سرد عادل صبري رئيس تحرير موقع مصر العربية الأسباب التي تدفع القارئ المصري إلى العزوف عن مطالعة الصحف الورقية، واعتماده المتزايد على المواقع الإلكترونية.
وتابع صبري في تصريحات لموقع "العربية" بنسخته الإنجليزية: “المشكلة في الصحف الورقية أنها تدار في عام 2017 بنفس عقلية عصر ما قبل الإنترنت".
ومضى يقول: “أصبح القارئ يثق في المواقع الإلكترونية أكثر من الصحافة الورقية، فالقانون المصري يقيد التداول الحر للمعلومات، كما أن العديد من الصحف تعمل كأبواق دعاية للنظام، بما يخالف الهدف الأساسي للصحافة الذي يتمثل في خدمة الشعب".
وأشار صبري إلى أن القارئ يستغل المواقع الإلكترونية في البحث عن الدراسات والتقارير والصحافة الاستقصائية.
جاء ذلك في تقرير بعنوان "هل تحتاج الصحافة الورقية المصرية إلى ثورة 'واشنطن بوست'؟
وتساءل التقرير: “هل تشهد مصر حقا اختفاء عادة قراءة الصحف الورقية التي امتدت عقودا طويلة".
قرار تعويم الجنيه الذي اتخذته السلطات المصرية في نوفمبر 2016 قد يكون بداية النهاية للصحافة الورقية التي تعاني منذ سنوات.
من جانبه، قال صلاح عيسى الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة: “صناعة النشر ككل ستتأثر"، مشيرا إلى زيادة سعر الورق والحبر بنسبة 150 % منذ قرار التعويم.
وأردف عيسى: “قد تلجأ الصحف في هذه الحالة إلى تقليص عدد صفحاتها، وتكلفة الإنتاج، أو رفع أسعار الصحف".
ورغم أن الخيار الأخير قد يكون الأسهل، لكنه لن يصب على المدى الطويل في مصلحة الصحف، بحسب عيسى الذي لا يرجح أن تدعم الدولة المؤسسات الصحفية المضارة.
يحيى قلاش نقيب الصحفيين رأى أنه لو أدركت الدولة أن الصحف سلعة إستراتيجية وجزء من الأمن القومي، ستعمد بلا شك إلى إنقاذ الصحافة الورقية.
وفسر ذلك قائلا: “الحصول على المعلومات حق أساسي، وهو السبب في الدعم الكبير الذي تقدمه دول مثل فرنسا وألمانيا للصحف".
ولفت نقيب الصحفيين إلى ضرورة إدارك الدولة العواقب المنبثقة من إغلاق الصحف وانعكاساتها على زيادة معدل البطالة، لا سيما وأن أعداد الصحفيين والفنيين والعمال الذين قد يفقدون وظائفهم يثير قلقا بالغا.
الصحفي محمد حبوشة رفض فكرة الربط بين التدهور السريع للصحافة الورقية والأزمة المالية، لكنه عزاها بشكل متزايد إلى قوة ما وصفه بـ "الإعلام الجديد".
وواصل : “الشباب تحت 30 عاما يشكلون 65 % من التعداد السكاني، وكلهم يحصلون على الأخبار من الإنترنت".
من جهته، قال الصحفي أحمد السماني إن الصحافة الورقية في مصر لن يكتب لها النجاة إذا لم تتبع نفس خطى النماذج الغربية مثل "ثورة واشنطن بوست" بحسب وصفه.
وكانت الصحيفة الأمريكية التي يمتد عمرها إلى 138 عاما على شفا إلغاء النسخة الورقية حتى اشترتها شركة أمازون ومديرها التنفيذي جيف بيزوس مما أحدث تغيرا في إستراتيجيتها الكلية.
أبرز التغييرات التي فعلتها الصحيفة تمثلت في تعديل المعادلة التقليدية بأن يكون الموقع الإلكتروني تابعا للنسخة الورقية، بل أضحى مصدرا أوليا للمعلومات.
وعلاوة على ذلك، عمل معظم الصحفيين في الموقع الإلكتروني بدلا من الصحيفة الورقية.
رابط النص الأصلي