تحت عنوان "مصر وحماس معًا ضد داعش"، كتب الدكتور "إفريم هرارا" الخبير الإسرائيلي في الشئون الإسلامية مقالاً بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أجاب فيه على السؤال الذي يتردد كثيرًا: لماذا يتقارب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من حماس رغم كراهيته المعروفة للإخوان المسلمين؟
واستعرض "هرارا" في مقاله المنشور الثلاثاء 7 مارس 2017 تفاصيل ما وصفها بـ«الصفقة» بين السيسي وحماس.
إلى نص المقال..
تقوم مصر بخطوات للتقارب مع نظام حماس في غزة، حيث قرر الرئيس السيسي هذا الأسبوع فتح معبر رفح بين مصر والقطاع مرتين أسبوعيًا. هذه الخطوات غريبة في ظلّ الكراهية التي يكنها الرئيس المصري للإخوان المسلمين، الحركة التي تنتمي لها حماس. على مفتاح فهم تلك الخطوات منقوش اسم العدو رقم واحد لمصر: الدولة الإسلامية.
كون داعش يحصل من القطاع على السلاح والمواد المطلوبة لإعداد العبوات الناسفة، تحاول مصر إغلاق محور الإمداد الرئيسي. وذلك من خلال تحديد مواقع الأنفاق، وتفجيرها وإغراقها بالمياه. الآن تحاول القيام بذلك من خلال الضغط على حركة حماس. الصفقة المقترحة على النحو التالي: فتح معبر رفح في أغلب الأحيان، ومعه شرايين الاقتصاد المغلقة، وفي المقابل تُلزم حماس بوقف تام لتوريد السلاح والعتاد لمناصري الدولة الإسلامية.
لدى حماس أسباب جيدة، ليست فقط اقتصادية، للاستجابة للطلب: تشكل العناصر الإسلامية تهديدًا لنظام حماس بالقطاع، وتقول إنه فاسد ولا يقاتل العدو الصهيوني كما ينبغي. كذلك تطلق الصواريخ تجاه إسرائيل، وهي تعرف أن الرد الإسرائيلي سيتركز على البنية التحتية لحماس، وليس على المطلقين أنفسهم. إضافة إلى ذلك، تعتبر قيادة الدولة الإسلامية في سوريا الإخوان المسلمين كفارًا مباحًا دمهم، وتحديدًا حماس "المتعاونة" مع إسرائيل- والتي تحصل منها على الكهرباء والإمدادات- والتي تتجنب الحرب ضد اليهود.
كذلك تقوم مصر بخطوات عقابية ضد السلطة الفلسطينية. ولا تتحمل القاهرة الانتقادات الموجهة لها من قبل عناصر في قيادتها. وأعدت مؤخرًا "قائمة سوداء" بمسئولي السلطة الفلسطينية غير المرحب بهم على أراضيها، وهكذا لم تسمح لجبريل الرجوب الرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي بالضفة بتجاوز أبواب مطار القاهرة.
هذه بشرى جيدة لإسرائيل، لأن الرجوب تحدث مرات بشكل متطرف تجاهها، عندما قال على سبيل المثال، لو كان لدى السلطة الفلسطينية سلاح نووي لاستخدمته ضد إسرائيل. وتدعم مصر محمد دحلان، المسئول السابق بحركة فتح في قطاع غزة، الذي اضطر للهجرة بعد اتهامه بالفساد ومحاولة انقلاب. يعتبر دحلان، بالنسبة لإسرائيل أيضًا معتدلاً، وهناك من يرونه وريثًا مناسبًا لأبو مازن. حتى الآن يشارك دحلان فيما يحدث بالقطاع، ويضخ الصندوق الذي أقامه الأموال لغزة.
تواجه حماس ضغوطًا "من اليمين" على يد الإسلاميين الأشد تطرفًا منها، و "من اليسار" على يد دحلان الذي يحلم بأن يصبح الرئيس القادم للسلطة الفلسطينية، و "من الخارج" على يد مصر التي تطالبها بوقف المساعدات لأنصار بيت المقدس، وعلى يد إسرائيل، التي ترد بقوة على أي إطلاق نار.
الخبر من المصدر..