في يومها العالمي| المرأة ذات الإعاقة.. مرارة التهميش أشد من إعاقتها

المرأة ذات الاعاقة

على مدار سنوات عديدة، سعت المرأة للحصول على حقوقها وإثبات أنها لا تقل شيئا عن الرجل في كل نواحي الحياة، وتحديدًا المرأة ذات الإعاقة التي لم تترك مجالًا إلا واقتحمته وشاركت فيه بتحدٍّ واضح في ظل مجتمع يحاول دومًا تهميشها وإلغاء وجودها .

 

"مصر العربية"،  في ذكرى الاحتفال باليوم العالمي للمرأة تسلط الضوء على أبرز المشاكل والتحديات التي تواجه المرأة ذات اﻹعاقة إضافة إلى رصد  نماذج استطاعت النجاح ومواجهة كافة الظروف الصعبة التي واجهتن في المجتمع .

 

 رشا أبو رجيلة الناشطة في مجال اﻹعاقة، تقول "على الرغم من ادعاء منظمات حقوق المرأة والمجلس القومي للمرأة وحتى المجلس القومي للإعاقة والمجلس القومي للأمومة والطفولة، فلا  توجد مبادرة واحدة  راعت وجود المرأة ذات الإعاقة بها بإتاحة ومشاركة مشرفة.

 

وتساءلت أبو رجيلة في حديثها  لـ"مصر العربية"،: "هل وجدتِ كتلة الإعاقة بالبرلمان ومعظمهم نساء تحدثوا عن حق من حقوقها؟" مشيرة إلى أن الموجع في اﻷمر هو أن من مثلونا بالقومي للمرأة والمنظمات الحقوقية، ربما يكون تمثيلهن دون علم بحقوقهن.

 

وتابعت: "لك أن تتخيلي أننا نتشارك أنا وأنتي في الواجبات كنساء ولكن دون أدني حقوق تمكني أنا من القيام بواجباتي، مثلاً تذهبين لعملك صباحاً، وأذهب لعملي، تستخدمين وسائل نقل جماعي لتذهبين لعملك متسائلة أين حقي في وسائل النقل الجماعي؟

 

واستكملت "على الرغم من ذلك يوقع نفس الجزاء الذي ربما سيوقع عليكِ في حالة التقصير أهذا إنصاف؟".

 

ووجهت الناشطة في مجال اﻹعاقة، وأحد ذوي اﻹعاقة الحركية كلمة للمجتمع المصري قائلة: "كن منصفاً فنحن رغم الاختلاف جزء من كل، لن يستقيم بدوننا، وحاول أن تكون منصفا لفصيل من النساء لو أنصفته ﻷصبح قوة دعم لا يستهان بها .

 

واختتمت أبو رجيلة حديثها قائلة: " بأي منطق سيحتفل القومي للإعاقة والقومي للمرأة باليوم العالمي للمرأة"، مضيفة "لو أنهم منصفون يجب أن يجعلوا هذا اليوم يوم اعتذار لكل امرأة ذات إعاقة".

 

فيما قالت "إسراء عماد أحمد"، أول صماء ناطقة تحصل علي ليسانس الحقوق الشعبة الإنجليزية من جامعة عين شمس، إن  المرأة ذات اﻹعاقة تحارب كل من يحاول استغلالها، والتحكم بها وتقييد حريتها وكل من يجعلها تشعر بالعجز.

 

وأكدت إسراء  لـ"مصر العربية"،  أن المرأة ذات الإعاقة مازالت تعانى من التهميش وعدم الحصول على حقوقها، ورغم ذلك تتحدى الصعاب وتحارب من جميع الاتجاهات لكى تثبت وجودها وتناضل من أجل إنسانيتها، وإثبات أنها إنسان، يجب ان تحظى بمساواة عادلة فى حقوقها وعدم التمييز فى المعاملة.

 

ووجهت رسالة للمرأة ذات الاعاقة قائلة: "لسه عندك الفرصة تكونى بطلة حاربى بقوة ولا تستسلمى". متمينة أن تتغير نظرة المجتمع لهن.

إنجازات المرأة ذات اﻹعاقة

-علي صعيد العمل السياسي، تمكنت المرأة ذات اﻹعاقة من خوض المعركة الانتخابية لمجلس الشعب، والحصول على 7 مقاعد من أصل المقاعد الـ9 التي حصل عليها ذوي اﻹعاقة، لتثبت بذلك أنها قادرة على خوض جميع المعارك وتقلد جميع المناصب.

-وفي مجال الفن، فقد تمكنت "قديسة الفن الصماء" الفنانة حنان النحراوي، من استخدام الفن للتعبير عما بداخلها حتى أصبحت الأكثر قدرة على إيصال إحساسها للآخرين، وتفجر بريشتها اﻷحاسيس بداخلك.

"وقديسة الفن" لا تؤمن بأن إعاقتها كانت سببًا في إعاقة انتشارها الفني، وتعترف بأنها استطاعت أن تحفر اسمها بحروف بارزة في عالم الفن التشكيلي.

أما في مجال الرياضة، فإن اﻹعاقة لم تمنع "سيدة مصر الذهبية" فاطمة عمر، من حمل الأثقال، حيث سطرت اسمها بأحرف من ذهب في قائمة أبطال رفع الأثقال لذوي اﻹعاقة، وحصدت العديد من الميداليات الذهبية، حتى تمكنت من الحصول على لقب "بطلة العالم".

وهناك إلى جانب هذه النماذج المئات من النساء ذات اﻹعاقة في المجتمع المصري، التي أثبتت أن المجتمع هو المعوق اﻷول لهن وليست إعاقتهن هي السبب في المجالات المختلفة.

 

مقالات متعلقة