يختلفن عن نساء العالم أجمع، جراحهن عميقة، ودموعهن لا تتوقف حزناً على فلذات أكبادهن الذين يقبعون داخل سجون الاحتلال .. إنه حال أمهات أسرى فلسطين. في الثامن من مارس لكل عام، يختار أمهات فلسطين المقرات الدولية، لإرسال رسالتهن للعالم أجمع خاصة للنساء، واللواتي يحتفلن بيوم المرأة العالمي، من أجل مساندتهن في نضالهن حتى ينعم أولادهن بالحرية.
"مصر العربية " ترصد في هذا التقرير رسالة أمهات الأسرى لنساء العالم في يوم المرأة العالمي.
سجون الاحتلال
أم محمد المنسي، والذي يقبع نجلها محمد داخل سجون الاحتلال تقول: في يوم المرأة لا نملك إلا أن نقول لنساء العالم، دموعنا لم تجف، ومعاناتنا عميقة، أمهات الأسرى بحاجة أن تساندوهن وتنقذوهن من أجل أن ينعم أبناءنا بالحرية ".
وأضافت لـ "مصر العربية" أن كل نساء العالم ، يحتفلن بيوم المرأة بانجازات، وأم الأسير تحتفل في هذا اليوم بعدد الاعتصامات التي تقضيها أمام مقرات الصليب الأحمر، من أجل المطالبة بمساعدة ابنها والإفراج عنه من سجون الاحتلال".
بدورها حيت د. مريم أبودقة ، وهي قيادية في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عبر "مصر العربية " أمهات الأسرى، و نساء فلسطين في الداخل والشتات بشكل عام، والأسيرات بشكل خاص اللواتي يعانين أشد أنواع العذاب في الأسر بمناسبة الثامن من مارس.
وأعربت أبودقة عن استهجانها من ممارسات الاحتلال بحق الأسرى من خلال اعتقالهم الجائر المخالف للقوانين الدولية، بما فيهم الفتيات القاصرات.
ممارسات قمعية
ووجهت أبودقة دعوتها للمؤسسات الدولية، وأحرار العالم للاطلاع على هذه الممارسات القمعية بحق الأسرى، وفضح ممارسات الاحتلال الذي لا يفرق بين طفل وكبير، فالكل مستهدف من رجال ونساء.
في سياق متصل اعتبرت والدة الأسير حسام الزعانين والمحكوم 16 عاماً ويقبع في سجون الاحتلال أن يوم المرأة العالمي هو بالنسبة لها كأي يوم عادي، لا يحمل للمرأة الفلسطينية سوى المزيد من المعاناة، والقهر لفراق فلذة كبدها الذي يقضي سنوات شبابه خلف قضبان الأسر في ظروف اعتقال سيئة .
وأكدت الزعانين على ضرورة أن تقف نساء العالم، وتساند المرأة الفلسطينية، فيما تعانيه من قهر الاحتلال الذي يمنع أمهات الأسرى حتى من زيارة فلذات أكبادهن في السجون .
في ذات السياق قالت فاطمة حسان وهي ناشطة في مجال دعم الأسرى :"نؤكّد على أننّا كناشطات فلسطينيات، وجزء من الحركة النسائية الفلسطينية، بأن نضالنا الوطني والاجتماعي مستمر ومتواصل حتى نيل الحرية لكافة المسجونين في سجون الاحتلال ، والمرأة الفلسطينية في هذا اليوم تحيي هذه المناسبة هذا العام في ظل استمرار جرائم الاحتلال بحق نسائنا وأطفالنا وشيوخنا وشبابنا".
حرية الأسرى
وأشارت حسان أن رسالتنا لنساء العالم يجب أْن تتركز على الحرية لكافة الأسرى في سجون الاحتلال.
وأهابت أمهات الأسرى بمناسبة الثامن من مارس بكل المؤسسات الدولية من أجل العمل على تحسين ظروف الأسرى في سجون الاحتلال.
ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال نحو 7000، منهم 61 سيدة، بينهن 12 فتاة قاصر، فيما يبلغ عدد المعتقلين الأطفال في سجون الاحتلال نحو 300 طفل، ووصل عدد المعتقلين الإداريين إلى 516 أسيراً.