على مر العصور استطاعت نساء أن يحفرن أسماءهن في خريطة الأدب العالمي، لتلمع إبداعاتهن في سماء الأدب، منهن من كسرن حاجز المحلية، وتسلحن بالجرأة مؤمنات بمنتجهن الأدبي، لتكتسب أعمالهن رواجًا يثبت وجود النساء في حيز الإبداع.
وتقديرًا للمرأة وإنجازاتها الاقتصادية، السياسية، والاجتماعية، والأدبية والفنية، يحتفل العالم في يوم 8 مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، وفي هذا التقرير نرصد نماذج من النساء اللاتي لمعت أسماؤهن في عالم الأدب.
نساء حصلن على نوبل بالأدب
على مدار تاريخ جائزة نوبل مُنِحَت الجائزة إلى 822 رجلًا و48 امرأة و26 منظمة، فازت14 منهن في مجال الأدب.
ففي عام 1909 فازت سلمى ﻻغرلوف من السويد بجائزة نوبل، "إعجابًا بالمثالية الراقية، والخيال الحي والنظرة الروحية التي تميز كتاباتها، لتلحق بها في عام 1926 غراتسيا ديليدا من إيطاليا، لكتاباتها ذات النزعة المثالية التي تصور بوضوح الحياة على الجزيرة التي كانت موطنها الأصلي، والتي تعالج بعمق ووجدانية المشاكل البشرية بشكل عام.
وفي عام 1928 تلحق بهن سيغريد أوندست من النرويج الأدب، لوصفها القوي للحياة في النرويج إبان العصور الوسطى، وتسير على نفس الدرب بيرل بكالولايات من المتحدة الأمريكية، لتحصل على الجائزة في عام 1938، لوصفها الثري والملحمي لحياة الفلاحين في الصين، ولكتاباتها المميزة في مجال السير الذاتية.
وتمكنت غبريالا ميستر من التشيلي في عام 1945، لشعرها الغنائي المستلهم من العواطف القوية والذي جعل من اسمها رمزًا للتطلعات المثالية لعالم أمريكا اللاتينية بأجمعه، وفي عام 1966 فازت نيلي زاكس بالجائزة مناصفة مع شموئيل يوسف، لكتاباتها الشعرية والدرامية التي تتناول قدر إسرائيل بقوة مؤثرة.
كما فازت بالجائزة في عام 1991 نادين غورديمير من جنوب أفريقيا، حيث أسدت بكتاباتها الملحمية البديعة -حسب ما قال ألفريد نوبل- نفعًا عظيمًا للإنسانية، وفي 1993 فازت توني موريسون من الولايات المتحدة الأمريكية بجائزة، ﻷنها ضفي -برواياتها التي تتميز بالقوة الحالمة والمضمون الشعري- الحياة على جانب هام من الواقع الأمريكي.
وحصدت فيسوافا شيمبورسكا من بولندا الجائزة في عام 1996، لشِعرها الساخر بدقة والذي سمح للسياق التاريخي والحيوي بالخروج للنور في أجزاء من الواقع الإنسان، وفي 2004 فازت إلفريدي يلينيك من النمسا، للتدفق الموسيقي للأصوات والأصوات المعاكسة في رواياتها ومسرحياتها التي تكشف في حماس لغوي استثنائي سخافة التنميطات المجتمعية وتسلطها القاهر.
في عام 2007 فازت دوريس ليسينغ من المملكة المتحدة بالجائزة تلك الكاتبة الملحمية ذات التجربة الأنثوية التي أخضعت حضارة منقسمة على نفسها للتدقيق بتشكك وحمية وقوة بصيرة، وفي 2009 فازت هيرتا مولر من ألمانيا ورومانيا، حيث استخدمت التركيز الشعري والصراحة النثرية لتصوير المحرومين.
انضم لهن في 2013 آليس مونرو من كندا، والتي تحمل لقب سيدة القصة القصيرة المعاصرة، وفي 2016 فازت سفيتلانا أليكسييفيتش من بيلاروسيا، وذلك بسبب كتاباتها متعددة المعاني التي تفند المعاناة والشجاعة في عصرنا.
وعلى المستوى المحلي والعربي هناك العديد من الأديبات اللاتي حفرن أسماءهن في عالم الأدب، نذكر منهم بعض النماذج على سبيل المثال ﻻ الحصر.
بنت الشاطئ
عائشة محمد علي عبد الرحمن المعروفة ببنت الشاطئ مفكرة وكاتبة مصرية، وأستاذة جامعية وباحثة، وهي أول امرأة تحاضر بالازهر الشريف، ومن أوليات من اشتغلن بالصحافة في مصر وبالخصوص في جريدة الأهرام، وهي أول امرأة عربية تنال جائزة الملك فيصل في الآداب والدراسات الإسلامية.
نوال السعداوي
نوال السعداوي ولدت في27 أكتوبر عام 1931 ، طبيبة أمراض صدرية وطبيبة أمراض نفسية، كاتبة وروائية مصرية مدافعة عن حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص. كتبت العديد من الكتب عن المرأة في الإسلام ، اشتهرت بمحاربتها لظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث المنتشرة في المجتمع (الختان)، ولقبت بسيمون دي بوفوار العالم العربي.
آسيا جبار
آسيا جبار كاتبة وروائية جزائرية، معظم أعمالها تناقش المُعضلات والمصاعب التي تواجه النساء، كما عرف عنها الكتابة بحس أنثوي الطابع، تُعتبر آسيا جبار أشهر روائيات الجزائر ومن أشهر الروائيات في أفريقيا الشمالية، تم انتخابها في 26 يونيو 2005 عضوة في في أكاديمية اللغة الفرنسية وهي أعلى مؤسسة فرنسية تختص بتراث اللغة الفرنسية؛ حيث تعتبر أول شخصية من بلاد المغرب والعالم العربي تصل لهذا المنصب.
رضوى عاشور
قاصة وروائية وناقدة أدبية وأستاذة جامعية مصرية، تميز مشروعها الأدبي، في شقه الإبداعي، بتيمات التحرر الوطني والإنساني، إضافة للرواية التاريخية، تراوحت أعمالها النقدية
المنشورة بالعربية والإنجليزية، بين الإنتاج النظري والأعمال المرتبطة بتجارب أدبية معينة، تمت ترجمة بعض أعمالها الإبداعية إلى الإنجليزية والإسبانية والإيطالية والإندونيسية.