قالت كوريا الشمالية اليوم الثلاثاء إنها ستواصل برنامج تسلحها وبرنامجها النووي الرادع مادامت التدريبات العسكرية الضخمة المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي تعتبرها نموذجا "لهجوم نووي استباقي" ضد بيونجيانج مستمرة.
وأكّدت كوريا الشمالية والولايات المتحدة -اللتان قادتا حملة الاستنكار لاختبارات كوريا الشمالية الأخيرة خلال مؤتمر نزع السلاح -إن تدريباتهما العسكرية هي لاختبار قدراتهما الدفاعية ضد اعتداء محتمل من الشمال.
وأبلغ الدبلوماسي الكوري الشمالي جو يونج تشوي مؤتمر نزع السلاح الذي ترعاه الأمم المتحدة في جنيف أن التدريبات المشتركة "الواسعة النطاق على نحو لم يسبق لها مثيل سبب كبير لتصعيد التوتر الذي قد يتحول إلى حرب فعلية" في شبه الجزيرة الكورية المقسمة.
وقال جو للمنتدى إن "جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية حازمة في تصميمها على تعزيز قدراتها الدفاعية بشكل أكبر مع وجود رادع نووي باعتباره محورا لها لإنهاء خطر نشوب حرب نووية تسببها الولايات المتحدة."
وخلال الجلسة التي استمرت 90 دقيقة أدان مبعوثون من أكثر من 20 دولة منها الصين -الحليفة الرئيسية لكوريا الشمالية- وبريطانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة إطلاق بيونج يانج لصواريخ باليستية أمس الاثنين.
وقال السفير الياباني نوبوشيجه تاكاميزاوا إنه "من غير المقبول إطلاقا" سقوط الصواريخ قبالة ساحل اليابان الشمالي الغربي. واعتبر أنها تشكل "تهديدا مباشرا وخطيرا على أمن اليابان وخطرا جديا لحركة الطيران والملاحة."
كما ندد روبرت وود السفير الأمريكي لنزع السلاح بالاختبارات الكورية الشمالية ووصفها بأنها أحدث انتهاك لقرارات مجلس الأمن. وقال إن برنامج بيونجيانج للأسلحة يمثل "تهديدا واضحا للأمن الوطني لكل دولة في المنطقة."
وأضاف أن لدى الولايات المتحدة "التزاما راسخا بالدفاع عن حلفائها" وأن التدريبات العسكرية المشتركة التي تجريها مع سول منذ يوم الأربعاء "تتسم بالشفافية وغرضها دفاعي".
وقال وود "يجب أن يكون واضحا للغاية بالنسبة لكوريا الشمالية أنها منبوذة وناشز وأنها انتهكت العديد من قرارات مجلس الأمن وأن الدول الممثلة في هذه القاعة لن تقف مكتوفة الأيدي وتدع كوريا الشمالية تنتهك القانون الدولي."
وقالت قيادة المحيط الهادي الأمريكية إن الولايات المتحدة بدأت بنشر أول أجزاء منظومتها الدفاعي المتطورة المضادة للصواريخ (ثاد) في كوريا الجنوبية اليوم الثلاثاء.
وقال كيم اينشول مبعوث كوريا الجنوبية إلى مؤتمر نزع السلاح "ثاد دفاعي محض. هذا هو الإجراء الدفاعي الوحيد الذي يمكننا اتخاذه في مواجهة التهديد الهائل التي تمثله كوريا الشمالية."
غير أن سفير الصين فو كونج قال إن بكين تعارض بقوة نشر منظومة ثاد الصاروخية "وستتخذ الإجراءات الضرورية لحماية مصالحها الأمنية."
وقال فو "يتعين على جميع الأطراف المعنية أن تعمل مع بعضها لنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية ومن أجل الاستقرار والسلام."