أهدافه وأقواله وتصرفاته ميزته داخل بساط الساحرة المستديرة، لم يستمع لأحد ولم ينظر خلفه، جعل لنفسه مكانة خاصة بين مهاجمي العالم، شاكس جميع المدافعين وراوغ البعض الآخر، أنه "سلطان الزمان" زلاتان إبراهيموفيتش، مهاجم إنتر وميلان ويوفنتوس السابق، ومانشستر يونايتد الحالي.
ولعب زلاتان ثلاثة أعوام في إنتر، كانت الأبرز في تواجده في الكالتشيو الإيطالي، ولعب في موسم 2008/09 تحت قيادة المدرب المفضل له ومديره الفني الحالي جوزيه مورينيو.
وجعل مورينيو، إبراهيموفيتش مهاجمًا من طراز خاص، مع فريق حقق الكثير في الدوري الإيطالي والذي جعل زلاتان يقول عن مورينيو "لقد جعلني هداف الدوري الإيطالي".
"ستاد مصر العربية" يسلط الضوء على مشهدين لم ينساهم "السلطان" إبرا في مسيرته في الدوري الإيطالي من خلال سلسلة تقارير من ماضي الكالتشيو.
من ماضي الكالتشيو| روبرتو باجيو.. عازف الهارمونيكا الذي لم تغادر نغماته إيطاليا
من ماضي الكالتشيو| مالديني و "كورفا سود".. عداء بين القائد وجمهوره
المشهد الأول.. عندما رأى زلاتان معشوق طفولته الأول
يعتبر إبراهيموفيتش، رونالدو"الظاهرة" هو مثله الأعلى في كرة القدم ومعشوق طفولته الأول والمثل الذي يجب أن يحتذي به كل لاعبي العالم.
وكان قد وصل إلى صفوف ميلان، الظاهرة رونالدو بعد فترة كبيرة قضاها مع ريال مدريد الإسباني، وفي هذا الوقت كان يلعب زلاتان مع إنتر وتقابلا وجهًا لوجه لأول مرة في ديربي ميلانو.
وجاءت اللقطة الشهيرة في الديربي قبل بداية المباراة وزلاتان ينظر بتمعن لرونالدو ولسان حاله" هل أنا أحلم، أم أنها الحقيقة".
وقال "إبرا" عن هذه اللقطة في كتابة "أنا زلاتان"، عندما كنتُ في إنتر، جاء الظاهرة رونالدو ولعب مع الميلان، هناك فيديو في "اليوتيوب" عن هذه اللقطة حينما كنت أمضغ العلكة وأنظر بتمعن له وكأني لم أصدق أنني أمامه على نفس الملعب، كان له وزن كبير في الملعب، وعين مُتنبهه للمباراة.
وأضاف الأسطورة السويدية: " كان لديه تلك الجودة التي كان يملكها في كل تحركاته، في ذلك الموسم 97-98، كان هو والإنتر يقدمان موسمًا لا يصدق، حققا لقب كأس الاتحاد الأوروبي، حينها رونالدو أحرز 25 هدفًا وفاز بلقب بجائزة أفضل لاعب في العالم للمرة الثانية على التوالي، سيطرا على الكالتشيو بشكل رائع ، لكنهما خسراه في فصل الربيع، تمامًا مثل الخطر الذي أصبحنا نواجهه".
وتابع السلطان: " الإنتر كان حظه سيء للغاية ، لعب في الديلي البي مباراة كلاسيكية ضد يوفنتوس في ربيع عام 1998، كان حينها الفارق نقطة أو نقطتين".
"كانت المباراة أشبه بالنهائي والمباراة مثيرة للغاية، رونالدو انطلق في الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء وقام بمراوغة ممتازة، لكن تم إيقافه بطريقة بشعة، حينها صرخت الجماهير، الناس أصبحوا كالمجانين، الملعب كان يغلي، لكن الحكم لم يصفر".
وأضاف إبراهيموفيتش حديثه في هذا الحوار عن رونالدو: "الحكم ترك المباراة تستمر ليفوز اليوفي مقابل لا شيء، ويفوز باللقب، كانت تلك اللقطة هي من قررت الأسكوديتو، كما يعتبرها الجميع بشكل دائم، إنتر أصبح في المركز الثاني، ما زال النقاش مستمرا عن تلك اللقطة، لقد كانت واضحة وضوح الشمس".
وأنهى زلاتان: "لكن لم يحدث أي شيء، الغضب عم ، الجماهير التي خرجت في جميع أنحاء إيطاليا ووجهت التهم للحكام وقالت إنهم تلقوا الرشاوى، وبأنهم فاسدون وأغبياء، بشكل عام، جميع كبار السن في نادي الإنتر لديهم تلك الذكريات، خاصة أنها حدثت في أكثر من مرة، فقد تعرض رونالدو للإصابة مبكراً في الـ99، وعانى الفريق كثيراً بعد إصابته، وكأن المحرك قد احترق وتعطل، ولهذا أنهى الإنتر البطولة في المركز الثامن بدون رونالدو".
المشهد الثاني.. عناد مورينيو
"مباراة كرة القدم بالنسبة له لعبة عقلية" هكذا وصف زلاتان مدربه الحالي جوزيه مورينيو وكيفية التعامل مع مباراة كرة القدم.
ولم ينس إبراهيموفيتش، مباراة التتويج لإنتر الأخيرة في موسم 2008/2009، أمام سيينا، وعناد مورينيو له في هذه المباراة التي سيظل في ذاكرة السويدي.
وخلال المباراة طلب إبراهيموفيتش الخروج من الملعب لأن المباراة لم تعد مهمة وفي البداية شاور مورينيو برأسه وكأنه موافق ولكنه قرر حينها تعليم إبراهيموفيتش درسًا لن ينساه.
ولم يجر مورينيو أي تغيير حتى هذه اللقطة، ليقوم في البداية بسحب لويس فيجو بدلاً من زلاتان، والكاميرا تركز على النجم السويدي الذي بدأ يتمتم بكلمات غاضبة في وجه مورينيو.
ولم يكتف مورينيو بذلك فقام بسحب بالوتيلي ودفع بتغيير ثاني تحت أنظار إبراهيموفيتش، ولم يتوقف مورينيو عن قصف جبهة النجم السويدي فقام بشيء ثالث أدهش كل من في الملعب.
قام مورينيو بتغيير حارس المرمى بالحارس البديل لكي يقطع آخر أمل لإبراهيموفيتش في الخروج من الملعب قبل نهاية المباراة.
وظلت معالم الدهشة على وجه إبراهيموفيتش حتى في الاحتفال باللقب فكان ينظر لمورينيو بشكل غاضب ولم تظهر عليه السعادة أو الابتسامة طوال اللحظات التي ركزت فيها الكاميرا على وجهه.