(صور) معديات المنيا.. نعوش على سطح المياه

معدية نيلية بالمنيا

" الراكب مفقود والنازل مولود"، أربعة كلمات، تلخص حال المعديات النيلية بالمنيا، والتي حوّل نهر النيل لمقبرة جماعية، بسبب تكرار حوادثها وغرق بعضها وسقوط السيارات من أعلى سطحها، نتيجة الاعتماد المتزايد عليها من الأهالي، خاصةً وأنَّ المحافظة لا يتواجد بها سوى 3 كباري على أكثر من 160 كيلو متر طول نهر النيل فيها.

 

"مصر العربية"، حاولت خلال الأسطر القادمة، تسليط الضوء على حال المعديات، وإبراز سلبياتها، والأسباب التي جعلتها تصدرت وسائل المواصلات غير الآمنة.

 

في البداية، أوضحت هيئة النقل النهري بالمنيا، أنَّ عدد المعديات بالمحافظة، بلغ 178 معدية، منها 32 حكومية و 146 ملكًا للأهالي، موزعين على مراكز المحافظة بواقع 46 بمركز مغاغة، 27 ببني مزار،  9 بمطاي، 21 بسمالوط، 25 بالمنيا، 17 بأبو قرقاص، 23 بملوي، و 10 بديرمواس، مشيرةً إلى أن من بين مجموع المعديات 127 ذات رخصة سارية، و 51 منتهية الرخصة.

 

وقال عدد من أهالي قرى شرق النيل، الذين يستخدمون المعديات يوميًا، للوصول إلى البر الغربي، لمتابعة أعمالهم ودراستهم ومصالحهم، ومنهم عبيد سمير، من أهالي قرية السرارية، سيد ربيع، وهاني علام، من أهالي قرية جبل الطير، بمركز سمالوط، شمال المنيا،  إن ما يدفعهم إلى استقلال المعديات النيلية، هو عدم وجود كوبري أعلى نهر النيل، بالمركز، وأنهم يستقلون المعديات وهم على علم بمخاطرها، التي تتسبب بين الحين والآخر في غرق بعضها وسقوط السيارات من أعلى أسطح البعض الآخر.

 

ولخّص عدد من أهالي قريتي الدياية، بأبوقرقاص، السلبيات بالمعديات، من حيث عدم مطابقتها للمواصفات، سواء بعدم وجود حواجز حديدية جيدة، وأدوات السلامة والإنقاذ، فضلًا عن تحميلها لحمولة أزيد من المقرر لها، وقيادة الصبية لها على مرأى ومسمع المسؤولين دون تدخل.

 

وفي مركز مغاغة، شمال المحافظة، قال عدد من أهالي قريتي قرارة، وجزيرة شارونة، ومنهم سمير جياد، وأيمن عبد اللطيف، إنهم يستقلون معديات غير صالحة للاستخدام، ويقودها صبية لم يتجاوز عمر الواحد فيهم 14 عامًا، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر يوميًا، خلال رحلة الذهاب والإياب من وإلى البرين الشرقي والغربي، من أجل الذهاب إلى المصالح الحكومية والمدارس الثانوي والزراعي، المتواجدين بالبر الشرقي، مطالبين بمراجعة عمل المعديات ومعالجة العيوب الفنية بها، والعمل على إنشاء كوبري يخدم أهالي القريتين والقرى المجاورة لهم.

 

خطورة المعديات النيلية بالمنيا، لم تقتصر على أهالي قرى شرق النيل فحسب، بل أيضًا يتعرض لها سكان القرى الواقعة بالجانب الغربي للمحافظة، وذلك خلال استخدام تلك المعديات عبر البحر اليوسفي، حيث أشار عددًا من أهالي عزبة سليم، بالجانب الغربي لمركز المنيا، إلى الخطورة الكبير التي يتعرض لها أكثر من 500 من تلاميذ وطلاب القرية، خلال استقلالهم معدية لعبور البحر اليوسفي، للوصول إلى مدارسهم بعزبة محفوظ المقابلة لهم، فضلًا عن استقلال أهالي القرية للمعدية من أجل الذهاب إلى أعمالهم بالمدينة.

 

وشهد شاهد من أهلها، حيث أكد أحد المسؤولين عن إحدى المعديات، ويدعى صلاح ع ا، أن غالبية المعديات، لا تلتزم بعمل الصيانة الدورية لها، أو تشغيلها للمنبهات الصوتية عند الإقلاع، وعدم الاهتمام بتركيب الأنوار الملاحية، أو التأكد من تثبيت السيارات، فضلًا عن عدم الالتزام بالحمولات المقررة طبقا للرخصة.

 

وتُعد المنيا، من أكثر المحافظات التي شهدت حوادث لمعديات خلّفت وراءها العشرات من القتلى، أبرزها سقوط سيارة نصف نقل محملة بالأهالي من أعلى معدية نيلية بمركز سمالوط، مما أسفر عن غرق أكثر من 50 مواطن، وسقوط ميكروباص من أعلى معدية أسفر عن غرق 19، وكان ذلك خلال عام 2015 بمركز سمالوط.

 

وكان آخر تلك الحوادث، يوم الثلاثاء الموافق 28 يونيو من العام الماضي، سقوط سيارة نقل محملة بالطوب الحجري، من أعلي معدية نيلية، أمام قرية السرارية، التابعة لمركز سمالوط، بسبب حدوث عطل مفاجئ بالفرامل، والذي تسبب في غرق اثنان من الأهالي.

 

ومن أشهر حوادث المعديات التي شهدتها المنيا خلال الأعوام الماضية، هو سقوط جرار زراعي من أعلى معدية قرية عرب الزينة بمركز سمالوط، وذلك يوم 24 فبراير من عام 2013، وسقوط سيارة ميكروباص من أعلى معدية قرية بني حسن بمركز أبو قرقاص، يستقله 7 مواطنين، وتم إنقاذهم من الغرق، يوم 5 يونيو من عام 2012، كما سقطت سيارة ميكروباص من أعلى معدية نيلية أمام قرية شارونة بمركز مغاغة، مما أسفر عن غرق 9 أشخاص، وذلك يوم 23 من شهر يوليو من عام 2008،وسقوط 13 شخصا من أعلى معدية نيلية أمام مرسى قرية بني حسن بمركز أبو قرقاص، بسبب تحطم الحواجز الحديدية للمعدية، يوم 14 شهر أكتوبر عام 2007.

 

مقالات متعلقة