رفض وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل اتهامات وردت على لسان نظيره التركي مولود جاويش أوغلو بمارسة برلين ضغوطا ممنهجة على المواطنين الأتراك المقيمين بها وتضع عراقيل في طريق من يرغبون بتنظيم حملات دعما لأردوغان لتعزيز سلطاته في استفتاء مقرر الشهر القادم.
وكان جاويش أوغلو يتحدث أمام تجمع لمواطنين أتراك في مقر إقامة القنصل العام التركي بعدما أغلقت السلطات المبنى الذي كان مقررا أن يستضيف الاجتماع.
وتتهم تركيا ألمانيا بإعاقة عقد سلسلة من الأحداث الأخرى بإغلاقها منشآت كان من المقرر أن تستضيفها.
وقال جاويش أوغلو "هذا تعطيل ممنهج.. وألمانيا تمارس ضغوطا ممنهجة على مواطنينا. هذا غير مقبول. نريد دوما أن نرى ألمانيا كصديق لكن نهج ألمانيا المناهض لتركيا بشكل منهجي لا يتلاءم مع صداقتنا."
وتخللت الخطاب هتافات من الحضور منها "رجب طيب أردوغان.. هذه الأمة تفخر بك" و"قف منتصبا.. لا تنحني هذه الأمة معك" و"الله أكبر".
وقال جابرييل لقناة زد.دي.إف "في نظامنا القانوني تتولى السلطات المحلية المسائل الأمنية بشكل عام" مضيفا أن سلطات هامبورج قررت إغلاق القاعة التي كان مقررا عقد الاجتماع التركي بها لعدم كفاية إجراءات الوقاية من الحرائق.
وانتقد جابرييل أيضا تصريحات لأردوغان شبه فيها الحظر الألماني للتجمعات السياسية التركية "بالأفعال الفاشية" في تعبير يعيد إلى الأذهان عهد النازي.
وقال الوزير الألماني "التشبيه مشين بالطبع" مشيرا إلى أن مثل هذه التصريحات تزيد من تعقيد علاقة صعبة بالفعل بين البلدين.
وأضاف أنه سيثير الأمر خلال اجتماعه مع جاويش أوغلو في برلين اليوم الأربعاء وقال إنه لأمر طيب أن نظيره التركي لم يقدم على تكرار مثل هذه التعليقات خلال كلمته في هامبورج.
وساءت العلاقات بشكل ملحوظ بين البلدين العضوين في حلف الناتو منذ محاولة الانقلاب العسكري في تركيا في يوليو. واتهمت أنقرة برلين ودولا أوروبية أخرى بالتواني والضعف في التنديد بالضالعين في تلك المحاولة.
ووجه الاتحاد الأوروبي، بما فيه ألمانيا، انتقادات حادة لتركيا بسبب حملة واسعة من الاعتقالات والتسريح من الخدمة لأناس يشتبه في صلتهم بمحاولة الانقلاب.
وقال الوزير التركي "ينبغي لألمانيا ألا تحاول إعطاءنا دروسا في الديمقراطية وحقوق الإنسان. نحن... لم نتدخل قط في السياسات الألمانية. وينبغي ألا تتدخل ألمانيا في سياساتنا ولا في استفتائنا."
وأضاف أن برلين تعرقل أنصار أردوغان في الاستفتاء وتحابي من يعارضون النظام الرئاسي الذي يطمح لتطبيقه ويقول إنه ضروري للاستقرار في تركيا التي لها تاريخ من الحكومات الائتلافية غير المستقرة.
ومضى يقول "إنهم يعرقلون الناخبين المؤيدين ويدعمون الرافضين في استفتائنا".