أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن حقوق المرأة هي حقوق الإنسان، ولكن في هذه الأوقات العصيبة، التي تزداد خلالها الفوضى وعدم القدرة على التنبؤ في عالمنا، تُقلّص حقوق النساء والفتيات وتُقيّد وتتراجع.
وأشار غوتيريش إلى أن تمكين النساء والفتيات هو السبيل الوحيد لحماية حقوقهن وضمان أن يتسنّى لهن تحقيق لكامل إمكاناتهن.
وأضاف أن حقوق المرأة القانونية، التي لم تكن قط مساوية لحقوق الرجل في أي قارة يتزايد تلاشيها. ويجري التشكيك في حقوق المرأة في جسدها وتقويضها. وتتعرض النساء بشكل روتيني للتخويف والمضايقة في الفضاء الإلكتروني وفي واقع الحياة.
وتابع الأمين العام للأمم المتحدة: وفي أسوأ الحالات، يؤسس المتطرفون والإرهابيون أيديولوجياتهم حول إخضاع النساء والفتيات واستهدافهن بممارسة العنف الجنسي والزواج القسري والاسترقاق الفعلي.
وقال إن إنكار حقوق النساء والفتيات ليس خطأ في حد ذاته فحسب، بل له كذلك تأثير اجتماعي واقتصادي خطير يعوقنا جميعا. والمساواة بين الجنسين لها أثر تحويلي، وهي أمر ضروري لكي تؤدي المجتمعات والاقتصاديات دورها كاملا.
واعتبر غوتيريش أن حصول المرأة على خدمات التعليم والصحة له منافع تعود على أسرهن ومجتمعاتهن المحلية وتمتد إلى الأجيال المقبلة. والبقاء لسنة دراسية إضافية يمكن أن يضيف ما يبلغ 25 بالمائة إلى دخل الفتاة في المستقبل.
وجاء في كلمة ألقتها الموظفة الأممية هناء الصراف نيابة عن غوتيريش، خلال احتفالية بمناسبة يوم المرأة العالمي، أقيمت في مقر الأمم المتحدة في العاصمة اللبنانية بيروت "الأسكوا"، حملت عنوان "قبل أن تحتفلوا بها.. أعطوها حقوقها"، أن "أكثر نساء العرب قهرا بحسب دراسات للمنظمة، هن المصريات والسوريات، فالسيدة المصرية تصادفها صعوبات وعراقيل اجتماعية واقتصادية، إضافة إلى انتشار بعض الموروثات الثقافية التي ما زالت تصر على تحديد أدوار معينة للنساء في المجتمع المصري".
ولفتت إلى أن "نسبة الفتيات المتعلمات في مصر لم تتجاوز 45 بالمئة في العام 2016".
وأكدت أن "الوضع ليس أفضل بالنسبة إلى المرأة السورية التي تعاني القهر الجنسي والاغتصاب والقتل، ولا سيما في أرياف سوريا التي تتحكم فيها قوة داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى".
وأشارت إلى أنه بالرغم من التقدم الذي أحرزته المرأة في السنوات الأخيرة، غير أنها لم تنل كافة الحقوق، خصوصا مع انتشار تنظيم داعش، الذي ينكل بالمرأة ويبيعها في سوق النخاسة، ويستغلها في أمور جنسية وحتى إرهابية، بحسب رسالة غوتيريش.
ولفتت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية لـ"الأسكوا" ريما خلف، إلى أن "المرأة الفلسطينية هي التي تدفع منذ عام 1948 الثمن، لتنضم إليها نساء من دول عربية تستباح حياتهن في الوقت الحاضر".
كما قالت "في الدول المنكوبة بالنزاعات مثل اليمن والعراق وسوريا تعاني المرأة من الظلم، وللأسف، فإن وضع المرأة العربية في بعض الدول يتراجع على عكس كل الآمال التي حلمنا بها لتحسينها".
وتحتفل منظمة الأمم المتحدة هذه السنة باليوم العالمي للمرأة الذي يوافق الثامن من مارس، تحت شعار "المرأة في عالم العمل المتغير.. تناصف الكوكب 50/50 بحلول عام 2030”، باعتباره فرصة للتأمل في التقدم المحرز للنهوض بوضعية المرأة والدعوة إلى التغيير وتسريع الجهود الشجاعة التي تبذلها النساء وما يضطلعن به من أدوار استثنائية في صنع تاريخ بلدانهن ومجتمعاتهن.