في اليوم العالمي للمرأة.. «حواء كعب داير» على أبواب السجون

مجمع سجون طرة

أكثر من 23 محضرا والقبض على 5 سيدات، في عام واحد.. وقائع وثقها مركز "هردو" لدعم التعبير الرقمي، بحق النساء من ذوي السجناء، يتحملن فيها الجزء الأكبر من التعرض للانتهاكات على أبواب السجون، بداية من التفتيش والضرب أحيانا، وصولا إلى القبض عليهن أحيانا أخرى.

 

 

قصص من المعاناة الطويلة مسرحها عتبات السجون، وأبطالها منسيون من متن حكايات اليوم العالمي للمرأة .. نسرد بعضها في السطور التالية.

 

 

محضر واعتداءات

بمحضر اعتداء على موظفين أثناء تأدية عملهم، تمكنت آلاء جمال، من الخروج من سجن برج العرب، بعد الاعتداء عليها في مايو الماضي بالضرب ومنعها من زيارة والدها، وكانت برفقة والدتها، واحتجازها لما يزيد عن ساعة.

 

 

تروي آلاء لـ"مصر العربية" ما حدث معها بعد خضوعها للتفتيش من إحدى السجانات وسرقة أموال من حقيبتها، ولكن بمجرد وصولها لقاعة الزيارة منعها أحد أفراد الأمن من الدخول لوجود "كرسي" بلاستيكي معها، وعندما أخبرته بأنها خضعت للتفيش بدأت السجانة في اتهامها بالكذب والصياح فيها.

 

 

توضح آلاء أنها رفضت توجيه الإهانات لها، مما دفع السجانة لضربها على وجهها وتمزيق ملابسها، فضلا عن سيل من السباب، مشيرة إلي أنها فوجئت بسيدتين من مسؤولي التفيتش انضمتا للاعتداء عليها إلي أن سقطت أرضا.

 

 

وتشير إلي أنه بمجرد سقوطها أرضا، انهالت إحداهن عليها بمقعد بلاستيكي على رأسها، وسحلها وضربها، والاعتداء عليها من قبل باقي العساكر بالصاعق الكهربائي، موضحة أن أحد أمناء الشرطة في النهاية سحلها خارج الباب وحرر لها محضر اعتداء على موظفين حكوميين أثناء تأدية عملهم.

 

 

تحت وطأة الاعتداء، غابت آلاء عن الوعي لساعة كاملة، استعادت بعدها بطاقتها الشخصية، قبل أن تصر  على مقابلة مأمور السجن لتحرير شكوى في المسئولين عن تفتيش الزيارة، لكن جرى منعها من دخول مكتبه، وحين خرجت من والدتها من الزيارة، حاولت لقاء المأمور مرة أخرى، وروت له ما حدث، استمع لهم ثم تركهم ومضى، على حد تعبيرها.

 

 

قبل أن تمضي آلاء رفقة والدتها، قال لها أحد أمناء الشرطة، بحسب روايتها: محدش هيعملكم حاجة ولا هيجيب حقكم.

 

 

تبتسم آلاء في نهاية حديثها لتقول: ما جرى معي جزء بسيط جدا مما يحدث لغيري من أهالي السجناء على أبواب السجون.  

 

"شاربين المر"

"احنا متبهدلين وشاربين المر"، هكذا تعبر زوجة مصطفى، المحبوس على ذمة قضية فض اعتصام رابعة، عن وضع الأهالي وما يتعرضون له من انتهاكات أثناء الزيارة.

 

 

وتشير زوجة مصطفى، التي اكتفت بذكر اسمه الأول، إلي أنه وفقا للقوانين فإنه يحق للمحبوسين احتياطيا الحصول على "طبلية"، بمعنى أن يدخل الطعام من خارج السجن إليهم، لكن لا وجود لتلك القوانين داخل السجون، بحسب تعبيرها.

 

 

وتضيف أن حقها في رؤية زوجها خاضع لإرادة إدارة سجن العقرب المحبوس فيه، معلقة :"السجن اعتبرهم بينفذوا عقوبة، لكن أنا ذنبي ايه أتحرم من رؤيته ويحرموا ولادي من رؤية والدهم".

 

معاناة خارج السجون وداخلها

في تدوينة نشرتها اليوم والدة عمر محمد، المحكوم عليه بالمؤبد في قضية 174 لسنة 2015 والمعروفة إعلاميا بـ"العمليات المتقدمة"، أوضحت أنها شاهدت خلال الزيارة العديد من الأوضاع السيئة لأهالي المحبوسين، وغالبيتهم من النساء.

 

 

وأضافت أن الأهالي في حالة من الإنهاك خاصة بعد أن أصبحت أوضاع الزيارة أصعب من البداية، فضلا عن المعاناة النفسية مع من يتفننون في إهانة الأهالي، حسب قولها.

 

 

وتابعت أنها رأت إحدى الأمهات تحمل طفلا وتبكي بشدة أمام بوابات سجون طرة، وهي تبحث في الأرض بلهفة عما سقط منها، مشيرة إلى ﻷنها عند سؤالها عن سبب البكاء أوضحت أنها كانت تحمل مبلغا من المال سقط منها ولا تملك غيره للعودة لمحافظتها التي أتت منها للزيارة، معلقة :"الوضع بقى صعب على اللي جوة وأصعب على اللي برة".

مقالات متعلقة