تجعل من الأسهل الدفاع عنه في المحاكم.
تباين في الآراء
ووافق العديد من مؤيدي ترامب على حظر السفر المبدئي الذي فرضه الرئيس الأمريكي الجديد لكن منتقديه قالوا إنه غير مبرر وينطوي على تفرقة.
اﻷمم المتحدة حثّت ترامب على إعادة النظر في الحظر، قائلة في بيان:" إن احتياجات اللاجئين والمهاجرين في جميع أنحاء العالم كبيرة، وبرنامج إعادة توطين الولايات المتحدة واحد من أكثر البرامج أهمية في العالم".
واشتكت أيضًا شركات تكنولوجيا أمريكية لها موظفون تأثروا بالحظر وحثّ بعض أعضاء الإدارة الأمريكية ترامب على حذف العراقيين وحاملي البطاقات الخضراء من قائمة من سيشملهم الحظر.
وحارب آلاف العراقيين مع القوات الأمريكية لسنوات أو عملوا كمترجمين منذ غزو قادته الولايات المتحدة لبلادهم في 2003. واستقرّ العديد منهم في الولايات المتحدة بعد تلقيهم تهديدات بسبب عملهم مع القوات الأمريكية..
كما أن هناك 5200 جندي أمريكي في العراق حاليًا لمساعدة القوات العراقية والكردية على انتزاع مدينة الموصل آخر معقل لمقاتلي تنظيم الدولة في العراق الذي بعد سيطرته عليها.
ترحيب عراقي
من جهتها، عبرت وزارة الخارجية العراقية عن "عميق ارتياحها" لقرار ترامب الجديد وقالت في بيان صدر عنها إنها تعتبر القرار "خطوة هامة في الاتجاه الصحيح الذي يعزز التحالف الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن في العديد من المجالات وفي مقدمتها محاربة الإرهاب".
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد طلب من ترامب استثناء العراقيين من الحظر، وذلك في أول اتصال هاتفي بينهما في العاشر من فبراير الماضي ورفض دعوات من سياسيين شيعة موالين لإيران للرد على الحظر الأمريكي.
ضغوط دولية
بدوره قال الإعلامي العراقي حسن نعيم الشنون، إنّ استثناء الرئيس الأمريكي للعراق من قرار حظر الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، جاء بعد سلسلة وساطات وضغوط من أعلى المستويات في الدولة العراقية وخصوصاً المكالمة الهاتفية بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والرئيس الأمريكي ترامب، وكذلك اجتماع العبادي مع نائب الرئيس مايك بنس.
وأضاف في حواره لـ"مصر العربية" أنّ إدارة ترامب تقول إنّ العراق شدّد إجراءاته الأمنية على المسافرين العراقيين إلى أمريكا، الغريب أن الغالبية الساحقة من العراقيين المسافرين إلى أميركا هم لاجئون يقدمون معاملات لجوء للسلطات الأمريكية وهي التي تقيم طلباتهم ووضعهم ثم تقرر بعد سنوات من التدقيق تسفيرهم واستقبالهم وتوطينهم في أمريكا، أي أنّه ليس هناك دور للسلطات العراقية في هذه الإجراءات.
وأوضح أن الاستثناء يدلل على أن العراق الآن ضمن أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة وهذا الأمر لم يكن حاضراً في بداية استلام ترامب للبيت الأبيض إنما هو تغيير جديد طرأ بناء على دراسة تم اعتمادها مؤخراً من قبل دائرة المستشارين الجدد للبيت الأبيض أساسها هو إعادة تفعيل الدور الأمريكي في العراق على المستوى الأمني والاقتصادي.
كما أن القرار يتيح الآن للمواطن العراقي الحصول على فيزا والسفر لأميركا للعلاج والدراسة والسياحة بالإضافة للعراقيين المقدمين على لجوء ومعاملات هجرة وأيضًا لهذا القرار دلالات أخرى حيث استند بقراره هذا على أن العراق يعتبر من الدول المحاربة للإرهاب.
السيطرة على العراق
فيما يرى الناشط السياسي العراقي عبدالله الفهداوي، أن توجيه الشكر من قبل الحكومة العراقية للولايات المتحدة الأمريكية على إلغاء الحظر متناسية الإهانة يعد خطيئة وعارا لا يمحوه التاريخ، خاصة أنه مازال هناك حظر يشمل دول عربية وإسلامية.
وأضاف في تصريحات لـ"مصر العربية" أن فك الحظر كان لعدم ضياع العراق من أمريكا؛ حيث كان من الممكن أن تستغل الحكومة العراقية قرار الحظر، ومعاقبة أمريكا بالتقرب إلى روسيا ووقتها كانت واشنطن ستكون خسرت العراق للمرة الثانية، لكن هذا لم يحدث بسبب ضعف الإرادة السياسية وسيطرة القوى الدولية والإقليمية على القرار العراقي.
وطالب الفهداوي الحكومة العراقية بضرورة أن يكون لها موقف متزن من الجميع لكسب الاحترام، والبعد عن الميوع السياسي لجهة محددة.